اليورو يواجه ضغوط جديدة

شهد اليورو موجة بيع حادة في بدء تداولات الإسبوع الجاري، ليتعثر عقب ما تناقلته الصحف حول طلب السلطات اليونانية من صندوق النقد الدولي أن يضع في اعتباره أن البلاد ستمضي قدماً في إعادة هيكلة ديونها، وذلك قبيل أن تقوم الحكومة اليونانية بتكذيب هذا الخبر، ليشهد الزوج تعافياً طفيفاً للمستوى 1.4350. جدير بالذكر أن التداول على الزوج قد بلغ المستوى1.4400 عقب فوز حزب الائتلاف الوطني الفنلاندي في الانتخابات. حيث تمكن الحزب من الفوز بنسبة بلغت 19% من الأصوات، بتحسن بلغت نسبته 4% مقابل المرة الأخيرة التي فاز بها الحزب في الانتخابات.

ومن جانبه فقد تبنى الحزب شعار لا لدعم اليونان وأيرلندا مالياً. وبالتالي فسيكون لذلك الأمر عواقب سياسية ستتضح بحلول عطلة نهاية الإسبوع حيث من المرجح أن تطالب الحكومة الفنلندية الجديدة بمفاوضات بشأن خطة الدعم المالي للبرتغال، مما قد يزيد بدوره من التوقعات حيال حدوث صراع سياسي في الاتحاد الأوروبي واستخدام خيارات عسكرية.

ومن جانبها فقد صرحت البرتغال أنها قد ترفع من معروضها من السندات بنحو 5.5 مليار يورو بحلول يونيو من العام الجاري، علاوة على ما اعتزمته البلاد فيما يتعلق ببرامج بيع السندات الذي سيتم إجرائه في الـ 20 من إبريل ثم يوليو ونوفمبر. علاوة على المناقصة التي أجريت في الـ 15 من إبريل لبيع ما يقدر بنحو 4.2 مليار يورو من سندات الخزانة، وما يقدر بنحو 4.9 مليار يورو في يونيو المقبل، وذلك وفقاً لما نوهت عنه وكالة الدين البرتغالي. وعلى الرغم من ذلك فإن أى إعادة تمويل في أسواق الائتمان قد تؤثر بنحو كبير على ليشبونة.

وعلى الرغم من تصاعد المشكلات حيال تفشي أزمة الدين في بلدان منطقة اليورو، فإن اليورو سيظل مدعوماً على خلفية استمرار التصريحات المبالغ فيها على لسان مسئولي البنك المركزي الأوروبي، تزامنا أيضاً مع تصريحات ناوتوني عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، تلك التصريحات التي صدرت مؤخراً والتي نوه فيها ناوتوني على أن توقعات قيام البنك بالمزيد من خطوات التشديد النقدي ستظل قائمة. ومن جانبه فإن فشل الزوج يورو - دولار في الاستقرار أعلى المستوى 1.4500 على خلفية عدة أحداث خلال الإسبوع الماضي يشير إلى أن ارتفاع العملة الأوروبية خلال الأونة المقبلة سيظل متضائلاً حتى يتم إيجاد حلاً للخروج من أزمة الدين تلك. وتزامناً مع عدم وجود الكثير من البيانات الاقتصادية في خانات المفكرة الاقتصادية فإن التداولات قد تستمر في نطاقها الضيق. في حين سيكون هناك حالة من الترقب للبيانات الاقتصادية التي ستصدر يوم غد الثلاثاء وعلى رأسها التقديرات الأولية لمؤشر PMIففي حالة أن جاءت قراءة المؤشر لتدخل المنطقة الخضراء فإن ذلك سيؤكد على استمرار تعافي الاقتصاد الأوروبي ومن ثم عودة التعافي للعملة الأوروبية.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image