عقود "داو جونز" الآجلة تتقدم، وتعوض أجزاء من الخسائر، ما السبب؟

تتجهز أسواق الأسهم الأمريكية لافتتاح جلسة اليوم الأربعاء على ارتفاع، لتعوض بعضاً من خسائرها الحادة التي سجلتها في جلسة الأمس، بمساعدة من الرئيس دونالد ترامب، والذي على ما يبدو، قد غير موقفه بشأن تقديم أموال الدعم الفيدرالية.

فعند الساعة 7:10 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (11:00 صباحاً بتوقيت جرينيتش)، ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر {{8873|داو جونز}} بـ 198 نقطة، أو ما يعادل 0.7٪، بينما تقدمت العقود الآجلة لمؤشر {{8839|إس إن بي 500}} بـ 22 نقطة أو ما يعادل 0.7٪ كذلك، وارتفعت العقود الآجلة لمؤشر {{8874|نازداك 100}} بـ 42 نقطة، أو ما يعادل 0.6٪.

وكانت "مفاجأة التحفيز" قد صعقت الأسهم خلال جلسة تداول الأمس، ودفعتها إلى الخسائر القاسية، فأغلق مؤشر {{169|داو جونز}} على خسارة 375 نقطة أو ما يعادل 1.3٪. كما تراجع كل من مؤشر {{166|إس إن بي 500}} بنسبة 1.4٪، ومؤشر {{14958|نازداك}} بـ 1.6٪.

وفي تغريدة له على تويتر ليلة أمس الثلاثاء، أعلن الرئيس ترامب عن إنهاء محادثات حزمة التحفيز مع الديمقراطيين، وذلك بعد أقل من 24 ساعة من عودته إلى البيت الأبيض، بينما لا تزال صحته في طور التعافي.

وبدد الرئيس الأمريكي بذلك الآمال في أن يتم إقرار الحزمة من قبل الكونجرس قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في 3 نوفمبر، حيث أصدر تعليمات لممثليه بإيقاف المفاوضات إلى ما بعد الانتخابات. وأحبط ذلك الآمال في تقديم دفعة للاقتصاد الذي يعاني الأفراد والشركات فيه، من تأثير وباء كورونا المستمر.

واتهم ترامب بيلوسي بـ "عدم التفاوض بحسن نية" وقال إن الحزمة التي اقترحتها "لا تتعلق بأي حال من الأحوال بوباء كورونا". وقال الرئيس إن مطالب الديمقراطيين تضمنت الكثير من الأموال لما وصفه بحكومات الولايات والمدن التي تدار بشكل سيئ.

وبعد ساعات من تغريدته الأولى، عاد الرئيس الأمريكي إلى التغريد خلال جلسة التداول الآسيوية، ودعا في تغريداته إلى دعم شركات الطيران وبرنامج حماية الراتب. وتسبب ذلك في توقعات بأنه ربما قد غير رأيه، جزئياً على الأقل، وهو ما أحدث تغييراً في معنويات الأسواق.

وكان رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم بأول قد قرع جرس الإنذار قبل ساعة واحدة فقط من تغريدة الرئيس ترامب التي أعلن فيها إيقاف المحادثات، وذلك في خطابه أمام مؤتمر الرابطة الوطنية لاقتصاديات الأعمال NABE. وحذر باول من أن الاقتصاد الأمريكي يمكن أن ينزلق إلى دوامة هبوطيه إذا لم يتم السيطرة على وباء كورونا بشكل فعال، ودعا إلى المزيد من المساعدات الحكومية وأموال التحفيز.

من جهة أخرى، يبدأ نائب الرئيس مايك بنس والسيناتور كامالا هاريس (NYSE:LHX) من حيث توقف الرئيس دونالد ترامب والمرشح جو بايدن، عندما يجتمعان في (مناظرة نائب الرئيس) ليلة اليوم الأربعاء، بعد إغلاق الأسواق. لم تكن المناظرة الرئاسية جميلة، فتضمنت إهانات متبادلة وكان كلا المرشحين يقاطعون بعضهم ولم يسمح كل منهما للأخر بالكلام بدون تدخل. ويتأمل الجميع أن تظهر مناظرة نائب الرئيس قدراً أكبر من اللياقة والاحترام.

وبعكس الحوار بين مرشحي الرئاسة، والذي يتضمن 3 مناظرات، فإنه لا يوجد إلا مناظرة واحدة بين نائب الرئيس والمرشحة لهذا المنصب.

من جهة أخرى، خلص تقرير لمجلس النواب الأمريكي إلى أن شركات التكنولوجيا العملاقة التي تهيمن على الإنترنت من خلال منصاتها التي تواجه المستهلكين، قد أساءت استغلال قوتها السوقية، وأوصى التقرير بإجبارها على إعادة هيكلة جذرية لأعمالها. وقال الجمهوريون في مجلس النواب إنهم لا يتفقون مع استنتاجات هذا التقرير، لكنهم كرروا انتقادهم لتحيز هذه الشركات ضد الآراء المحافظة، والرقابة التي تمارسها على هذه الآراء.

ويمكن أن يكون هذا التقرير بمثابة تمهيد لتعامل أكثر صرامة مع شركات من أمثال أمازون (NASDAQ:AMZN) وأبل وفيسبوك وألفابت بعد الانتخابات، خصوصا إذا نتج عن هذه الانتخابات، سيطرة الديمقراطيين على البيت الأبيض ومجلس الشيوخ. ويأتي ذلك في وقت أصبحت فيه الشركات الصغيرة أكثر جرأة في مقاضاة ما يسمى Big Tech لسلوك هذه الشركات العملاقة المناهض للمنافسة. والشاهد على ذلك هو تجرؤ شركة (إيبيك) المالكة للعبة (فورتنايت) على مقاضاة آبل (NASDAQ:AAPL) وجوجل (NASDAQ:GOOGL) لما اعتبرته تلاعباً في الأسعار من خلال متاجر التطبيقات الخاصة بهما.

