صراع الدولار مع شهية المخاطرة وتوقعات بدعم قوي من تقارير الأرباح

الدولار الأمريكي واحتمالات الارتداد
تتعرض سوق العملات اليوم لحالة من الارتفاع غير المدعوم بالبيانات حيث ساد الاضطراب تعاملات اليوم بسبب غياب البيانات الاقتصادية وسيطرة تقارير أرباح الشركات على الساحة وعهي التقارير التي جاء في مقدمتها تقرير أرباح مؤسسة جي بي مورجان. وعلى صعيد البيانات، جاء تقرير إعانات البطالة الأمريكية الذي شهد تحسناً ملحوظاً و الذي جاء في أعقاب المحادثات التي دارت بين كلاً من الحكومة الأمريكية و مؤسسة سي. أي. تي. التي على وشك إشهار الإفلاس وتسريح ما يزيد على 300 ألف من العمالة، بالإضافة إلى ذلك، تراجع التصنيف الائتماني لنيوزيلاندا وفقاً لتقرير فيتش للتصنيف الائتماني. جاء ذلك في أعقاب الارتفاع الحاد الذي شهدته الأسهم الأمريكية و التدفقات الخارجة على عملات الملاذ الآمن.


انتهاء فترات الاستفادة من إعانات البطالة يتسبب في انخفاض القراءة:

للأسبوع الثاني على التوالي انخفضت قراءة إعانات البطالة عن مستوى الـ 600 ألف الذي يمثل جرس الإنذار لقطاع التوظيف الأمريكي. وعلى الرغم من أن الانخفاض الذي تعرضت له القراءة الأسبوع الماضي كان لأسباب موسمية تمثلت في عطلة يوم الاستقلال الأمريكي وتوقف العمل في بعض مصانع ووحدات إنتاج السيارات الأمريكية وعلى الرغم أيضاً من أن الانخفاض المتحقق هذا الأسبوع يرتبط إلى حدٍ ما بعوامل بنفس العوامل الموسمية، إلا أنه ينبغي علينا التأكيد أن انخفاض إعانات البطالة بواقع 47 ألف حالة يُعَد من الأمور الجديرة بالاهتمام والمتابعة. كما يسترعي اهتمامنا أيضاَ إضافة لما سبق أن إجمالي إعانات البطالة الأمريكية انخفض هو الآخر بواقع 642 ألف ليصل إلى أدنى المستويات منذ إبريل الماضي. ومع اعترافنا بأن الانخفاض على المستويين الأسبوعي والإجمالي يعد أمراً إيجابياً للغاية على مستوى بيانات التوظيف الأمريكي، إلا أننا نتوقع أن يكون هذا التحرك تصحيحاً فنياً يتجه بعده إجمالي إعانات البطالة إلى الارتفاع من جديد. على الرغم من كل ما سبق، هناك أمر غاية في الأهمية فيما يتعلق بإعانات البطالة وهو أن أغلب إعانات البطالة الأمريكية الحالية في طريقها إلى الانتهاء قريباً لتبدأ جولة جديدة من التقدم بطلبات تجديد لإعانات البطالة. جدير بالذكر أن معدل فقد الوظائف بدأ في التزايد منذ ما يزيد على 18 شهر ومن وقتها بدأت أرقام إعانات البطالة في التزايد إلى مستويات مروعة حيث وصلت إلى أعلى المستويات على مدار هذه الفترة. لذلك يمكن اعتبار الانخفاض عن مستوى 600 ألف مجرد أمر عارض يمكن تجاهله، بينما الانخفاض لشهرين متتاليين فيعتبر جدير بالمتابعة لما قد يمثله من أثر إيجابي يمكن ملاحظته على قطاع التوظيف الأمريكي حيث تشير هذه البيانات إلى اتجاه جديد يتخذه القطاع وتحول كبير تشهده بيانات التوظيف. من هذا المنطلق يمكننا أن نقول أن الاقتصاد الأمريكي يسير في الاتجاه الصحيح دون الاعتقاد بأننا مبالغون في التفاؤل.

 

تدفقات الاستثمارات الأمريكية بخير:
أشار تقرير وزارة الخزانة لتدفقات رؤوس الأموال الأجنبية للولايات المتحدة إلى أن الأجانب لم يبيعوا الدولار بشكل مكثف في مايو. كما أوضح التقرير أن روسيا، التي قادت حملة ضارية على الدولار أثناء إثارة قضية عملة الاحتياط العالمية الجديدة، جاءت على رأس قائمة بائعي الدولار الأمريكي. يأتي بعدها المؤسسات المصرفية في دول الكاريبي واليابان. بينما حافظت الصين رغم كل ما يدور بينها وبين الولايات المتحدة من صراعات على الصعيد الاقتصادي، فاستمرت في شراء الدولار الأمريكي وأصوله. كما تأتي هونج كونج في المركز الثاني بين مشتريي الدولار وأصوله لتصل مشتروات الصين وهونج مونج إلى 50 مليار دولار في مايو. يُذكر أن الصين تمتلك بين مكونات احتياطي النقد الأجنبي ما يوازي 2 تريلليون دولار وهو ما يجعلها صاحبة القدر الأكبر على الإطلاق من الاستثمارات الأجنبية في الولايات المتحدة.

أرباح الشركات والدعم المنتظر لشهية المخاطرة:
وعلى صعيد الأرباح، لا زال من المتوقع سأن تصدر جوجل وآي. بي. إم. تقارير أرباحها عن الربع الثاني من 2009 اليوم وسط انخفاض فاق التوقعات لمؤشر فيلادلفيا التصنيعي بنسبة 7.5- مقابل التوقعات التي أشارت إلى 4.9- وهو ما يجعل الأسواق في حاجة ماسة إلى أخبار جيدة تأتي إلينا من تقارير الأرباح. في حالة حدوث العكس وإشارة هذه التقارير إلى بيانات مخيبة للآمال فسوف يكون يوم الارتفاع للدولار و التصحيح لعملات المخاطرة.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image