هل البنوك المركزية على مفترق طرق ؟

تزامناً مع مفكرة اقتصادية أمريكية تكاد تخلو من البيانات الاقتصادية يوم أمس الاثنين. فقد شهدت سوق العملات حالة من الهدوء النسبي خلال جلسة التداول الأمريكية، وخصوصاً مع ارتفاع الدولار الأمريكي مقابل منافسيه من العملات الأساسية الاخرى. ويبدو أنه سيكون هناك القليل من الأحداث التي ستحرك الدولار خصوصاً مع عدم صدور الكثير من التقارير الاقتصادية ذات الأهمية الكبيرة وحتى يوم الجمعة المقبل. فقط أحاديث وتصريحات سيدلي بها مسئولو السياسة النقدية بالبنك الفيدرالي قبيل انعقاد اجتماع لجنة الاحتياطي الفيدرالي الإسبوع المقبل. تلك التصريحات التي ستعكس بدروها حالة الانشقاق التي يشهدها البنك المركزي. ففي ظهر اليوم، جاءت تصريحات لاكير عضو مجلس إدارة لجنة الاحتياطي الفيدرالي على جانب كبير من الإيجابية خصوصاً عندما أعرب عن أن البلاد تشهد نموا اقتصادياً قد يشهد استدامة خلال الأونة المقبلة، كما أعرب عن توقعاته بارتفاع الناتج المحلي الإجمالي بما يتجاوز 3% خلال العام المقبل علاوة على توقعاته بأن يشهد معدل البطالة انخفاض ملحوظ. كما أشار عن توقعاته بسرعة تنامي إنفاق الأسر خلال الأونة المقبلة. جاءت تلك التصريحات لتتناقض تماما مع ما أعرب عنه بن برنانك رئيس البنك الفيدرالي والذي استمر حديثه ما يقارب الـ 60 دقيقة . حذر خلالها من أن الانتعاش الاقتصادي للبلاد قد يشوبه عدم الاستدامة ومن المتوقع أن يقوم البنك بتمديد ورفع حجم حزم التسهيل النقدي بما بتجاوز الـ 600 مليار يورو. وعلى الرغم من هذا التناقض إلا أن تصريحات برنانك تشير إلى أن الفيدرالي قد يرفع من معدلات الفائدة إذا اقتضت الضرورة إلى ذلك. أيضاً تؤكد هذه التصريحات المتعارضة لرؤساء الفيدرالي الأمريكي على اتساع الاختلاف بين لجنة الاحتياطي الفيدرالي. لكن برنانك لم يشر إلى مدى قلقه حيال ارتفاع معدلات البطالة. لسوء الحظ أن هناك ما يقارب 15 مليون أمريكي تم تسريحهم من وظائفهم، لكن من المتوقع أن يتراجع هذا العدد على نحو كبير بحلول العام 2013 و 2014، في ظل توقعات البنك الفيدرالي بأن تعاود معدلات البطالة الرجوع إلى مستوياتها الطبيعية بنحو 5 إلى 6% فقط. لكن مع ارتفاع معدل البطالة بنحو 9.8% خلال شهر نوفمبر، فليس أمام الفيدرالي خيار سوى انتهاج أسهل الطرق في سياسته النقدية وهو تمديد برامج التسهيل النقدي. لكن مع المردود العنيف الذي تلقاه برنانك بعد التمديد الأخير الذي قام به فيما بتعلق بتمديد برنامج شراء الأصولف من غير المرجح أن يستأنف سياسته النقدية الحالية ما لم يتجاوز معدل البطالة المستوى 10%.

الزوج دولار استرالي - دولار أمريكي : اللاعب الأساسي خلال الـ 24 ساعة القادمة

سيكون الزوج دولار استرالي - دولار أمريكي هو اللاعب الأساسي خلال الـ 24 ساعة القادمة. حيث من المزمع إعلان قرار الفائدة الاسترالية في تمام الساعة 10:30 بتوقيت شرق الولايات المتحدة الأمريكية و 2:30 بتوقيت غرينتش. وعلى الصعيد الأمريكي فسيكون تقرير IBD/TIPP للثقة الاقتصادية هو التقرير الوحيد الذي تحمله المفكرة الاقتصادية الأمريكية حيث من المزمع صدوره في تمام الساعة 10:00 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة الأمريكية و 14:00 بتوقيت غرينتش.

جدير بالذكر أن التداول على الزوج دولار استرالي - دولار أمريكي قد شهد ارتفاعاً ملحوظاً خلال الإسبوع الماضي، وذلك من خلال خطوط بولينغر الموضحة بالرسم أدناه، حيث شكل المستوى 0.9850 نقطة مقاومة قوية في الوقت السابق لزوج العملات، إلا أن موجة البيع التي شهدها الزوج خلال تداولات يوم أمس الاثنين قد تكون بمثابة وقفة لبدء عكس الاتجاه بالنسبة للزوج. وبالنظر إلى مؤشر الماك دي فنجد أنه يسير على نحو إيجابي بما يعكس تراجع الزخم على الزوج. وبالتالي ففي حالة أن تمكن الزوج دولار استرالي - دولار أمريكي من مواصلة ارتفاعه، فسوف يتوجب عليه اختراق أعلى مستوى له في يومين ( 0.9940)، والذي يتماشى مع مستوى الانحراف المعياري لخطوط بولينغر. وبمجرد اختراق الزوج لذلك المستوى فلن يتوجب عليه اختبار أى مستويات مقاومة أخرى سوى النقطة 1.0. جدير بالذكر أن قرار الفائدة هو واحداً من تلك الأمور التي يمكن أن تحول وبسهولة من التوقعات الفنية للزوج. ونتيجة لذلك، فلن تفاجئ السوق في حالة أن اختبر الزوج المستوى 0.9850 بدلاً من الارتفاع، الأمر الذي قد يمهد الطريق أمام الزوج التراجع لاختبار المستوى 0.9700.

 

""


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image