الدولار يتراجع إثر بيانات الناتج الإجمالي المحلي المخيبة للآمال
شهد كلٍ من اليورو والدولار النيوزيلندي حالة من القوة اليوم مما يشير إلى اهتمام الصين بالاستثمار في الأصول، حيث استطاع كلٍ من العملتين الحجفاظ على المكاسب المحققة في وقت مبكر من اليوم وصولًا إلى فترة التداول الامريكية. وعلى صعيد آخر، شهد الدولار موجة بيع كبيرة إثر بيانات الناتج المحلي الإجمالي وبيانات الاعنال الامريكية المخيبة للآمال، حيث سجلت القراءة غير المراجعة الخاصة بمؤشر الناتج المحلي الإجمالي الامريكي نسبة بلغت 1.8% على أساس ربع سنوي، ليخالف بذلك التوقعات التي أشارت إلى تسجيل القراءة المراجعة نسبة قدرت بـ2.2%. وقد ارتفعت القراءات الاولية لمؤشر إعانات البطالة على نحو غير متوقع مسجلةً 424 ألف في الأسبوع المنتهي يوم 21 مايو. جدير بالذكر أننا قد أشرنا في وقت سابق من اليوم أن الدولار قد فقد الزخم بشكل واضح مما يشير إلى احتمال تغير قراءة مؤشر الدولار، حيث ما زال على الدولار المحافظة على مستوى 75 المهم، وإذا تم اختراق ذلك المستوى فمن المتوقع أن يؤدي التراجع إلى هبوط الدولار على نحو كبير بشكل عام.
وقد شهد اليورو دعمًا قويًا من الأخبار الصادرة عن مرفق الاستقرار المالي الأوروبي، حيث أوضح كلاوس ريجلينج المدير التنفيذي للمرفق أن الصين وبعض الدول الآسيوية الاخرى لديهم اهتمام واضح في سراء سندات الإنقاذ الخاصة بالبرتغال في شهلا يونيو. وإضافة إلى ذلك، جاء استقبال الأسواق لتصريحات شويبلة وزير المالية الألماني الذي أشار إلى كارثية إعادة هيكلة الديون اليونانية إيجابيًا بالنسبة لليورو بطريقة ما تجعل السياسيون يقدمون الميد من التنازلات بشأن موقف اليونان الاقتصادي. وقال أيضًا كريستسان نوير أحد اعضاء مجلس المحافظين بالبنك المركزي الاوروبي أن تخلف اليونان عن وفاء الديون الخاصة بها سوف يقدح زناد هجوم الأسواق على الدول الأوروبية المدينة الاخرى.
ومن الممكن ملاحظة عودة شهية المخاطرة في صالح اليورو منذ يوم أمس من خلال الذهب المقيم باليورو، حيث تراجع الزوج على نحو حاد بعد تحقيق التوقعات التي أشارت إلى ارتفاع بواقع 953.5 إلى مستوى 1041.7 من مستوى 998.5 ليتفع إلى أعلى مستوى له والبالغ 1081.46. وقد واجه الزوج أيضًا مستوى مقاومة قوي بالاتجاه الصاعد مما أبقى الزوج في مستوى الوتد الصاعد. ومن المتوقع أن يشهد الزوج اتجاه هابط أخر على المدى القريب ليخترق مستوى الدعم البالغ 1061.68 مما سيؤكد على انعكاس اتجاه الزوج إلى مستوى دعم أقل (الآن عند مستوى 998.24).
وكان الدولار النيوزيلندي محققًا لأكبر المكاسب اليوم، بل كان أكثر قوة من اليورو، في ظل الأخبار الصادرة عن استثمار مؤسسة الصين للاستثمار 6 مليارات دولار نيوزيلندي من الاصول في البلاد بما يشمل السندات والشركات الحكومية وحتى مزارع الالبان. وذلك يمكن أن يمثل حوالي 1.5% من احتياطي الصين من النقد الاجنبي. وقد أدلى بيل إنجليش وزير المالية النيوزيلندي بتعليق قائلًا أنه لن يتعجب إذا خامت الصين بتخصيص جزء صغير من احتياطيها النقدي من أجل الاستثمار في نيوزيلندا وجزء أكبر قليلًا من أجل الاستثمار في أستراليا. وجاء ارتفاع زوج (الدولار النيوزيلندي/دولار أمريكي) القوي اليوم متوافقًا معا النظرة القاءلة بأن التصحيح من مستوى 0.8118 قد اكتمل عند مستوى 0.7754 بعد رسم خط الدعم للمتوسط الحسابي الآجل لـ55 يوم. ومن المفترض أن يستمر الارتفاع من مستوى 0.7115 إلى أعلى من مستوى 0.8118 مما سيرسل زوج (الدولار النيوزيلندي/دولار أمريكي) ليخترق مستوى المقاومة البالغ 0.8213 المسجل في عام 2008.