نبض الأسهم: آبل، وأجهزة آيفون الجديد تمنح دفعة لهذا السهم

نبض الأسهم: آبل، وأجهزة آيفون الجديد تمنح دفعة لهذا السهم

ي خضم كل هذا الحديث عن أجهزة أيفون الجديدة المتناسبة مع تقنية الجيل الخامس من الإنترنت، يتخلى المستثمرون عن الشركة المنتجة لهذه الهواتف، آبل، لصالح الشركة التي جعلت إنتاج هذه الهواتف ممكناً.

شركة ASML هي الشركة الهولندية التي تصنع الجهاز الذي يطبع الدوائر على الرقائق الإلكترونية الموجودة داخل أجهزة أيفون الجديدة. وهي الشركة التي تتصدر مشهد التكنولوجيا المعروفة باسم "عملية الـ 5 نانومتر".

تسمح التقنية الخاصة بهذه الشركة، والمدمجة في الآلات التي تكلف الواحدة منها أكثر من 120 مليون دولار، بتقليص حجم الترانزستورات الموجودة على الرقائق الجديدة إلى حجم صغير بدرجة تكاد لا تصدق يبلغ 5 أجزاء بالبليون من المتر! وهذا يعني أنه يمكن تجميع الكثير منها في شريحة واحدة، مما يزيد بشكل كبير من قوة الحوسبة الإجمالية للجهاز. وفي الوقت الحالي، فإن هذه الشركة هي الشركة الوحيدة في العالم التي يمكنها صنع مثل هذه الآلات.

بفضل آلة تسويق هائلة التأثير اسمها آبل (NASDAQ:AAPL) ، بدأ سهم ASML في التحليق من جديد. فلقد قفز سهم الشركة الهولندية (AS:ASML) بنسبة 10٪ خلال الأسابيع الثلاثة الماضية مع ارتفاع الضجيج حول أجهزة أيفون الجديدة. ولكن السهم تراجع بنسبة 1.2٪ في عمليات جني أرباح، بعد أن أعلنت الشركة عن نتائجها المالية للربع الثالث، في وقت سابق من اليوم الأربعاء.

وحذر المدير المالي للشركة (روجر داسن) في مقطع فيديو صاحب إعلان النتائج الفصلية، من أن الشركة قد لا تفي تماماً بتوجيهاتها للعام الحالي، بالنسبة لعدد آلات (الأشعة فوق البنفسجية الشديدة) أو EUV اختصاراً، التي سيتم إنتاجها وتسليمها خلال العام الحالي. ولكنه قال إن إيرادات مبيعات هذه الآلات التي تصنع الرقائق الجديدة، سوف "تقترب" من مستوى الـ 4.5 بليون يورو (5.3 بليون دولار) الذي كانت قد توقعته الشركة عندما أعلنت توجيهاتها وتوقعاتها لعام 2020. وأضاف داسن أنه يتوقع ارتفاع إيرادات آلات الـ EUV بنسبة 20٪ العام المقبل.

بالإضافة إلى ذلك، تضمنت النتائج بعض المفاجآت الأخرى، حيث ارتفع صافي المبيعات بنحو الثلث خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وبنحو الربع خلال الأشهر التسعة الأولى من العام. كما ارتفع صافي الأرباح إلى الضعف تقريباً مقارنة بذات الربع من العام الماضي، وبمقدار النصف خلال الأشهر التسعة الأولى من العام. وهذا الأداء هو أداء مثير للأعجاب بكل تأكيد، خصوصاً في العام الحالي الذي تعاملت فيه العديد من الشركات الصناعية مع أجواء صعبة للغاية واقتربت من نتائج كارثية بسبب الوباء. يبدو أنه من المفيد أن تصنع مُنتجاً للمستقبل.

وحتى الآن، فإن كل ما قلناه يشير إلى الصحة الجيدة للشركة وسهمها. ولكن هناك سبب لضعف أداء السهم في شهر سبتمبر الماضي. فلقد فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركة SMIC الصينية لصناعة الرقائق لأسباب تتعلق بالأمن القومي، كجزء من المعركة الواسعة بين الولايات المتحدة والصين للسيطرة العالمية على التكنولوجيا عالية الأداء. والمعروف أن SMIC هي أكبر عملاء ASML في الصين، الدولة التي أصبحت في طريقها لأن تكون مسؤولة عن مبيعات تزيد عن 1 بليون يورو هذا العام، أي أكثر من 10٪ من إجمالي مبيعات ASML حول العالم.

وقال داسن إن الشركة ستكون قادرة على شحن أجهزة الأشعة فوق البنفسجية الشديدة EUV الأقل حساسية، من هولندا إلى الصين بدون ترخيص تصدير، لكن أنظمة EUV المتطورة، والتي يتم صناعتها في سان دييغو، بولاية كاليفورنيا، ستحتاج إلى ترخيص. وفي الوقت الحالي، فإن القيود المفروضة على تصدير التكنولوجيا المتطورة (SE:2120) للصين، لا يبدو أنها في طريقها للزوال أو حتى التخفيف، بغض النظر عن نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية الشهر القادم.

وهذا أمر مهم لأنه، خلال المستقبل المنظور، يُتوقع أن يكون سوق هواتف الجيل الخامس 5G أقوى بكثير في الصين مقارنة بأي مكان آخر في العالم. والسبب في ذلك ببساطة هو أن الصين تتمتع بتطور كبير في بناء شبكات الجيل الخامس وطرح خدماته للمستخدمين. وعلى المدى الطويل، يمكن أن يتحول ذلك إلى انكماش كبير في حجم السوق الذي يمكن أن تستهدفه ASML، إذا أصرت الولايات المتحدة والصين على تقسيم العالم إلى مجالات لنفوذهما التكنولوجي. ولكن في الوقت الحالي، يمكن للشركة أن تتطلع إلى التمتع بامتيازات الريادة في السوق العالمية.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image