هل تتأثر أسواق العملات اليوم بتقارير الأرباح؟ (تعليق السوق )

انتابت الأسواق بالأمس حالة من الحذر حيث لم تؤكد البيانات الصينية أو حتى تنفي قيادة الصين للعالم من أجل الخروج من مرحلة الكساد. هذا وقد أثرت أنباء احتمال إفلاس مجموعة CIT على معنويات السوق وكذلك أسواق العملات، ولكن سرعان ما تلقت الأسواق حافز من بيانات إعانات البطالة الأمريكية والتي بدت وكأنها إيجابية للغاية حيث سجلت إعانات البطالة المعدلة موسميا 522 ألف مقابل 553 المتوقعة.

ومع ذلك فإن الفحص الدقيق لتلك البيانات يشير إلى لعب العوامل الموسمية المتعلقة بصناعة السيارات دور كبير في البيانات، حيث أظهرت البيانات غير المعدلة موسميا تدهور بنحو 667 ألف. علاوة على ذلك، جاءت بيانات إجمالي إعانات البطالة إيجابية حيث وصلت إلى 6273 ألف من 6850 ألف المتوقعة، ومقابل 6915 ألف الأسبوع الماضي. هذا وقد شهد هذا الأسبوع أكبر انخفاض في إعانات البطالة ولكن يمكن تفسير ذلك بانتهاء المدة الزمنية التي يتلقى الأفراد خلالها إعانات البطالة.

هذا وقد ساهمت نتائج تقارير الأرباح الصادرة يوم الخميس في ارتفاع شهية المخاطرة، مع ظهور بيانات جي.بي. مورجان و IBM وجوجل في شكل يفوق توقعات الأسواق، وكانت تلك الأنباء كافية لانتعاش وول استريت في المراحل الأخيرة لتسجل ارتفاعا لليوم الرابع على التوالي. وفي وقت آخر خلال الفترة الأمريكية جاءت البيانات الأمريكية لتحجيم شهية المخاطرة ومنح الدولار فرصة للانتعاش. في حين سجلت بيانات صافي مشتروات الأوراق المالية طويلة الأجل -19.8 مليار دولار في مايو، في أعقاب التدفقات الداخلة بنحو 11.5 مليار دولار في أبريل. جدير بالذكر أن هذا المؤشر يعبر عن صافي الفرق بين مشتروات الأمريكين للأوراق المالية الأجنبية و مشتروات الأجانب من الأوراق المالية الأمريكية ، هذا ويرجع صافي التدفقات الخارجة بالأساس إلى بيع الأجانب للسندات الأمريكية و بشكل أقل إلى شراء الأمريكين للأسهم والسندات الأجنبية. علاوة على ذلك، جاءت بيانات مؤشر فيلادلفيا التصنيعي محبطة حيث وصلت إلى 7.5 مقابل -4.5 المتوقعة. ومع ذلك، نلاحظ بعض البيانات الإيجابية بمكونات المؤشر حيث تحسنت قراءات مكون الطلبات الجديدة.

واصلت أسواق الأسهم الأسيوية حالة التردد التي انتابتها بالأمس كما فعلت الجلسات الثلاث السابقة، ولكنها اتجهت إلى تجنب المخاطرة بنهاية الجلسة. هذا وقد عانى الإسترليني كثيرا من تصريحات صندوق النقد الدولي والتي جاءت على نبرة سلبية. فنجد أولاً : ترجيح صندوق النقد الدولي لحاجة البنوك إلى المزيد من رأس المال إذا استمرت الأوضاع الاقتصادية في التدهور و وارتفع حالات التعثر في سداد الديون، وتختفي تلك الحاجة إذا ما تحقق سيناريو الانتعاش بالممكلة المتحدة. ثانيا: تعليقات كان لها تأثير كبير على الإسترليني والتي أشارت إلى حاجة رئيس الوزراء ووزير المالية إلى خطة موثوق بها للحول دون التدهور السريع للمالية العامة بالمملكة المتحدة مع هبوط شهية المخاطرة نتيجة حالة الشك التي انتابت أسواق السندات والعملات إثر تلك الأنباء. و هبط الإسترليني إثر تلك الأنباء كما كان متوقعا ولكن بـ 50 نقطة فقط.

هذا وقد تلقت الأسواق الأسيوية اليوم ضربات من الانفجار بجاكرتا عاصمة اندونسيا. بالإضافة إلى ذلك، عانى الدولار الاسترالي من عمليات البيع في بداية الفترة، وأعقبه في ذلك اليورو. كما تراجعت أسواق الأسهم الأسيوية من المكاسب التي حققتها مسبقا لتقترب من 1%، ولكنها لاتزال في حالة تراجع.

علاوة على ذلك، تعرض الدولار الأسترالي لبعض الضغوط من قبل الأنباء الصادرة عن وكالة " فيتش " للتصنيف الائتماني والتي خفضت من التصنيف الائتماني للعملة المحلية لكوينزلاند إلى AA+ من AAA ، في حين أكدت على التصنيف الائتماني طويل الأجل للعملة الأجنبية عند AA+ مع استقرار التطلعات.

اليوم من المقرر صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الكندي و المؤشرات الرائدة وكذلك تصاريح البناء و بدايات الإسكان. ومن ناحية أخرى، ستصدر اليوم تقارير الأرباح لسيتي جروب و بنك اوف أمريكا و ريفيلون للربع الثاني، ويبقى التساؤل هل ستؤدي تلك النتائج إلى ارتفاع وول استريت أم لا؟.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image