البطالة مرتفعة، والتحفيز ضامر، ومؤشر "داو جونز" يفقد أكثر من 300 نقطة

بقلم بيتر نيرس

 تتحضر الأسهم الأمريكية لافتتاح جلسة اليوم على تراجعات كبيرة،  كما كان الحال في الجلستين الأخيرتين، وذلك بعد سقوط قوي في أوروبا، وتحت ضغط تلاشي فرصة الحصول على حزمة تحفيز قبل الإنتخابات الرئاسية.

فعند الساعة 7:00 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (11:00 صباحاً بتوقيت جرينيتش)، سقطت العقود الآجلة لمؤشر {{169|داو جونز}} بـ 272 نقطة أو ما يعادل 1.0٪. كما تراجعت العقود الآجلة لمؤشر {{8839|إس إن بي 500}} بـ 34 نقطة أو ما يعادل 1.0٪، بينما استمرت العقود الآجلة لمؤشر {{8874|نازداك 100}} في تقديم الأداء الأضعف بين المؤشرات الثلاث، كما كان الحال في جلسة الأمس، وسقطت بـ 161 نقطة، أو ما يعادل 1.4٪.

وكانت المؤشرات الرئيسية الثلاث قد سجلت الخسائر يوم أمس الأربعاء، لليوم الثاني على التوالي، وهو أمر يحصل لأول مرة منذ 3 أسابيع.

أما في أوروبا، فلقد سقطت الأسهم بقوة في جلسة اليوم، مع انخفاض جميع المؤشرات الرئيسية في القارة بأكثر من 2٪، وذلك وسط حالة من الذعر تسببت بها عودة فايروس كورونا إلى الانتشار بسرعة في القارة. وتخشى الأسواق من أن ذلك سيؤدي إلى المزيد من إجراءات الإغلاق في اقتصادات المنطقة، مما قد يوقف الانتعاش الاقتصادي.

وفي تقرير كتبه لـ رويترز، قال ديريك هالبيني، رئيس وحدة الأبحاث في MUFG: "في أوروبا، لديك قائمة طويلة من الإجراءات الملحوظة التي يتم اتخاذها، مع فرض حظر التجول على باريس ومدن فرنسية أخرى. واليوم، تشير التقارير إلى أن لندن ستنتقل إلى المرحلة التالية من القيود الشديدة. كل هذا يشير إلى ضربة أكبر يتم توجيهها حالياً للنشاط الاقتصادي في الربع الأخير من العام، ويستوجب درجة من تعديل الأسعار في أسواق الأسهم".

وبالإضافة إلى هذه المشاكل، تلاشت فرص الحصول على حزمة تحفيز جديدة قبل الانتخابات الرئاسية التي تفصلنا عنها أقل من 3 أسابيع. فمن جديد، توقفت المفاوضات بشأن حزمة التحفيز التي يحاول السياسيون في واشنطن إقرارها، حيث لم تتمكن رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي ووزير الخزينة ستيفن منوشين من التوصل إلى اتفاق بشأن التفاصيل. وقال منوشين يوم أمس أنه وبيلوسي ما زالا "متباعدين" فيما يتعلق بأولويات الإنفاق.

وأضاف الوزير: "لن تتوقف الساعة ... أود أن أقول، في هذه المرحلة، أن إنجاز شيء ما قبل الانتخابات وتنفيذ ذلك سيكون أمراً صعباً، بالنظر إلى مستوى التفاصيل، لكننا سنحاول مواصلة العمل لحل هذه المشاكل".

ومع ذلك، يتطلع العديد من المتداولين الآن إلى ما وراء الانتخابات، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى احتمالات كبير لفوز المرشح الديمقراطي جو بايدن.

فلقد أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة وول ستريت جورنال المتخصصة، وشبكة إن بي سي، أن نائب الرئيس السابق بايدن لا يزال يتقدم على الرئيس ترامب بـ 11 نقطة مئوية على الصعيد الوطني، مع تبقي أقل من 3 أسابيع حتى يوم الاقتراع. ولكن تقرير تم نشره في مجلة فورتشن قد ذكر أن المنافسة بين المرشحين أكثر إحكاماً.

ولكن قصة نشرتها صحيفة واشنطن بوست ساهمت في عدم استقرار الأسواق، حيث نشرت الصحيفة تقريراً يبدو أنه يؤكد الاتصال بين المرشح الرئاسي الديمقراطي جو بايدن وممثلين عن شركة أوكرانية متهمة بالفساد، كان ابنه هنتر عضواً في مجلس إدارتها. وتعزز القصة شكوك الجمهوريين والمحافظين حول استغلال النفوذ من قبل بايدن الأب، بينما كان لا يزال نائب الرئيس في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، وإن كان ذلك دون إثباتها.

ولكن الأمر الأكثر أهمية، كان رد فعل شبكات التواصل الاجتماعي، وتحديداً فيسبوك (NASDAQ:FB) وتويتر (NYSE:TWTR)، التي حجبت القصة من الظهور على شبكاتها، بذريعة الظروف المشبوهة التي تم فيها الحصول على القصة. وأثار رد الفعل هذا صرخات جديدة من المحافظين الذين يتهمون عمالقة التكنولوجيا في منطقة (سيليكون فالي) بالانحياز ضدهم ومحاولة التدخل في الانتخابات الرئاسية في مرحلة حاسمة من الحملة الانتخابية.

