تقرير منتصف اليوم: الإحجام عن المخاطرة يقود الدولار للارتفاع مقترباً من مستوى مقاومة جديد

بدأت تداولات الإسبوع الجاري على تراجع حاد في شهية المخاطرة تزامناً مع ارتفاع التخوفات حيال تفشي أزمة الدين بمنطقة اليورو والقلق بشأن تعطل وتيرة النمو في الصين. حيث اقترب التداول على الزوج يورو - دولار من المستوى 1.4، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع مؤشر الدولار ليتجاوز المقاومة 76. كما سجل الزوج يورو - فرنك سويسري مستوى جديد من الانخفاض باعتباره عملة ملاذ أمن. أيضاً تراجع الزوج دولار استرالي - دولار أمريكي بنحو 150 نقطة مسجلاً أدنى مستوى له مقابل الدولار الأمريكي كما انخفض بنحو 100 نقطة مقابل الين الياباني. وعن الأسهم العالمية فقد دخلت معظمها في المنطقة الحمراء لتفتتح تداولاتها على انخفاض. في حين لا يزال الدولار هي العملة صاحبة الأداء الأفضل حتى وقتنا الراهن، وبالتالي فإن مؤشر الدولار قد يختبر مستوى مقاومة أساسي قد تؤدي به إلى التراجع خلال الأونة المقبلة.

وعن التخوفات الأوروبية فقد عاودت تأججها من جديد حيال تفشي أزمة الدين بمنطقة اليورو. كما حذرت مؤسسة ستاندرد اند بورز من خفض التصنيف الائتماني لإيطاليا خلال عطلة نهاية الإسبوع، عقب خفض وكالة فيتش للتصنيف الائتماني لليونان ليصل للمستوى B+ مقابل المستوى السابقة +BB التي أعلنت عنه مؤسسة التصنيف خلال يوم الجمعة الماضي. وبالتالي فلا تزال هناك الكثير من المخاوف حيال تفشي عدوى الدين، كما تترقب الأسواق لما إذا كانت بلجيكا هى الدولة القادمة التي سيحين عليها الوقوف في طابور الدول المعرضة لأزمة الدين. هناك أمر أخر استعادته ذاكرة الأسواق وهى التحذيرات التي أعرب عنها تريشيه محافظ البنك المركزي الأوروبي حول إعادة هيكلة ديون اليونان والتي قد لا يتم قبولها.

على صعيد البيانات الاقتصادية الصادرة اليوم الاثنين عن منطقة اليورو فلم تدعم بدورها من موقف اليورو. حيث تراجع مؤشر PMI الخدمي لمنطقة اليورو إلى المستوى 55.4 في مايو مقابل القراءة السابقة المسجلة 56.7، كما سجل مؤشر PMI التصنيعي تراجع بنحو 54.8 مقابل القراءة السابقة 58. وتراجع مؤشر PMI التصنيعي الألماني ليسجل 58.2 مقابل القراءة السابقة المسجلة 62.9، أيضا هوى المؤشر الخدمي الألماني مسجلاً 54.9 مقابل قراءة إبريل البالغة 56.8. ومن جانبه فقد أوضح رئيس المحللين الاقتصاديين بمؤسسة ماركيت الاقتصادية أن معدل النمو الألماني قد تراجع بالفعل في مايو إلا أنه بالنظرة العامة للمؤشرات الاقتصادية نجد أن الاقتصاد لا يزال متعافياً. وتزامناً مع تلك القراءات فإن الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو قد يسجل تعافياً بنحو 0.8% خلال الربع الأول من السنة المالية. كما جاء المسح الخاص بالبيانات الاقتصادية الصادرة خلال الشهرين الماضيين ليؤكد على أن النمو الاقتصادي بمنطقة اليورو قد يتباطئ على نحو طفيف للغاية خلال الربع الثاني من السنة المالية، وبالتالي فإن الناتج المحلي الإجمالي قد يرتفع مسجلاً 0.7%.

وبالحديث عن قراءة مؤشر PMI للصين فقد هبط مسجلاً 51.1 في مايو مقارنة بالقراءة النهائية للمؤشر والمسجلة 51.8 في إبريل، ليسجل المؤشر بذلك أدنى مستوى له في 10 شهور. كما أعرب بنك HSBC في بيانه الصادر اليوم الاثنين " أن المُصنعين لا يزالون يخفضون من مخزوناتهم تزامناً مع تباطؤ تدفقات مؤسسات الأعمال الجديدة، مما أدى إلى تراجع الإنتاج إلى أدنى مستوى له في 10 شهور، إلا أن تلك المستويات لا تزال متوافقة مع توقعات المحللين الاقتصاديين المسجلة 9%. الأمر الذي أدى إلى هبوط الدولار الاسترالي تزامناً مع موجة البيع التي تكالبت على الأسهم الأسيوية.

التحليل الفني لمؤشر الدولار

قفز مؤشر الدولار مسجلاً أعلى مستوى له قرابة النقطة 76.37 مستأنفاً الارتدادة التي شهدها المؤشر من المستوى 72.70. وعن توقعات المؤشر فلا تزال مرتفعة على المدى القريب. لكننا لا نزال نتوقع أن يختبر المؤشر مستوى مقاومة على المدى القريب وحتى المتوسط ( قرابة النقطة 76.78) مما قد يحدر بدوره من ارتفاع المؤشر ليقوم الدولار بحركة عكسية من جديد. وعن إمكانية كسر المؤشر المستوى 74.96 فإن ذلك سيشير إلى عكس المؤشر اتجاهه ومن ثم استهداف المستوى 72.70. وعن استمرار التداول على المؤشر أعلى خط الاتجاه فيشير إلى أنه قد كون القاع على المدى المتوسط قرابة النقطة 72.70. ومن ثم عودة ارتفاع المؤشر من جديد بارتداد فيبوناتشي نسبته 38.2% لموجة من 88.70 إلى 72.70 عند 78.81.

 

""


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image