تراجع التضخم يهدد بالقضاء على انتعاشة الإسترليني


ارتفع الإسترليني مقابل معظم العملات الرئيسية يوم أمس في أعقاب قرار بنك إنجلترا الذي قضى بتثبيت معدل الفائدة البريطانية عند 0.50% علاوة على تثبيت الحجم الحالي لبرنامج شراء الأصول مع الاستمرار في أنشطة البرنامج و إجراءاته. جاء ارتفاع الإسترليني إلى أعلى المستويات في يومين مقابل الدولار الأمريكي ، اليورو و الفرنك السويسري..


جاء الارتفاع المشار إليه بواقع 100 نقطة على الأقل مدفوعاً بعاملين أساسيين أولهما تثبيت معدل الفائدة وعدول بنك إنجلترا التوسع في برنامج شراء الأصول والإبقاء عليه عند القيمة الحالية،125 مليار إسترليني، علاوة على تحسن بيانات التجارة البريطانية حيث تقلص العجز التجاري البريطاني ليصل إلى 6.3 مليار إسترليني في مايو مقابل قراءة إبريل التي سجلت 7.1 مليار إسترليني وذلك على الأرجح بسبب الهبوط الذي سجلته الواردات بنسبة 4% وانخفاض الصادرات بنسبة 0.8%..


وصل الباوند إلى مستوى 0.8674 مقابل اليورو بالأمس في أعقاب استعادة الخسائر التي بدأت في ملاحقته منذ منتصف السبوع الماضي. بينما حقق مستوى 0.8590 الأعلى على الإطلاق في يومين مقابل العملة الأوروبية الموحدة ليصل زوج (اليورو / باوند) إلى مستوى 0.8616 مقابل أعلى مستويات يوم الأربعاء الماضي الذي سجل 0.8641 وقت إغلاق فترة التداول الأمريكية. كما ارتفع الباوند مقابل الين الياباني في أوائل تعاملات فترة التداول الأوروبية ليصل زوج (الباوند / ين) إلى مستوى 151.48 ليرتقع من مستويات الأربعاء الماضي الذي سجل 146.81..


(الإسترليني / دولار)
على الرغم من التدهور الشديد في البيانات الاقتصادية للمملكة المتحدة، حافظ بنك إنجلتر، كما هو مشار إليه أعلاه، على معدل الفائدة عند 0.50%، علاوة على عدوله عن إضافة 25 مليار إسترليني جديدة لبرنامج التسهيل النقدي والاكتفاء بالاستمرار في شراء الأصول في إطار القيمة الحالية للبرنامج. كانت قرارات بنك إنجلترا هي الشرارة الأولى التي ولدت ارتفاع حد لزوج (الإسترليني / دولار) حيث جاء هذا الارتفاع مدفوعاً بتصريحات البنك المركزي بأن برناامج شراء الأصول أمامه شهر واحد فقط حتى يصل إلى خط النهاية و هو ما يعكس قناعة لدى البنك بأن الـ 125 مليار إسترليني كافية للوفاء بالغرض المطلوب تحقيقه من البرنامج وهو تعزيز ودعم الاقتصاد.


على الرغم من ذلك، نتوقع أن البنك المركزي من الممكن أن يقدم على التوسع في برنامج شراء السندات حيث لن ينتهي البرنامج قبل نهاية أغسطس القادم وهو ما يحملنا على أن نرجح أن بنك إنجلترا ادخر آخر بطاقات اللعب التي في يده ولم يلق بها على الطاولة في الوقت الحالي تحسباً لأي مستجدات تظهر على ساحة الاقتصاد البريطاني حيث تستمر البيانات الاقتصادية على نفس الحالة من التدهور مما يشير إلى أن الانتعاش البريطاني بدأ يفقد القوة المطلوبة لاستكمال المسيرة وهو ما قد يجبر البنك المركزي على اللجوء إلى توسع في برنامج التسهيل النقدي. يشير ما سبق إلى أن (الإسترليني / دولار) في انتظار موجة جديدة من الهبوط، خاصةً في حالة هبوط قراءة مؤشر أسعار المنتجين حيث تشير التوقعات إلى أن انخفاض مكون الأسعار المتضمن في مؤشر PMI من الممكن أن يؤدي إلى تراجع الضغوط التضخمية. فهل كانت نجاة الزوج من هبوط محقق بالأمس مجرد صحوة الموت ليواجه هبوط آخر أثناء تعاملات اليوم لأسباب مختلفة؟ هذا ما ستجيب عليه البيانات في وقت لاحق من اليوم..

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image