صعود الأسهم الأوروبية واليورو بفعل بيانات إيجابية
أسهمت بيانات اقتصادية قوية حول النمو بمنطقة اليورو في ارتفاع أسواق الأسهم الأوروبية اليوم الجمعة وأعطى اليورو بعض الدعم عقب عمليات بيع مكثفة تمت على مدار الأسبوع الماضي.
وأفاد مكتب الإحصاء الأوروبي ( Eurostat) أن اقتصاديات الدول الـ 17 تتعامل باليورو قد نمت بمعدل ربع سنوي نسبته 0.8% خلال الثلاث أشهر الأولى من العام.
كان هذا الأداء هو الأكثر تفوقًا إلى حد كبير بفعل أداء متميز آخر من ألمانيا، والذي سجل نمو قوي متوقع بنسبة 1.5% خلال الربع. وسجلت فرنسا، ثاني أكبر اقتصاديات منطقة اليورو، نموًا قويًا نسبته 1% وحتى دولة اليونان المفعمة بأزمة الديون، فقد سجل اقتصادها نموًا نسبته 0.8%، على الرغم من أن ذلك يرجع سببه إلى حد كبير إلى ارتداد من تراجع بأكبر من المتوقع خلال الربع السابق.
لم تكن الصورة الإيجابية متجانسة، على الرغم من ذلك، حيث دخلت البرتغال مرة أخرى في ركود عقب انكماش اقتصادها للربع الثاني على التوالي. وخلال الشهر الماضي، أصبحت البرتغال هي ثالث دولة بمنطقة اليورو بعد اليونان وأيرلندا التي تطلب إنقاذ مالي من شركائها بمنطقة اليورو وصندوق النقد الدولي. ولم تتح قراءات النمو بشأن الاقتصاد الأيرلندي بعد.
ونتيجة لذلك، كان أداء مؤشر الأسهم البرتغالية الرئيس PSIسيئًا عن نظرائه الأوروبيين، حيث ارتفع فقط بنسبة 0.1%، مقارنةً بارتفاع نسبته 0.4% عن مؤشر أثينا الرئيس. وفي أسواق الأسهم الاكبر، ارتفع مؤشر DAX الألماني بنسبة 0.2% إلى 7,496 في حين ارتفع مؤشر CAC 40 الفرنسي بنسبة 0.5%إلى 4,043. أما مؤشر FTSE 100 البريطاني الرائد، فقد ارتفع بنسبة 0.7% عند 5,989.
في غضون تلك الفترة، تداول اليورو مرتفعًا بنسبة 0.4% عند 1.4291 مقبل الدولار، حيث وصل خلال وقت سابق إلى مستوى 1.4338مقابل الدولار الأمريكي.
هذا وأثبتت قراءة النمو ارتياحًا مرحب به من قبل اليورو، الذي كان قد تراجع بحوالي 8 سنت مقابل الدولار هذا الأسبوع بفعل عودة التكهنات من قبل المستثمرين بشأن رفع البنك المركزي الأوروبي معدلات الفائدة والمخاوف حيال أزمة الديون اليونانية. وفي الأسبوع الماضي، كان اليورو بالقرب من أعلى مستوى له على مدار 18 شهر فوق 1.49 مقابل الدولار.
أدت أيضًا القراءة القوية إلى ارتفاع السلع عقب تعرضها لموجات بيع مكثفة. ففي أسواق النفط، ارتفع المعدل القياسي للخام كما هو متداول عليه في نيويورك بمقدار 89 سنت مسجلا 99.86 دولار للبرميل.
جاءت البيانات الصادرة من قبل مكتب الإحصاء الأوروبي اليوم الجمعة قبيل اجتماع وزراء مالية دول منطقة اليورو المزمع انعقاده يوم الاثنين، حيث من المتوقع الاتفاق على منح البرتغال مساعدات مالية. ومن المحتمل أن يلقي رفع معدلات الفائدة بظلاله على ما يلوح بأذهان وزراء المالية حيال اليونان وما إذا كانت ستحتاج خطة إنقاذ أخرى هذا الصيف أم لا.
هذا وتعرضت سوق وول ستريت لافتتاحية ثابتة، على الرغم من احتمالية اعتمادها على بيانات التضخم الشهرية حاليًا، وتشير أسواق العقود الآجلة إلى مكاسب طفيفة بنسبة 0.1% بمؤشري داوجونز و S&P 500.
جدير بالذكر أن توقعات الأسواق قد أجمعت على ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 0.4%على أساس شهري خلال شهر أبريل وبالنصف حين استثناء أسعار الطاقة والغذاء. وتعد بيانات التضخم رئيسة لتوقعات الأسواق حينما يبدأ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي رفع معدلات الفائدة مرة أخرى.
يُذكر أنه في مطلع تعاملات الظهيرة بالفترة الأوروبية، تراجع الدولار بنسبة 0.5% حيث سجل مستوى 80.62 مقابل الين.