وفي ظل صدور هذا التقرير، ستتجه أنظار المستثمرين صوب أسهم عمالقة التكنولوجيا، فور افتتاح الجلسة، لاستنتاج مدى تأثيره على أسعار هذه الأسهم. كما يُتوقع أن يتجه اهتمام المستثمرين نحو أسهم قطاع الطيران، التي لا يزال الرئيس ترامب يحاول تخصيص 25 بليون دولار لها كمساعدات إضافية، في محاولة للمحافظة على أكثر من 30 ألف وظيفة، أعلنت هذه الشركات المتعثرة أنها بصدد التخلي عنها في الأسابيع الأخيرة.

وسيتابع المستثمرون سهم بوينغ (NYSE:BA) بعد أن خفضت الشركة توقعاتها للطلب العالمي على الطائرات بنسبة 11٪، وكذلك سهم جنيرال إلكتريك (NYSE:GE)، بعد أن وقعت الشركة في مشكلة مع الهيئات التنظيمية، بسبب ممارسات محاسبية غير سليمة في وحدة التأمين التابعة لها.

وفي أهم بنود الأجندة الاقتصادية اليومية، ستترقب الأسواق صدور {{ecl-108||محضر}} الاجتماع الأخير للجنة الفيدرالية للسوق المفتوح (FOMC) في البنك، والمقرر كالعادة عند الساعة 2:00 بعد الظهر بالتوقيت الأمريكي الشرقي (6:00 مساءاً بتوقيت غرينيتش). وأصبح المحضر الآن موضع تركيز شديد، بعد انتهاء آمال التحفيز. وبالإضافة إلى المحضر، من المقرر أن يتحدث عدد من أعضاء الفيدرالي، حيث سيتحدث رؤساء فروع البنك رافائيل بوستيك ونيل كاشكاري وإريك روزنغرين وجون ويليامز وتشارلز إيفانز في وقت لاحق اليوم.

وفي أسواق النفط، تراجعت الأسعار بقوة في جلسة تداول اليوم تحت ضغط الغاء التحفيز وارتفاع المخزون. فعند كتابة هذا التقرير، سقطت عقود {{8849|الخام الأمريكي}} الآجلة بنسبة 2.9٪ لتتداول عند 39.50 دولار للبرميل، بينما تراجعت العقود الآجلة لنفط {{8833|برنت}} والتي تُعتبر المعيار العالمي في أسعار النفط، بنسبة 2.5٪ لتتداول عند 41.58 دولار للبرميل.

وكان معهد النفط الأمريكي API، وهو جهة خاصة غير رسمية، قد أصدر تقريره التقديري الأسبوعي المعتاد في ساعة متأخرة من ليلة أمس الثلاثاء. وأظهر التقرير ارتفاع {{ecl-656||المخزونات}} بمقدار 951 ألف برميل الأسبوع الماضي، مقابل تراجع المخزونات بـ 831 ألف برميل في الأسبوع الذي سبقه.

ورغم أنه يحظى بمتابعة كبيرة بين أوساط مستثمر ومتداولي النفط، إلا أن تقرير معهد البترول لا يُعد من بين البيانات الرسمية، بل هو تقرير تقديري يصدره المعهد بناءً على اطلاعه على تطورات قطاع النفط في البلاد.

أما البيانات الرسمية فستصدر اليوم، حيث يترقب المتداولون في أسواق النفط التقرير الأسبوعي المعتاد لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية EIA، وهي جهة رسمية حكومية، والذي سيصدر كالعادة اليوم الأربعاء عند الساعة 10:30 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (2:30 بعد الظهر بتوقيت غرينيتش). ويتوقع المحللون أن يُظهر التقرير ارتفاع {{ecl-75||مخزونات النفط الخام}} بمقدار 294 ألف برميل خلال الأسبوع الماضي.

كما تسببت الأحوال الجوية في قيام شركات الطاقة بتأمين منصات الإنتاج البحرية وإجلاء العمال من منشآتها في منطقة خليج المكسيك يوم أمس الثلاثاء، تمهيداً لوصول الإعصار دلتا. وهذه هي المرة السادسة التي يتم فيها إغلاق بعض المنشآت النفطية على الأقل في المنطقة خلال عام 2020. وتمثل منطقة خليج المكسيك 17٪ من إجمالي إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة.

وعلى الضفة المقابلة من المحيط الأطلسي، قالت نقابة العمال النرويجية (ليديرنه) يوم أمس الثلاثاء أنها ستوسع من إضرابها الحالي اعتباراً من 10 أكتوبر، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن الأجور قبل الموعد النهائي. وشهد الإضراب حتى الآن إغلاق 6 حقول نفط وغاز بحرية منذ يوم الاثنين، مما أدى إلى خفض الطاقة الإنتاجية في البلاد بنسبة 8٪.

وفي أسواق المعادن الثمينة، تراجعت عقود {{8830|الذهب}} الآجلة بنسبة 1.1٪ لتتداول حول مستوى 1,887 دولار للأونصة. أما في أسواق العملات، فلقد ارتفع {{1|اليورو}} امام الدولار بنسبة 0.2٪ ليتداول عند 1.1760.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image