وول ستريت تضعف بعد بيانات التصنيع السلبية

وول ستريت تضعف بعد بيانات التصنيع السلبية

تتجهز أسواق الأسهم الأمريكية لافتتاح أول جلسات الربع الأخير من 2020 بمكاسب قوية، بدعم من آمال التوصل إلى اتفاق بشأن حزمة تحفيز طال انتظارها، ويبدو أن الاقتصاد الأمريكي بحاجة ماسة لها. 

فعند الساعة 7:00 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (11:00 صباحاً بتوقيت جرينيتش)، ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز بـ 216 نقطة أو ما يعادل 0.8٪، والعقود الآجلة لمؤشر إس إن بي 500 بـ 30 نقطة أو ما يعادل 0.9٪، بينما قفزت العقود الآجلة لمؤشر نازداك 100 بـ 149 نقطة، أو ما يعادل 1.3٪. 

وكانت المؤشرات الأمريكية الرئيسية قد أنهت تداولات أمس الأربعاء على ارتفاعات مثيرة، لكن ذلك لم يمنع من تسجيل خسارة شهرية في سبتمبر، هي الأولى منذ شهر مارس، بعد سيطرة البائعين على معظم جلسات التداول خلال الشهر. 

وقال وزير الخزينة ستيفن منوتشين إنه أجرى مناقشات "مثمرة" مع رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، بينما ذكرت تقارير إخبارية تفيد بأن الفارق بين الجانبين قد أصبح 600 بليون دولار "فقط" في النقاش حول حجم الحزمة. ووفقاً لصحيفة وول ستريت جورنال، اتفق الطرفان على أن الحزمة يجب أن تحتوي على دفعة جديدة من المساعدات للأسر، والتي يرى المحللون أنها أساسية وهامة حتى يتم الحفاظ على إنفاق المستهلكين. 

وازداد الضغط على السياسيين الأمريكيين للتوصل إلى اتفاق، بعد سلسلة من تخفيضات كبيرة في الوظائف في شركات قطاع الطيران، بالإضافة إلى 28 ألف وظيفة في ديزني، وشركة التأمين أولستيت. وربما يكون فشل الرئيس دونالد ترامب في إحراز إنتصار واضح على جو بايدن في المناظرة الرئاسية قد ساهم في ذلك أيضاً. 

وفي تقرير لـ دانسكه بانك صدر اليوم، كتب المحللون: "أصبحت الحاجة إلى التحفيز الاقتصادي واضحة جداً بعد أن أعلنت الشركات الأمريكية الكبرى مثل ديزني والعديد من شركات الطيران، عن خفض عدد الوظائف بشكل كثيف." 

وعلى جبهة الوباء، ارتفعت حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا في 27 من أصل 50 ولاية أمريكية في سبتمبر، مقارنة بشهر أغسطس، على رأسهما ولاية ويسكانسن التي عانت من ارتفاع هائل بنسبة 111٪ في عدد الإصابات. 

وعلى جبهة البيانات، أظهرت البيانات الرسمية التي صدرت قبل دقائق أن عدد الأمريكيين الذين تقدموا بطلبات للحصول على إعانات البطالة قد جاء تحت المتوقع الأسبوع الماضي، ورغم التحسن، إلا أن الرقم ما زال مرتفعاً للغاية، مما يشير إلى أن الانتعاش في سوق العمل ربما قد بدأ يفقد الزخم مع استمرار وباء كورونا في تعطيل الأعمال. 

ففي تقريره الأسبوعي المعتاد ، ذكر مكتب إحصاءات العمل الأمريكي أن عدد الأشخاص الذين تقدموا بطلبات للحصول على معونات البطالة الأولية للأسبوع الماضي، قد إنخفض إلى ما مجموعه 837 ألف شخص. 

كما ذكر التقرير كذلك أن المطالبات المستمرة، والتي يتم إحتسابها للأسبوع الذي يسبق الأسبوع الذي تُحتسب له المطالبات الأولية، قد تراجعت بقوة وبنحو مليون مطالبة إلى 11.767 مليون. 

