"الليرة التركية" في مهب الريح، بلا منقذ، والقادم أسوأ

"الليرة التركية" في مهب الريح، بلا منقذ، والقادم أسوأ

Investing.com - وصلت الليرة التركية إلى سعر قياسي الانخفاض أمام الدولار الأمريكي، وهو ما لم تشهده الأسواق في عامين. يأتي الانهيار في سعر الليرة رغم المحاولات المستميتة من البنك المركزي والبنوك المملوكة في الدولة لمنعه. فعلت تركيا كل ما يمكن فعله، لحد وصولها قرب نفاذ احتياطي النفد الأجنبي لديها. كما حاولت وضع المستثمر الأجنبي تحت السيطرة، عن طريق وقف من إجراء معاملات بالليرة التركية.

ولم يكن هناك ما يدعم الليرة التركية من أي جهة: السياحة معطلة، البطالة مرتفعة، التضخم مرتفع، النمو متباطأ، وحالات الكورونا متزايدة. أنفق البنك المركزي التركي مليارات الدولارات لشراء الليرة التركية، ورفع السعر مرة أخرى. وخلال يوم الثلاثاء، زادت الجهة التنظيمية المصرفية التركية من القيود المفروضة على الأجانب بشأن إجراءات معاملات تهيمن عليها الليرة التركية، ومنع عمليات البيع على المشكوف.

 

ولكن على ما يبدو أسهمت تلك الجهود في الإضرار بالليرة التركية بدلًا من دعمها. فوصل سعر الشراء لحظيًا خلال ساعات تداول لندن الصباحية لـ 7.49 ليرة لكل دولار، متجاوزة الرقم القياسي السابق.

يقول رئيس العملات الأجنبية، براد بيتشل، من جيفيرس: "يبدو أن المسألة لا تعدو كونها مسألة وقت، ليصبح سعر 7.2500 شيئًا من الماضي." "حاول المسؤولون التشجع في تعاملهم مع السوق، ولكن بدأ السوق يشير إلى الإمبراطور العاري*."

تتعرض تركيا لضغوط غير مسبوقة بسبب تفشي فيروس كورونا. والآن، وبعد عامين من ضعف العملة نرى: الدين مرتفع، واحتياطي نقد أجنبي ينضب سريعًا، ومعدل بطالة يصل لـ 14% في يناير.

 

تركيا بلا حليف

خلال شهر أبريل رفض الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أي مساعدة من صندوق النقد الدولي، ووصف أحد محللي الأسواق الناشئة هذا القرار بأنه غير حكيم. ويعزى هذا لافتقاد تركيا أي موارد مالية واقتصادية تساعدها في تحمل تلك الضغوط الهبوطية.

الولايات المتحدة، هل تهب للنجدة؟

بعد صندوق النقد الدولي، يأتي الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، القادر على إشباع أي سوق من الدولارات التي يرغبها، عن طريق فتح خطوط المقايضة (السواب لاين) مع أي دولة. وهذا ما فعله المركزي الأمريكي مع عدة دول من بينها المكسيك، والبرازيل، ولكن ليست تركيا.

ويتردد الفيدرالي بشأن مساعدة تركيا، بسبب التسييس الجلي لقرارات البنك المركزي التركي المفتقرة للمصداقية، وفق سي إن بي سي.

يقول المحللون إن الليرة سوف تستمر في الضعف، وسط شكوك حيال مصداقية البنك المركزي وقدرته على الدفاع عن عملته.

وتقول التوقعات بمرور تركيا بعام كامل من الركود، مع انهيار قطاع السياحة.

ويحذر المحللون من تتابع الأرقام القياسية الانخفاض لليرة التركية.

وتقول مجموعة تي دي إس إن هيكل اختلال التوازنات في تركيا يستمر في دفع الليرة التركية قدمًا في مسار انخفاض قيمة العملة أمام الدولار.

وتلك الاختلالات الهيكلية تستمر في معاكسة الليرة التركية، وتتوقع المجموعة مزيدًا من الضعف.

تسجل الليرة التركية الآن أمام الدولار 7.1721.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image