هل وقعت منطقة اليورو فريسةً للانكماش؟

 واصل زوج (اليورو/دولار) صعوده متجاوزاً مستوى 1.4200 في ظل تحسن شهية المخاطرة. كما رجحت البيانات الاقتصادية أن ألمانيا - التي تمثل أكبر وأهم اقتصادات منطقة اليورو - تنزلق في مرحلة من الانكماش. فقد هبط مؤشر أسعار المنتجين الألماني للشهر العاشر على التوالي، حيث هبطت القراءة السنوية بنسبة 4.6%، وهي أعلى نسبة هبوط يسجلها المؤشر منذ 50 عام.

من ناحية أخرى، ساهم ارتفاع قيمة زوج (اليورو/دولار) في ظل ضعف طلب المستهلكين في خلق أجواء خالية من ضغوط الأسعار في منطقة اليورو. ففي المؤتمر الصحفي الأخير للبنك المركزي الأوروبي، أكد "جان كلود تريشيه" رئيس البنك على إمكانية انخفاض ضغوط الانكماش بالمنطقة هذا العام، وأن الأسعار سوف تعود إلى المنطقة الإيجابية من جديد. على الرغم من ذلك، يبدو هذا السيناريو مستبعداً تماماً، حيث أن أحد النتائج الحتمية لارتفاع شهية المخاطرة هي ارتفاع قيمة اليورو، وهو ما يزيد  من إمكانية حدوث انكماش في المنطقة.

علاوة على ذلك، فإن زيادة مخاطر الانكماش من شأنه أن يعوق تعافي الاقتصاد بالمنطقة في النصف الثاني من العام الحالي، حيث يستمر ضعف الطلب الاستهلاكي. وفي الواقع، من شأن الانكماش أن  يتسبب أيضاً في ضعف أسواق العمل باقتراب عام 2010. وحتى الأن، نجحت الحكومة الألمانية  في دعم سوق العمالة، ولكن في حالة إخفاق المنتجين بألمانيا في دعم ارتفاع معدلات الطلب سوف يرتفع معدل البطالة وهو ما بدوره قد يؤدي إلى زيادة ضغوط الانكماش في المنطقة.

هذا وقد تجاهلت أسواق العملات بوجه عام النتائج المترتبة على مؤشرات الانكماش بالمنطقة على المدى الطويل اعتماداً على الحقيقة القائلة أن معدل الطلب العالمي سوف يساهم في تعافي القوى الاقتصادية بالمنطقة. على الرغم من ذلك، ففي حالة توقف تعافي الاقتصاد، سوف يقع المركزي الأوروبي في نفس الخطأ الذي وقع فيه بنك اليابان في عام 1990، عندما قرر تثبيت سعر الفائدة عند مستويات مرتفعة، وهو ما مثل عائقاً في طريق النمو.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image