هل سيحمل برنانك معه جديداً للدولار الأمريكي؟
تزامناً مع حالة الهدوء التي تعم الأسواق على خلفية عطلات البنوك، وخلو المفكرة الاقتصادية من البيانات، إلا أن هذا لم يحل دون ترقب المستثمرين لنتائج اجتماع لجنة الاحتياطي الفيدرالي والتي ستتصدر قلب المفكرة الاقتصادية يوم الأربعاء المقبل. حيث سيكون هذا هو الاجتماع الأول في التاريخ الذي سيعد فيه مؤتمراً صحفياً علنياً لمنافشة قرارات لجنة السياسة النقدية.
حيث سيكون هذا المؤتمر هو الأول من نوعه وسيكون بمثابة محاولة من قبل برنانك للحديث عن القرارات الخاصة بالسياسة النقدية المتخدذة بمنتهى الشفافية. ليلحق بركب البنك المركزي الأوروبي والذي سبقه في ذلك الأمر عندما تم عقد مؤتمر صحفي منذ ما يقارب الشهر لتكون هى المرة الأولى منذ بدء تأسيس مجلس إدارة البنك. ويبدو أن برنانك سوف يواجه تساؤلين أساسيين من قبل السوق. أولهما هل سيخفض الفيدرالي من برامجه التحفيزية بحلول يونيو المقبل؟ وثانيهما، هل سيضع البنك الفيدرالي في عين اعتباره تبني سياسة التشديد النقدي تزامناً مع تزايد الضغوط التضخمية والتي تفاقهما في الاقتصاد الأمريكي؟
ومن جانبه فمن المرجح أن يبقي برنانك على تصريحاته المحايدة، بشأن تهدئة التخوفات حيال الضغوط التضخمية، والتي تشير في حقيقة الأمر إلى أن ارتفاع الأجور لن يكون له أثر كبير على الاقتصاد. وعلى الرغم من أن بعض تصريحات مسئولي الفيدرالي قد اتسمت ببعض من المبالغ بشأن معدلات الفائدة استجابة لارتفاع الأسعار في قطاع السلع، إلا ان الأسواق لا تتوقع أن يقوم الفيدرالي باتخاذ خطوات حول رفع معدلات الفائدة حتى الربع الأخير من العام الجاري.
حيث أثبتت الحلقة الثانية من سيناريو التسهيل النقدي كونها محركاً أساسياً للسوق، وخصوصاً في حالة أن وافق برنانك على إنهاء برامج التسهيل النقدي. وفي حالة أن أكد برنانك على ضرورة إنهاء برنامج التسهيل النقدي بحلول يونيو، فإن الدولار قد يشهد مزيداُ من التدهور نتيجة لذلك.
جدير بالذكر أن الدولار قد تراجع على نحو حاد خلال هذا الإسبوع، ليسجل أدنى مستوى له مقابل اليورو والاسترليني والدولار الاسترالي خلال هذا الإسبوع في ظل إبقاء البنك الفيدرالي على سياسته النقدية الحالية في الاحتفاظ بمعدلات الفائدة عند أدنى مستوياتها على الرغم من ارتفاع معدلات التضخم مقارنة بمجموعة الدول الـ 20 الصناعية الكبرى. ومن جانبه ففي حالة أن تحدث برنانك عن أن السياسة النقدية التوافقية التي ينتهجها البنك الفيدرالي سوف تمضي قدماً في مسيرتها في المستقبل القريب، فإن ذلك قد يجلب بموجة بيع جديدة على الزوج يورو - دولار تجاه المستوى النفسي 1.5000.