ضعف الدولار مع استقرار سندات الخزانة وقفزة الدولار الأسترالي عقب بيانات التوظيف

انتاب الدولار الأمريكي حالة من الضعف مجددًا وذلك مع استقرار أسواق السندات خلال فترة التداول الليلية، وذلك بعض ظهور مزاد السندات
لأجل 10 سنوات على نحو ضعيف إلا أن هذا الضعف لم يكن كارثيًا. وتبدو الحركة السعرية لزوج (اليورو/ دولار) خلال هذا الأسبوع تصحيحية حتى الآن، وكذا الوضع بالنسبة لزوج (الدولار/ فرنك)، في حين استمر زوج (الإسترليني/ دولار) في قوته. ولا تزال التطورات هابطة حتى الآن بالنسبة للدولار الأمريكي. وظهر الاستثناء الوحيد في زوج (الدولار/ ين)، والذي عاود الضغط على مستوى الأسبوع الماضي المرتفع البالغ 84.39. ومن المحتمل أن يوفر مزاد سندات الخزانة لأجل 30 عامًا اليوم والبالغ قيمته 31 مليار دولار دلالة إذا ما كان عائد السندات قد بلغ ذروته على المدى القريب أم لا. وإذا ما زل زوج (الدولار/ ين) عن مستواه الحالي، فمن المحتمل أن نرى بائعي الدولار وهم يعودون إلى السوق للدفع بالدولار الأمريكي نحو هبوط أكثر مقابل باقي العملات الرئيسة.

وستنصرف أنظار الأسواق اليوم إلى قرار الفائدة التابع لبنك إنجلترا، وذلك رغم أن توقعات السوق لا تتنبأ أي شيء فعلي من الاجتماع. ومن المرجح أن يظل صناع السياسة النقدية بالبنك على شقاقهم ذو الثلاث اتجاهات خلال التصويت على قرارات السياسة النقدية، فستفضل الأغلبية الإبقاء على معدلات الفائدة البنكية ثابتة دون أدنى تغير بواقع 0.5%، وعلى حجم برنامج شراء الأصول البالغ 200 مليار إسترليني. من ناحية أخرى، سنجد آدم بوسين، والذي سيفضل بدوره الإبقاء معدلات الفائدة عند 0.5%، وزيادة حجم برنام شراء الأصول بمقدار 50 مليار إسترليني أخرى، ليصل بحجم البرنامج في النهاية 250 مليارًا. وعلى جانب الرفض، سنرى أندرو سينتنس وهو يصوت إلى لزيادة معدلات الفائدة البنكية بمقدار 25 نقطة أساسية، والإبقاء على حجم برنامج شراء الأصول دون أدنى تغيير. وثمة احتمالية كبيرة ألا يسفر اجتماع اليوم عن حدوث أدنى تغييرات، ليخرج علينا البيان في النهاية بأنه ما من جديد في السياسة النقدية البريطانية.

على صعيد آخر، هبط الدولار النيوزيلندي بحدة عقب صدور قرار الفائدة النيوزيلندي، حيث أبقى البنك على معدلات الفائدة الليلة عند 3% خلال شهر ديسمبر، وذلك بعد تباطؤ النمو الاقتصادي المحلي مقابل التوقعات السابقة. هذا، ويتوقع البنك المركزي من جانبه أن ترتفع معدلات الفائدة بمستوى أكثر محدودية على مدار العامين المقبلين عما أُشير إليه سابقًا في بيان شهر سبتمبر. وبنظرة على البيانات الاقتصادية النيوزيلندية الأخيرة، نرى أن توقعات الناتج المحلي الإجمالي لعامي 2010/2011 روجعت على هبوط، فيما تم تحديث توقعات النمو لعامي 2011/2012. ومن جانبنا، فإننا نرى بيان الاحتياطي النيوزيلندي أكثر حيادية عن سابقه، ومن المحتمل إرجاء جدول عمليات التضييق لاحقًا.

وفي تناقض صارخ مع نظيره النيوزيلندي، انتاب الدولار الأسترالي قوة حادة عقب صدور بيانات التوظيف الأسترالية، إذ سجلت البيانات ارتفاعًا مقداره 54.6 ألفًا خلال شهر نوفمبر، بما يزيد على ضعف توقعات السوق التي كانت تتنبأ بـ20 ألفًا فقط. وقد روجعت القراءة السابقة على ارتفاع من 29.7 ألفًا، لتصل في النهاية إلى 36.9 ألفًا. ولم يطرأ أدنى تغير على معدل البطالة بواقع 5.2%. ومن باقي البيانات الاقتصادية، روجعت قراءة الناتج المحلي الإجمالي الياباني خلال الربع الثالث من العام على ارتفاع بواقع 1.1% على أساس ربع سنوي، فيما روجعت قراءة مؤشر أسعار الناتج المحلي الإجمالي على هبوط، بواقع -2.4% على أساس ربع سنوي. وسجلت طلبات الميكنة ارتفاعًا بواقع 104.2% على أساس سنوي خلال شهر نوفمبر. وجاءت القراءة النهائية لمؤشر أسعار المستهلكين الألماني عند 0.1% على أساس شهري، و1.5% على أساس سنوي. ومن المنتظر في وقت لاحق من اليوم صدور قراءة مؤشر أسعار المنازل الجديدة الكندي، بالإضافة إلى إعانات البطالة الأسبوعية ومخزونات الجملة الأمريكيين.

وتسارعت وتيرة ارتفاع زوج (الأسترالي/ نيوزيلندي) عقب خروج بيان الاحتياطي النيوزيلندي على نحو حيادي، وبيانات التوظيف الأسترالية القوية. وتشير التطلعات الدافعة حتى الان إلى أن الارتفاع من المستوى 1.2634 قد استأنف ارتفاعه الكلي من المستوى 1.2090. ومن جانبنا، فإننا نؤيد صعود الزوج، كما نتوقع اختراق فعلي لمستوى المقاومة الرئيس 1.3229 (وهو أعلى مستوى لشهر إبريل)، محدثًا ارتدادًا نسبته 61.8% من 1.2090 إلى 1.3214 من 1.2634 عند 1.3329.


ومن مؤشر الدولار، نرى أن ارتداده فقد قوته الدافعة عقب وصوله إلى المستوى 80.40، ليضعف مجددًا. ويشير الارتداد ثلاثي الموجة إلى أن الهبوط من المستوى من 81.44 لم ينته بعد. وسيستهدف الهبوط إلى أدنى من 79.07 الاتجاه إلى نطاق مستوى الدعم الرئيس 77.97، وهو ما يقارب ارتداد نسبته 61.8% من 75.63 إلى 81.44، بالإضافة إلى ارتداد نسبته 100% من 81.44 إلى 79.07 من 80.40. وسيكون كسره مهمًا للغاية لتحديد إذا ما كان الارتداد الكلي من 75.63 قد اكتمل كلية أم أنه سيمتد إلى ما هو أبعد من 81.44 فعليًا.




large image
الندوات و الدورات القادمة
large image