وصدرت هذه البيانات بعد يوم واحد من تقرير شركة معالجة بيانات الرواتب ADP والتي أظهرت أن القطاع الخاص قد أضاف ما يقرب من 750 ألف موظف جديد في فترة الشهر المنتهية في منتصف سبتمبر، مما يشير إلى أن العمال يجدون أنه العودة إلى التوظيف قد صبحت أسهل بعد الجولة الأولى من التسريح الذي تسبب به وباء كورونا. 

ويتبقى على أجندة بيانات اليوم تقرير ISM للقطاع الصناعي لشهر سبتمبر، والمقرر صدوره عند الساعة 10:00 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي. 

كما يُتوقع أن تتلقى الأسهم المصرفية الإهتمام، بعد أن مدد بنك الاحتياطي الفيدرالي السقف المحدد على توزيعات أرباحها، والحظر على إعادة شراء الأسهم، حتى نهاية العام. 

وقال بنك الاحتياطي الفيدرالي إنه يريد أن تحافظ البنوك على درجة عالية من المرونة في رأس المال، وهذه إشارة إلى أنه يخشى أن تكون مخصصات خسائر القروض البالغة 40 بليون دولار المنشورة في نتائج الربع الثاني للبنوك بعيدة كل البعد عن المبلغ المطلوب فعلاً في دورة الائتمان الحالية. 

وكان بنك جي بي مورغان (NYSE:JPM) قد أنعش آمال المستثمرين في أنه سيكون قادراً على استئناف عمليات إعادة الشراء في الربع الرابع. 

وستترقب الأسواق خطابات لرئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا باتريك هاركر عند الساعة 9:30 صباحاً بالتوقيت الامريكي الشرقي، ونظيره في نيويورك جون ويليامز عند الساعة 9:00 صباحاً، وعضو الاحتياطي الفيدرالي ميشيل بومان الساعة 3:00 مساءً. 

ومن بين الأسهم التي ستسلط عليها الأضواء في جلسة اليوم، يبرز سهم بيبسيكو (NASDAQ:PEP)، والتي أعلنت عن أرباح أعلى بـ 12٪ من التوقعات، لكنها حذرت من أن الرياح المعاكسة في سوق العملات ستضر بأرباح العام بأكمله. كما سيتم التركيز أيضاً على سهم بالانتير (NYSE:PLTR)، والتي تراجعت في وقت متأخر من جلسة الأمس، الجلسة الأولى في تاريخ السهم في بورصة نيويورك. 

بالإضافة إلى ذلك، ستعلن عدة شركات عن تقاريرها الفصلية، من ضمنها سلسلة متاجر السلع المنزلية بد باث أند بيوند (NASDAQ:BBBY) وشركة صناعة النبيذ والمشروبات الكحولية كونستيليشن (NYSE:STZ). 

وفي أسواق النفط تراجعت الأسعار اليوم الخميس، وتخلت عن بعض مكاسب الجلسة السابقة التي كانت قد حققتها بعد انخفاض المخزونات الأمريكية بمقدار 2 مليون برميل الأسبوع الماضي، وهو ما جاء مفاجئاً للأسواق التي كانت تتوقع ارتفاعها. 

وعند كتابة هذا التقرير، تراجعت عقود الخام الأمريكي الآجلة بنسبة 1.5٪ لتتداول عند 39.63 دولار للبرميل. وبالمثل، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت، والتي تعتبر المعيار العالمي في أسعار النفط، بنسبة 1.4٪ لتتداول عند 41.70 دولار للبرميل. 

وفي أسواق المعادن الثمينة، ارتفعت عقود الذهب الآجلة بنسبة 0.3٪ لتتداول حول مستوى 1,902 دولار للأونصة. أما في أسواق العملات، فلقد ارتفع اليورو أمام الدولار بنسبة 0.2٪ ليتداول عند 1.1744. 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image