السوق اليوم : زوج (الدولار/ين) وسلسلة من المؤثرات الخفية

 

 

هل تطرأ بعض التغيرات على سياسة الإحتياطي الأجنبي باليابان بتغير الحكومة؟

التعليقات :

على الرغم من مرور عشرة أشهر من تولي تارو أسو منصب رئاسة الوزراء في اليابان وهي الفترة التي اتسمت بالعديد من الأزمات، والتي كان أخرها هبوط المؤشر الرائد باليابان للمرة الثانية منذ عام 1955، علاوة على أداء سوق الاسهم الذي كان اسوأ من أداء منافسيه على المستوى المحلي، بدا الين الياباني على وشك التراجع مقابل الدولار. وهناك العديد من الأسباب التي تبرر ارتفاع زوج (الدولار/ين) فوق مستوياته المعتدلة. فقد قام صندوق النقد الدولي ببيع ما يزيد عن 60 تريليون ين مقابل العديد من العملات، ولكن معظمها كان مقابل الدولار في إطار الجهود المبذولة للحد من قوة الين. وبعد أن تمت إضافة 200 مليار دولار إلى القيمة الأسمية للإحتياطي، اقترب صافي الإحتياطي الأجنبي باليابان من تريليون دولار، وهو ثاني أكبر احتياطي نقدي في العالم. لذلك جدير بالذكر أن موقف حزب الديموقراطيين الياباني تجاه الإحتياطي سوف يتضحفي حالة أن يفوز الحزب في الانتخابات المقررة في 30 أغسطس المقبل.

وعلى الرغم من تصريحات "تسوتومو أوكوبو" المشرع بحزب الديموقراطيين الياباني مؤخراً والتي قال فيها أنه لا توجد إجماع بالحزب على السياسة النقدية، حيث أعرب كل من "ماساهارو ناكاجاوا" وزير المالية الياباني هيروهيشا فوجي مستشار بارز بالحزب عن ضرورة الحذر من التدخل في سوق العملات إلا في حالة الضرورة القصوى. بينما أشار السيد "هيروهيشا" أن دعم الثقة في الدولار وسندات الخزانة الأمريكية يعد أمراً إيجابياً لليابان. لذلك لا ينبغي أن تغير اليابان المخصصات الإحتياطية في الوقت الراهن. على الرغم من ذلك، كانت تصريحات وزير المالية الياباني مؤخراً هي الأهم في هذا الشأن.

ففي حديث له بصحيفة وول ستريت جورنال في بداية الأسبوع الحالي، صرح السيد وزير المالية الياباني "ناكاجاوا" أنه لا شك أن الإحتياطي ارتفع بشكل ملحوظ، وأنه يحتاج إلى أن ينخفض بطريقة تدريجية لا تؤثر على أسعار الصرف. فإذا افترضنا أن ناكاجاوا يقول حجم الإحتياطي الأجنبي اقترب من 230 مليار دولار، فإنه بذلك يتحدث عن خفض 75% من حجمه الحالي. بغض النظر عن المدة التي تتم بها هذه العملية، فإن ذلك سوف يؤثر بقوة على زوج (الدولار/ين)

وجدير بالذكر أن السيد ناكاجاوا أكد على أن التعليقات التي صرح بها تعبر عن رؤيته الخاصة وأنها لا تعكس وجهة نظر الحزب ككل. وقال ناكاجاوا أيضاً أنه في حالة أن يفوز حزب الديموقراطيين بالتشكيل الحكومي فإنه سوف يحتاج إلى حزمة متكاملة من السياسة الدولية التي توضحاتجاه السياسة، مثل كيفية التعامل مع الإحتياطي النقدي وسعر الصرف. على الرغم من ذلك، جدير بالذكر أيضاً أن تعليقات وزير المالية الياباني تناولت السياسة الدولية بوزراة المالية والتي كانت بمثابة منطقة يصعب التخل فيها. واشار إلى أن ما تم التوصل إليه في هذا الشأن قد يؤثر على الهيكل الصناعي باليابان في المستقبل. ومن الضروري أن نوجه دعوة إلى الخبراء والتحرك بفعالية وباستراتيجية منتظمة من تطوير هذه السياسة. أي أن الأشهر القادمة سوف تشهد تطورات قوية فيما يتعلق بسياسة التعامل في سعر الصرف في حالة فوز الحزب الديموقراطي بالحكم. وفي ظل ما يتم مناقشته في الوقت الحالي فمن الممكن أن يضيف ذلك إلى الضغوط التي يلقاها زوج (الدولار/ين) والتي من شأنها أن تدفعه إلى الهبوط.   

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image