ماذا فعلت المخصصات في بنكين كبيرين بالسوق السعودي؟

المخصصات لا ريب باتت صاحبة السطوة في توجيه دفة نتائج أعمال البنوك، والشركات أيضا، إلا أن الأمر لا يعدو كونه احترازا فحسب، بل وإجبارا أحيانا حتى لا ينهار أحد أهم قطاعات الاقتصاد كما حدث في قضية ليمان برازر ومن بعدها الأزمة المالية العالمية. 

وفي السوق السعودي والذي يعد اقتصاده أحد أكبر 20 لاعب في اقتصاد العالم تمارس المخصصات سطوتها في تشكيل ورسم ملامح نتائج القطاع المصرفي. 

وهذا ما اتضح جليا على نتائج أعمال اثنين من أكبر بنوك المملكة وهما الأهلي التجاري ومصرف الإنماء. 

الأهلي يفلت بالميليمترات 

ارتفعت أرباح "البنك الأهلي التجاري (SE:1180)"، بشكل طفيف إلى 8080 مليون ريال بنهاية التسعة أشهر الأولى 2020، مقارنة بأرباح 8012 مليون ريال تم تحقيقها خلال نفس الفترة من عام 2019. 

فيما زادت ارباح البنك بقوة خلال الربع الثالث من 2020الى 3.15 مليار ريال مقابل 2.55 مليار ريال خلال نفس الفترة من 2019، بزيادة بلغت نحو 24%. 

قال البنك إن سبب ارتفاع الأرباح خلال الفترة الحالية مقارنة مع الفترة المماثلة من العام السابق يعود إلى ارتفاع إجمالي دخل العمليات بنسبة 4.7%. 

نتيجة لارتفاع في صافي دخل العمولات الخاصة ودخل من رسوم خدمات مصرفية ودخل تحويل عملات أجنبية وارتفاع في دخل الاستثمارات* والذي قابله جزئياً ارتفاع في مصاريف العمليات الأخرى. 

في المقابل ارتفع إجمالي مصاريف العمليات متضمنة خسائر الائتمان بنسبة 7.9%. 

ويعود ذلك إلى ارتفاع صافي مخصص الانخفاض لخسائر الائتمان المتوقعة واستهلاك/إطفاء ممتلكات، معدات، برامج، وحق استخدام الموجودات والمصروفات العمومية والإدارية الأخرى. 

والذي قابله جزئيا انخفاض في رواتب ومصاريف الموظفين، والإيجارات ومصاريف المباني. 

وأرجع البنك سبب ارتفاع الأرباح خلال الربع الحالي مقارنة مع الربع المماثل من العام السابق إلى ارتفاع إجمالي دخل العمليات بنسبة 12.8%. 

وذلك نتيجة لارتفاع في صافي دخل العمولات الخاصة ودخل الاستثمارات* ارتفاع في دخل رسوم خدمات مصرفية، دخل تحويل عمولات مصرفية قابله جزئياً ارتفاع في مصاريف عمليات أخرى. 

وانخفاض في إجمالي مصاريف العمليات متضمنة خسائر الائتمان بنسبة 9.8% ويعود ذلك للانخفاض في الإيجارات ومصاريف المباني وانخفاض في صافي مخصص الانخفاض لخسائر الائتمان المتوقعة. 

والذي قابله جزئياً ارتفاع في رواتب ومصاريف الموظفين، واستهلاك/إطفاء ممتلكات، معدات، برامج، وحق استخدام الموجودات والمصروفات العمومية والإدارية الأخرى. 

الإنماء يسقط في الاختبار 

انخفضت أرباح "مصرف الإنماء (SE:1150)"، إلى 1572 مليون ريال بنهاية التسعة أشهر الأولى 2020 بنسبة قدرها 22%، مقارنة بأرباح 2026 ملايين ريال تم تحقيقها خلال نفس الفترة من عام 2019. 

ونزل صافي الدخل للبنك خلال الربع الثالث بنحو 12% الى 629 مليون ريال مقابل 713 مليون ريال خلال الربع الثالث من 2019. 

قال المصرف إن سبب انخفاض الارباح خلال الفترة الحالية مقارنة مع الفترة المماثلة من العام السابق يعود إلى زيادة مخصصات الائتمان.  

هذا وقد حافظ المصرف على نفس مستوى إجمالي دخل العمليات حيث أن الزيادة في صافي دخل التمويل والاستثمارات بنسبة 7% عوضّت بالكامل الارتفاع في خسائر تقييم الاستثمارات بالقيمة العادلة. 

 في المقابل سجلت مخصصات خسائر الائتمان ومصروفات العمليات ارتفاعاً مقارنة بالفترة المماثلة من العام السابق. 

وأرجع المصرف إن سبب انخفاض الأرباح خلال الربع الحالي مقارنة مع الربع المماثل من العام السابق يعود إلى زيادة مخصصات الائتمان 

وذلك على الرغم من ارتفاع صافي الدخل من التمويل والاستثمارات بنسبة 3% وإجمالي دخل العمليات بنسبة 3% 

وقد عزى المصرف إن سبب ارتفاع الارباح خلال الربع الحالي مقارنة مع الربع السابق يعود إلى ارتفاع إجمالي دخل العمليات بنسبة 11%. 

ويعود ذلك بشكل رئيس إلى ارتفاع الدخل من التمويل والاستثمار، ودخل رسوم الخدمات المصرفية، ودخل العمليات الأخرى، والتي يقابلها جزئياً انخفاض في دخل تبادل العملات. 

علي الرغم من ارتفاع إجمالي مصاريف العمليات بنسبة 10% ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى زيادة مخصصات الائتمان ومصروفات الرواتب والمصروفات العمومية والإدارية مقارنة بالربع السابق.