قرار جديد مؤلم من شِل، تتردد أصداؤه في جنبات قطاع الشركات العملاقة

قرار جديد مؤلم من شِل، تتردد أصداؤه في جنبات قطاع الشركات العملاقة

تعمل شركة (رويال داتش شِل) على خفض التكاليف بأسرع ما يمكن، لكنها ما تزال غير قادرة على الوعد بالتحول إلى تحقيق الأرباح. 

فلقد أعلنت الشركة الأنجلو-الهولندية اليوم الأربعاء إنها ستلغي ما بين 7 الأف و9 آلاف وظيفة بحلول نهاية عام 2022، وهي أرقام تمثل ما بين 8٪ و11٪ من مجموع القوة العاملة التابعة للشركة في مختلف أنحاء العالم. ويأتي ذلك في محاولة من إدارة الشركة للتأقلم مع فترة من الانخفاض المستمر في الأسعار، والانخفاض المتوقع في الطلب على الوقود الأحفوري على المدى الطويل. 

وكان الرئيس التنفيذي للشركة (بن فان بوردين) قد ألمح إلى هذه الخطوة منذ أسابيع. وقال (فان بوردين) في البيان الذي تم نشره اليوم على موقع الشركة الإلكتروني: "لدينا العديد من الطبقات في الشركة. هناك مستويات كثيرة جداً بيني، كرئيس تنفيذي، وبين المشغلين والفنيين في مواقع عمل شركتنا." 

ولو كان هذا الإعلان في فترة ما قبل الوباء، لكان من المؤكد تقريباً أنه سيتم الترحيب به بحماس من قبل المستثمرين الذين كانوا سينظرون إليه على أنه يحمي ربحية الشركة، وبالتالي الأرباح الثمينة لأسهمهم. ولكن في عالم اليوم، لم يعد لدى المستثمرين يقين بأن أي شيء سيعيد شِل إلى ذلك المستوى من الربحية الذي عرفوه على مر السنين. عندما قامت شِل بتخفيض توزيع أرباح أسهمها هذا الصيف، للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية، فهي اعترفت بذلك فعلياً. 

وسيقود (فان بوردين) ما تبقى من مستثمريه إلى الأرض المجهولة، في عهد التغيير الجذري في قطاع الطاقة، وكل ما هو معروف عن ذلك هو أن الكهرباء، وبشكل خاص الطاقة الكهربائية المتجددة، كانت أقل ربحية بكثير من النفط والغاز، طوال عشرات السنين التي لجأ فيها العالم إلى استخدام مصادر الطاقة هذه مجتمعة. 

وحتى لو تمكنت شِل من تحقيق النجاح في الانتقال إلى نموذج جديد للطاقة الخضراء، فلا يزال يتعين عليها إدارة ميزانية عمومية مليئة بأصول النفط والغاز، وهي أصول دفعت الشركة من أجلها مليارات الدولارات، وقد لا يتم تحويلها إلى نقود من جديد. وكانت الشركة قد أعلنت أن الانخفاض في الميزانية في الربع الثالث يتراوح بين مليار دولار ومليار ونصف، وهو انخفاض حاد نتج عن عمليات شطب الأصول التي قامت بها الشركة في وقت سابق من العام، ويشير ذلك إلى استمرار الضغط على جانب الأصول في الميزانية العمومية. 

ويغذي هذا الضغط شكوك الأسواق حول قدرة شِل (LON:RDSa) على الحفاظ على توزيعات الأرباح، والتي تم تخفيضها بالفعل بمقدار الثلثين. وبعد ارتفاع متواضع بنسبة 0.4٪ صباح يوم الأربعاء، يحقق سهم الشركة الآن عائداً يبلغ 5.2٪، وهو عائد لا يتوافق مع عوائد شركات القطاع الكبرى الأخرى. سوف يقول المتفائلون أن استقرار أسعار النفط الخام، والانتعاش الدوري الذي دائماً ما يتبع الفترات التي قلص فيها قطاع النفط الاستثمارات الجديدة، يجعل من السهم، على الأقل، رهاناً يمكن أن يذهب في أي من الاتجاهين. فلقد فقد السهم أكثر من ثلث قيمته منذ يونيو ونحو 60٪ في الأشهر الـ 12 الأخيرة. 

بالتأكيد، يمكن لشركة (رويال داتش شِل) أن تتوقع أنه في يوم ما، ستجد الرياح التي ستدعم سعر سهمها. ولكن حقيقة الأمر هي أن الرياح المعاكسة المتمثلة في تغير المناخ، والتركيز على التخفيف من حدته، لن تتلاشى أبداً. 

سهم "أرامكو (SE:2222)" يتراجع بأعلى وتيرة في 4 أشهر، تعرف الأسباب 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image