وعلى صعيد التقارير الاقتصادية، أظهرت البيانات الرسمية التي صدرت قبل دقائق أن عدد الأمريكيين الذين تقدموا بطلبات للحصول على إعانات البطالة قد ارتفع، على عكس التوقعات، مما يعيد إلى الواجهة المخاوف من أن الانتعاش في سوق العمل ربما قد بدأ يفقد الزخم مع استمرار وباء كورونا في تعطيل الأعمال.

ففي تقريره الأسبوعي المعتاد، ذكر مكتب إحصاءات العمل الامريكي أن عدد الأشخاص الذين تقدموا بطلبات للحصول على {{ecl-294||معونات البطالة الأولية}} للأسبوع الماضي، قد ارتفع إلى 898 ألف شخص، وهو ما جاء أسوا من التوقعات التي كانت تترقب تراجع المطالبات إلى 825 ألف، من رقم الأسبوع الماضي والبالغ 845 ألف، والذي تم تعديله من الإصدار الأولي والبالغ 840 ألفاً.

كما ذكر التقرير كذلك أن {{ecl-522||المطالبات المستمرة}}، والتي يتم احتسابها للأسبوع الذي يسبق الأسبوع الذي تُحتسب له المطالبات الأولية، قد سقطت بقوة وبأكثر من مليون مطالبة إلى 10.018 مليون، من رقم الأسبوع الماضي (بعد التنقيح) والبالغ 11.183 مليون.

ومن بين الأسهم التي يُتوقع أن تكون في بؤرة التركيز عندما يتم افتتاح جلسة اليوم، يبرز سهم مورجان ستانلي (NYSE:MS) وتشارلز شواب (NYSE:SCHW) وكيمبرلي كلارك (NYSE:KMB)، والمقرر أن تعلن جميعها عن تقارير الأرباح الفصلية. بالإضافة إلى ذلك، ستعلن كل من شركة تايوان سيميكوندكتر، وروش، وشركة السلع الفاخرة الفرنسية العملاقة لوي فيتان عن التقارير الفصلية بعد جرس الإغلاق.

كذلك، من المرجح أن يستقطب قطاع التكنولوجيا اهتمام المستثمرين، بعد أن دعت فرنسا وهولندا إلى إنشاء هيئة تابعة للاتحاد الأوروبي لتنظيم شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل جوجل (NASDAQ:GOOG) وفيسبوك.

وفي أسواق النفط، تراجعت الأسعار بقوة، وذلك تحت ضغط نفس الخليط المعروف من الأسباب، من تراجع الطلب بسبب انتشار وباء كورونا إلى فائض لمعروض في الأسواق العالمية.

فعند كتابة هذا التقرير، تراجعت عقود {{8849|الخام الأمريكي}} الآجلة بنسبة 2.3٪ لتتداول عند 40.09 دولار للبرميل. أما العقود الآجلة لنفط {{8833|برنت}}، والتي تُعتبر المعيار العالمي في أسعار النفط، فلقد انخفضت بنسبة 2.1٪ لتتداول عند 42.41 دولار للبرميل.

وستجتمع لجنة الخبراء الفنية في كتلة أوبك+ التي تجمع أهم الدول المصدرة للنفط في وقت لاحق اليوم في فيينا، لتقييم حالة اتفاق خفض الإنتاج. ومن المقرر أن يراجع الوزراء الاتفاقية في اجتماع مقرر يوم الثلاثاء، وسط تكهنات بأنهم قد يوصون بالمضي قدماً في رفع الإنتاج المقرر أن يبدأ في بداية العام المقبل.

وعلى جبهة بيانات السوق، كان معهد النفط الأمريكي API، وهو جهة خاصة غير رسمية، قد أصدر تقريره التقديري الأسبوعي المعتاد في ساعة متأخرة من ليلة أمس الأربعاء. وأظهر التقرير تراجعاً كبيراً في {{ecl-656||المخزونات}} بلغ 5.4 مليون برميل الأسبوع الماضي، مقابل ارتفاع المخزونات بـ 951 ألف برميل في الأسبوع الذي سبقه. وجاءت هذه البيانات أقوى بكثير من توقعات المحللين الذين يتتبعهم موقع Investing.com واللذين كانوا يتوقعون انخفاض المخزونات بـ 2.3 مليون برميل. كما أظهرت بيانات التقرير الأخرى تراجع كل من مخزونات البنزين ومخزونات نواتج التقطير، بما يصل إلى ضعف توقعات المحللين.

ورغم أنه يحظى بمتابعة كبيرة بين أوساط مستثمر ومتداولي النفط، إلا أن تقرير معهد البترول لا يُعد من بين البيانات الرسمية، بل هو تقرير تقديري يصدره المعهد بناءً على اطلاعه على تطورات قطاع النفط في البلاد. أما البيانات الرسمية فستصدر اليوم، حيث يترقب المتداولون في أسواق النفط التقرير الأسبوعي المعتاد لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية EIA، وهي جهة رسمية حكومية، والذي سيصدر عند الساعة 11:00 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (3:00 بعد الظهر بتوقيت غرينيتش). ويتوقع المحللون أن يُظهر التقرير تراجع {{ecl-75||مخزونات النفط الخام}} بمقدار 2.835 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي.

وفي أسواق المعادن الثمينة، تراجعت عقود {{8830|الذهب}} الآجلة بنسبة 0.4٪ لتتداول حول مستوى 1,900 دولار للأونصة. أما في أسواق العملات، فلقد ارتفع {{1|اليورو}} امام الدولار بنسبة 0.2٪ ليتداول عند 1.1713.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image