ارتداد الدولار مدعومًا بارتفاع عوائد سندات الخزانة

ارتد الدولار الأمريكي بقوة عقب القفزة الكبيرة في عوائد السندات الأمريكية ليلاً، وذلك في ردة فعل لقرار أوباما بتمديد إجراءات خفض الضرائب التي شرعها الرئيس السابق جورج بوش. وأولاً، ترى الأسواق أن التمديد خفض الضرائب سيقلل من الأعباء المفروضة على كاهل برنامج التسهيل النقدي التابع للبنك الاحتياطي الفيدرالي، والذي يهدف إلى تحفيز الاقتصاد لمساعدة الولايات المتحدة في نموها بمقدار 0.5%، لتصل في النهاية إلى 1.0%. وثانيًا، من شأن عمليات خفض الضرائب أن تؤدي إلى تضخم عجز الموازنة المتضخم فعليًا، كما ستعزز الطلب على فروق سعرية أعلى بالنسبة لحاملي السندات الأمريكية. ثالثًا، غل مزاد سندات الخزانة لأجل 3 سنوات بالأمس عائدًا قيمته 0.862%، ليزيد بذلك على توقعات السوق التي كانت تتنبأ بـ0.841%، ليرتفع العائد بذلك كثيرًا على مزاد الشهر الماضي الذي غل 0.575%. وبلغ معدل الطلب على السندات 2.91، ليقل بذلك عن المستوى الذي كان في شهر فبراير. من ناحية أخرى، قفز عائد سندات الخزانة لأجل 30 عامًا عن قمته الأخيرة، مغلقًا بقوة عند نسبة 4.426%. كما واصل عائد السندات لأجل 10 سنوات ارتفاعه، ليغلق بقوة عند 3.165%. وهبطت الحركة التصحيحية للدولار مع العوائد على نحو طفيف، في حين ساعدت القفزة الكبيرة في العوائد بالأمس على الدفع بزوج (الدولار/ ين) إلى ارتفاع حاد من أدنى مستوى له على المدى اليومي عند 82.33، مرتفعًا إلى المستوى 84 خلال الفترة الآسيوية.

وتلقى الدولار الأمريكي مزيدًا من العون جراء انعكاس شهية المخاطرة. وسجلت أسواق الأسهم الآسيوية هبوطًا واسع النطاق، عقب الارتفاع الذي حققته البيانات الاقتصادية الصينية، وهو ما أثار مزيدًا من التكهنات بأن الحكومة الصينية ستزيد من تدابيرها التضييقية على سياستها النقدية لكبح جماح التضخم. ومن المنتظر أن يُصدر مكتب الإحصاء الصيني بياناته الاقتصادية الخاصة بشهر نوفمبر يوم الحادي عشر من ديسمبر الجاري، أي قبل يومين من ميعادها المحدد سابقًا. وثمة احتمالية في أن يرفع بنك الصين الشعبي معدلات الفائدة خلال هذه الفترة.

على الجانب الأوربي، نرى أن المشرعيين الأيرلنديين قد مرروا مجموعة مبدئية من التصويتات المتعلقة بالموازنة في البرلمان في وقت متأخر من الأمس. وستتضمن الموازنة الجديدة التي تتسم بإجراءاتها التقشفية الصارمة خفضًا في الإنفاق قوامه 6 مليارات يورو، بالإضافة إلى رفع الضرائب. وتقف الحكومة في الوقت الحالي في مواجهة ثلاثة تصويتات أخرى على الأقل، منها تصويتًا منفصلاً بشأن خفض مدفوعات الخدمة الاجتماعية العامة قبل الموافقة تمامًا على الموازنة.

وبالأمس، غيّر ارتداد الأمس القوي في الدولار من التطلعات الفنية المجملة قليلاً، إذ يشير الارتفاع المندفع بقوة لزوج (الدولار/ ين) أن هبوط الأسبوع الماضي من المحتمل تراجعه بدلاً من انعكاسه. ويشير ارتداد زوج (الدولار/ كندي) أيضًا إلى أنه قد رسم لنفسه دعمًا من التكافؤ مجددًا، ليعكس الاتجاه السائد مجددًا، ليعود صوب الصعود. ولا يزال زوجي (اليورو/ دولار) و(الإسترليني/ دولار) محدودين أدنى من مستويي المقاومة 1.3437 و1.5838 على التوالي، وهو ما يشير إلى تطلعات هابطة على نحو طفيف. من ناحية أخرى، يرجى التنويه إلى أن ارتداد زوج (الدولار/ فرنك) لا يزال يبدو تصحيحيًا حتى الآن. أيضًا، لا يزال النموذج الإجمالي لزوج (الأسترالي/ دولار) يشير إلى أن المستوى 1.0181 لم يكون قمة حتى الآن. وفي النهاية، تبدو تطلعات الدولار عمومًا أقل هبوطًا حتى الوقت الحالي، إلا أننا أيضًا لسنا واثقين بشدة في تحوله صعودًا بعد.

على صعيد آخر، ارتد مؤشر الدولار بقوة اليوم، ليعود فوق المستوى 80. ويوهن مستوى الدعم القوي من المتوسط الحسابي الأسي لأجل 55 يومًا من الحالة الهابطة، وأن الارتفاع من المستوى 75.63 قد اكتمل. أيضًا، لا يزال المؤشر محافظًا على وضعه فوق مستوى الدعم 77.97. ولا تزال التطلعات غير واضحة حتى الآن. وحتى هذه اللحظة، فإننا نؤيد أن يكون الارتفاع محدودًا عند مستوى المقاومة 81.44، محدثًا هبوطًا واحدًا على الأقل تجاه مستوى الدعم 77.97، وسيؤدي اختراقه إلى التأكيد على أن الارتفاع الكلي من المستوى 75.63 لم يكتمل بعد. من ناحية أخرى، مع بقاء مؤشر الدولار فوق مستوى الدعم 77.97، فإن اختراق مستوى المقاومة عند 81.44 سيجدد الرأي بأن حالة الارتفاع من المستوى 75.63 لا زالت في تطور، محدثة ارتفاعًا على مدار شهور عدة، ومستهدفًا الجانب العلوي من النطاق متوسط الأجل القريب من المستوى 88.

 

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image