مخاوف أزمة الديون الأوروبية تلقي بظلالها على اليورو

مخاوف أزمة الديون الأوروبية تلقي بظلالها على اليورو

أدى ارتفاع حدة التوترات بشأن أزمة الديون في أوروبا بالإضافة إلى نتائج المسح الإقتصادية التي جاءت ضعيفة إلى انخفاض أسواق الأسهم العالمية اليوم الاثنين ليتراجع اليورو دون المستوى 1.40 دولار للمرة الأولى منذ شهرين.

هذا، وقد ازداد قلق المستثمرون من تزايد أزمة الديون بسبب تصاعد التكهنات حول إعادة هيكلة الديون اليونانية، علاوة على هزيمة الحزب الإشتراكي الأسباني هزيمة ساحقة في الإنتخابات الإقليمية ورسالة تحذير من إحدى وكالات التصنيف الإئتماني الرائدة حول الحالة المالية العامة لإيطاليا.

هذا، وقد تجددت موجة التوتر وكانت ظاهرة على وجه الخصوص في أسواق الأسهم إذ تراجعت معظم المؤشرات الرائدة حول العالم بنحو 1% من قيمتها. كما وقع اليورو في المنطقة الحمراء إذ تراجع على نحو سنتان خلال اليوم ليصل إلى مستوى 1.3967 دولار وهي المرة الأولى التي يصل فيها إلى هذا المستوى منذ شهر مارس حيث وصل التداول على اليورو دون المستوى 1.40 دولار.

وفي أوروبا، تراجع مؤشر FTSE 100 الرائد للأسهم البريطانية بنحو 1.9% ليسجل 5,837، في حين تراجع مؤشر داكس الألماني بنحو 2% ليسجل 71,121. كما سجل مؤشر كاك 40 تراجعًا بنحو 2% ليسجل 3,913.

وقال بن كريتشلي، وهو تاجر مبيعات في مؤشر IG، إنه " وللمرة ثانية تعتبر زيادة حدة المخاوف في منطقة اليورو نتيجة لأزمة الديون اليونانية، التي تسارعت وتيرتها خلال عطلة الأسبوع، وهي لب المشكلة. كما ساعد التحذير بالكاد حالة التصنيف الائتماني في حل المشكلة".

والجمعة الماضية، خفضت وكالة فيتش الإئتمانية من توقعاتها للديون اليونانية لتصل إلى المستويات الإقتصادية للدول النامية. وخلال عطلة هذا الأسبوع، اعترف رئيس وزارء اليونان جورج بابانديرو أن اليونان سوف تجد صعوبة في الاستفادة من سوق السندات في العام المقبل، وكان القيام بهذا الأمر هو جزء من خطة الإنقاذ العام الماضي التي قدرت بنحو 110 مليار يورو (أي 154 مليار دولار أمريكي). وأدى فشل اليونان في استعطاف الأسواق إلى دخول في نقاش حول تنفيذ خطة إنقاذ ثانية في الأسابيع القليلة القادمة.

هذا، وقد زادات حدة المخاوف من أن تؤثر أزمة الديون الأوروبية في دول أخرى بجانب اليونان خاصة أيرلندا والبرتغال خصوصًا عقب تخفيض مؤسسة ستاندرند أند بورز من تطلعاتها بشأن أزمة ديون إيطاليا. ويقول المحللون إنه إذا استسلمت إيطاليا لنفس الضغوط التي دفعت اليونان والبلدان الأخرى إلى السعي نحو خطة إنقاذ مالي، فهذا قد يهدد بدوره من وجود عملة اليورو.

وعلى صعيد آخر، تواجه أسبانيا مشكلة محتملة مقبلة بسبب ارتفاع معدل الإقراض ومستوى الديون كما أنها تعتمد خطة تقشف كبيرة. وأظهرت نتيجة التصويت يوم الأحد عدم رضاء المصوتين عن حالة بلادهم وعن ارتفاع معدل البطالة الذي تعدى 20%.

ومن المتوقع أن تؤثر المخاوف بخصوص الإقتصاد الأوروبي بشكل كبير على بورصة أمريكا عند افتتاح تداولاتها؛ جدير بالذكر أن مؤشر الداو جونز للعقود الآجلة قد تراجع بنحو 1% ليسجل 12.337، في حين تراجعت مؤشرات العقود الآجلة لستاندرد أند بورز 500 بنحو 1.1% ليسجل 1.313.

وكان هذا الإنخفاض واضح بشكل جلي خلال الفترة الآسيوية في وقت سابق، إذ هبط مؤشر نيكاي 225 الياباني بنحو 1.5% ليغلق عند المستوى 9,460.63، كما تراجع مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية بنحو 2.6% ليصل للمستوى 2,055.71. كذلك، تراجع مؤشر هانج سانج في هونج كونج 2.1% بالغاً المستوى 22,711.02.

وفي أسواق النفط، ارتفعت عقود تسليم يونيو بنحو 1.05 دولار أمريكي لتصل إلى المستوى 99.49 دولار أمريكي للبرميل في التداولات الإلكترونية لبورصة نيويورك التجارية.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image