استمرار هبوط أسعار النفط عقب تصريح الولايات المتحدة بمقتل بن لادن في باكستان

هبطت أسعار النفط لأدنى مستوى لها خلال أسبوعين في بورصة نيويورك بعد إعلان الرئيس باراك أوباما عن مقتل بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، وتتوقع الأسواق الآن أن تنحصر خطورة تراجع إمدادات النفط.

وتراجعت العقود الآجلة بواقع 1.5% بعد صدور تقارير عن مقتل بن لادن والذي خطط لهجمات 11 سبتمبر على نيويورك وواشنطن. وأكد الرئيس أوباما أن زعيم تنظيم القاعدة قد قتل خلال تبادل لإطلاق النار في مدينة أبوت أباد في باكستان. جدير بالذكر أن أسعار النفط قد تراجعت في وقت مبكر نتيجة لوجود إشارات دالة على أعتدال معدلات النمو الصينية، مما سيؤدي إلى تراجع الطلب على النفط في الصين وهي أكبر ثاني مستهلك للنفط في العالم.

وقال ستيفين شورك رئيس مستشاري السوق بمجموعة شورك في مدينة فيانوفا بولاية بنسلفانيا "من الممكن أن يشكل مقتل بن لادن عاملًا مهداً لأن من الممكن أن يهدئ عدوى الخوف المنتشرة في الشرق الأوسط" وأضاف "لقد كانت السوق في انتظار صدور أخبار تساعدها على المضي باتجاه إحدى الطرق ذات المغزى بغض النظر عن وجهة السوق. والآن لدينا حدث مهم والذي من الممكن أن يمهد الطريق نحو المضي قدمًا"

وتراجعت عقود تسليم النفط الخام لشهر يونيو بواقع 1.72 دولار مسجلةً 112.21 دولار للبرميل في بورصة نيويورك الإلكترونية، وكان قد سجل 112.63 دولار للبرميل في تمام الساعة 1:38 بتوقيت سنغافورة. وارتفع عقد التسليم بواقع 1.07 دولار لأو 1% ليصل إلى 113.93 دولار للبرميل في يوم 20 إبريل/ وهو أعلى سعر مسجل منذ 29 سبتمبر 2008.

جدير بالذكر أن أسعار النفط قد ارتفعت بواقع 23% هذا العام في ظل الثورات التي أطاحت بحكومات تونس ومصر والتي أثارت المخاوف المتعلقة بتراجع إمدادات النفط القادمة من الشرق الأوسط كلما تعاظمت الثورات. جدير بالذكر أن المعارك بين الثوار وقوات القذافي قد أدت إلى تراجع إنتاج أكبر ثالث مصدر للنفط في إفريقيا بواقع 1.3 مليون برميل يوميًا.

بن لادن

وانخفضت عقود تسليم خام برينت لشهر يونيو بواقع 1.17 دولار أو 0.9 % ليسجل 124.72 دولار للبرميل في في بورصة انتركونتينينتال في لندن، جدير بالذكر أن عقود التسليم قد تقدمت بواقع 7.3% في شهر إبريل.

وتم استهداف بن لادن صاحب ال54 عام في أحد المباني السكنية في باكستان، جدير بالذكر أن بن لادن قد ولد في السعودية وساعد في تأسيس تنظيم القاعدة في عام 1988 بعد أن قاتل ضد قوات الاتحاد السوفيتي في أفغانستان.

كان بن لادن يعد أحد رموز الإرهاب بالنسبة للرأي العام الأميريكي. وقد ظهر من قبل في عدة تسجيلات مصورة هدد فيها بالقيام بضربات ضد الغرب، وظهر أيضًا في أحد التسجيلات ليشيد بهجمات 11 سبتمبر ضد الولايات المتحدة.

جدير بالذكر أن تنظيم القاعدة وبن لادن قد شجعوا من قبل الهجمات ضد مرافق إنتاج وتوزيع البترول كوسيلة لتدمير اقتصاد الولايات المتحدة وأوروبا.

وقد هاجمت تلك الجماعة الإرهابية محطة تكرير البترول بمدينة أبقيق السعودية في شهر فبراير من عام 2006، والتي توفر ثلثي إنتاج البترول من السعودية أكبر مصدر للبترول في العالم. وقد قاتل أفراد الأمن الأفراد الذين هاجموا المحطة قبل أن يقوموا بتفجير سيارتين مفخختين، ولكن لم يؤثر ذلك التفجير على الصادرات.

مشتريات الصين

تراجعت أيضًا أسعار البترول بعد تراجع مؤشر المشتروات الصيني بمعدل أكبر من المتوقع في شهر إبريل. وتراجع المؤشر إلى مستوى 52.9 من مستوى 53.4، جاء ذلك وفقًا لمكتب الإحصاء الفيدرالي بالأمس. وتعد تلك القراءة أقل من متوسط التوقعات البالغة 53.9 وفقًا للمسح التي أجرته وكالة بلومبيرج للأنباء والذي شمل 20 خبير اقتصادي.

وقال جي بي مورجان من شركة تشايس وشركاه يوم 28 إبريل، أن الطلب على النفط الآسيوي سوف يتراجع للنصف الثاني من العام حيث يتأذى المستهلك من ارتفاع أسعار الوقود.

ورفعت صناديق التحوط ومتداولون آخرون توقعاتهم الصاعدة بخصوص النفط للأسبوع الثاني لأعلى مستوى منذ الوصول إلى المستوى القياسي في شهر مارس.

وارتفعت صافي صفقات شراء النفط بواقع 11,202 عقد آجل، أو 3.9% لتسجل 301,118 في الأسبوع المنتهي في يوم 26 إبريل، جاء ذلك وفقًا للجنة تداول السلع الآجلة الأمريكية. ويعد المستوى السابق هو أعلى مستوى منذ القمة المسجلة في يوم 11 مارس والذي بلغ 311,632.