تراجع أسعار النفط في ظل تصاعد المخاوف من الأعمال الإنتقامية
وخفضت مؤسسة كريدي سويسيه من تقديراتها المتعلقة بنمو الاقتصاد الصيني لهذا العام والعام المقبل أيضًا بعد هبوط مؤشر PMI الصيني مسجلًا 52.9، وهو مستوى أقل من متوسط التوقعات البالغة 53.9 وفقًا لمسح أجرته وكالة أنباء بلومبيرج شمل 20 من خبراء الاقتصاد. جدير بالذكر أن الصين تعد ثاني أكبرمستهلك للبترول على مستوى العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية.
وعلى جانب آخر، هبط مؤشر ISM التصنيعي ليسجل 60.4 خلال الشهر الماضي منخفضًا عن المستوى المسجل سابقًا والذي بلغ 61.2 في شهر مارس، حيث تعد القراءة الجديدة هي الأقل خلال العام الجاري.
ومن المحتمل أن يظهر تقرير وزارة الطاقة غدًا ارتفاع مخزونات النفط بواقع 3 مليون برميل ليرتفع إجمالي المخزون المسجل بالأسبوع الماضي والذي بلغ 363.1 مليون برميل. جاء ذلك وفقًا لمتوسط تقديرات سبعة من المحللين شملهم مسح أجرته وكالة اخبار بلومبيرج.
وتداول معيار مزيج خام برينت بفارق 11.60 دولار عن العقود الآجلة للخام الأمريكي بالأمس. ووصل الفارق السعري بين عقود تسليم لندن ونيويورك إلى 19.54 دولار في يوم 21 فبراير، بالرغم أن متوسط الفارق المسجل في العام الماضي قد سجل 76 سنت.
شهدت أسعار النفط هذا العام ارتفاعًا كبيرًا في ظل الاضطراب الذي شهده الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والتي أطاحت برؤساء تونس ومصر والتي امتدت لليبيا والجزائر والبحرين وعمان وإيران واليمن وسوريا، وبذلك تكون أسعار البترول في بورصة نيويورك قد استمرت في الارتفاع المتواصل لثمانية أشهر متواصلة، وهي أطول مدة ارتفاع مسجلة لأسعار النفط.
ارتفاع كبير
جدير بالذكر أن بن لادن قد شجع الهجمات على المرافق البترولية كوسيلة لتدمير الاقتصاد الأمريكي والأوروبي، إضافة إلى استهداف تنظيم القاعدة للنفط السعودي منذ عام 2002 حيث سعى التنظيم إلى الإطاحة بحكم أسرة آل سعود الحاكمة. جدير بالذكر ان السعودية تمتلك أكبر مخزون للنفط في العالم. وقامت القوات السعودية في عام 2006 بإحباط أكبر هجوم للقاعدة على مركز تكرير البترول بمدينة إبقيق السعودية والتي توفر ثلثي إمدادات النفط السعودي.
وذكر خبراء الاقتصاد في مؤسسة أستراليا ونيوزيلندا المصرفية المحدودة اليوم في بيان مكتوب اليوم "لقد عادت السوق مجددًا إلى حالتها الطبيعية بعد في أعقاب الاستجابة الأولية لمقتل بن لادن"، وأضافوا "يوجد في الوقت الحالي بعض المخاوف حيال الهجمات الانتقامية المتوقع حدوثها في وقت قريب، مما دفع أسعار البترول إلى استرداد معظم خسائرها المبكرة".
وهبطت أسعار النفط في بورصة نيويورك بواقع 2.7%، وهو أكبر انخفاض له خلال أسبوعين، بعد مقتل بن لادن في باكستان، قبل أن يرتد متراجعًا بواقع 0.8%. يأتي ذلك ليتزامن مع حالة الاضطراب التي تشهدها السوق تزامنا مع قرابة إنهاء البنك الفيدرالي لبرنامجه الخاص بشراء الأصول بحلول يونيو من العام الجاري، وتشهد الأسعار المتعلقة بالعقود الآجلة تأرجحًا على نحو كبير بالإضافة إلى معيار خيارات الأسعار والذي وصل إلى 28% اليوم، مرتفعًا من النسبة المقدرة ب26.2% المسجلة في يوم 29 إبريل.
تأرجح الأسعار
وهبطت عقود تسليم خام برينت لشهر يونيو ببورصة إنتركونتينينتال في لندن بواقع 87 سنت، أو 0.7%، مسجلًا 124.25 دولار للبرميل. وبالأمس هبكت عقود تسليم خام برينت بواقع 0.6% ليسجل 125.12 دولار للبرميل.
وهبطت عقود تسليم النفط بواقع 77 سنت ليسجل العقد 112.75 دولار للبرميل في بورصة نيويورك الالكترونية. ووصل مستوى العقد الواحد 112.93 دولار للبرميل في تمام الساعة 2:27 مساءً بتوقيت سنغافورة. وبالأمس، تراجعت أسعار النفط بواقع 0.4 % ليسجل 113.52 دولار للبرميل بعد الارتفاع الذي حققه في وقت سابق مسجلًا 114.83 دولار للبرميل، وهو أعلى معدل منذ سبتمبر 2008. وبذلك، تكون العقود الآجلة قد حققت مكاسب تقدر ب31% خلال السنة الماضية.
وقال بين ويستمور أحد خبراء اقتصاد المعادن والطاقة في البنك الوطني الأسترالي بمدينة ملبورن "يعد القطاع التصنيعي الأمريكي القطاع الأسرع انتعاشًا من ضمن كل القطاعات الأمريكية، لذا سيؤدي ظهور أي إشارة على احتمال تراجع الانتعاش بوتيرة أسرع من المتوقع إلى تراجع التطلعات المتعلقة بمعدلات النمو" جدير بالذكر أن بين ويستمور قد تنبأ في تقرير صدر يوم 20 بوصول متوسط سعر النفط إلى 113 دولار للبرميل في الربع الثالث. وأضاف قائلًا "نظرًا لخطر احتمال قيام الجماعات الإرهابية بعمليات انتقامية، هنالك عدة عوامل خطيرة ستؤثر على أسعار النفط، ولكن لم يغير ذلك الأمر من شئ بعد"
وانخفضت العقود الآجلة للنفط بواقع 0.7%. جدير بالذكر أن مخزونات النفط الأمريكية قد ارتفعت الأسبوع الماضي لأعلى مستوى لها منذ شهر نوفمبر، جاء ذلك وفقًا لمسح قامت به وكالة بلومبرج قبل صدور بيان وزارة الطاقة الأمريكية غدًا.
هبطت أسعار النفط لليوم الثاني على التوالي في بورصة نيويورك في إشارة لإحتمال تراجع النمو الاقتصادي الأمريكي، بينما تتأرجح حركة الأسعار على نحو كبير في ظل تصاعد المخاوف من حدوث عمليات انتقامية إرهابية إثر مقتل أسامة بن لادن.