شهية المخاطرة تدق الأبواب وبشائر للتفاؤل

حركة السعر:

• الزوج دولار - ين: يتعافى للمستوى83.80 على ضوء ارتفاع شهية المخاطرة.

• الزوج دولار استرالي - دولار أمريكي: يتراجع عن الخسائر التي تكبدها خلال التداولات الأسيوية ويرتفع إلى المستوى 0.9650.

• الزوج استرليني - دولار: يرتفع إلى المستوى 1.5600 على خلفية البيانات البريطانية الإيجابية.

• الزوج يورو - دولار: يتعافى للمستوى 1.3100 في ظل تراجع موجة الإحجام عن المخاطرة.

يبدو أن الأخبار الجيدة تأتي تباعا أيضا على غرار الكوارث، حيث خففت البيانات الاقتصادية الإيجابية التي صدرت منذ بدء جلسة التداول الأسيوية وحتى وقتنا الراهن من التداعيات التي يشهدها الاقتصاد العالمي. الأمر الذي ساهم بدوره في تعزيز شهية المخاطرة لترتفع بذلك عملات المخاطرة مقابل إغلاقها تداولات يوم أمس الثلاثاء على انخفاض ملحوظ. حيث بلغت قراءة مؤشر PMI التصنيعي الصيني 55.2 مقابل التوقعات البالغة 54.8 ليسجل المؤشر بذلك أعلى مستوى له في ستة أشهر، كما سجلت مبيعات التجزئة الألمانية أفضل قراءاتها في عدة أعوام. فضلاً عن قراءة مؤشر PMI التصنيعي للمملكة المتحدة والتي سجلت ارتفاعاً مذهلاً بنحو 58.0 مقابل تقديرات المحللين الاقتصاديين البالغة 54.8.

ومن جانبه فقد سجل مؤشر PMI التصنيعي لمنطقة اليورو أفضل قراءة له للشهر الثالث على التوالي منذ يونيو من العام الجاري بما يشير إلى أن القطاع التصنيعي للمملكة المتحدة يشهد نمواً حقيقياً على مقربة من نهاية العام. يأتي ذلك جنباً إلى جنب والأنباء الجيدة بخصوص تسجيل التوظيف أعلى مستوى له بنحو 57.6 مقابل التوقعات البالغة 55.4 في ظل ارتفاع الطلب على توظيف القطاع الخاص. وعلى الرغم من أن النشاط التصنيعي يمثل جزء صغير من اقتصاد المملكة المتحدة ككل، إلا أن البيانات جاءت لتشير إلى التحسن غير المتوقع للنشاط الاقتصادي للبلاد بما يعني أن قراءة مؤشر PMI الخدمي والمزمع صدورها يوم الجمعة المقبل قد تتخطى التوقعات لتأتي أكثر تفاؤلاً. هذا وقد ارتفع الزوج استرليني - دولار متجاوزاً المستوى 1.5600 فور صدور البيانات ومن المرجح أن يستأنف الارتفاع إلى المستوى 1.5700 على خلفية تكهنات المتداولين بأن يشهد نمو القطاع الخاص تحسناً ملحوظاً متجاوزاً التوقعات.

وبالنظر إلى الوضع الحالي لأسواق الائتمان، فقد عاود استقراره النوعي اليوم الأربعاء تزامناً مع تقلص الفارق بين عائدات السندات الحكومية لمختلف بلدان منطقة اليورو قبالة نتائج اجتماع البنك المركزي الأوروبي المزمع صدورها يوم غد الخميس، الأمر الذي حفز بدوره من شهية المخاطرة. ليرتفع الزوج يورو - دولار نحو المستوى 1.3100 إلا أنه لم يتمكن من تجاوز تلك النقطة نتيجة ترقب المستثمرين للمناقصة التي ستتم على سندات الخزانة البرتغالية، محاولين التوصل لأية دلائل يمكن أن تحدد ولو جزء صغير للصورة التي يمكن أن تكون عليها سوق الائتمان.

وكما نوهنا في وقت سابق فقد "عاودت مبيعات التجزئة الألمانية ارتفاعها لشهر أكتوبر وذلك في أعقاب التراجع المخيب للأمال الذي شهده المؤشر خلال شهر سبتمبر، حيث ارتفعت مبيعات التجزئة بنحو 2.3% مقابل توقعات السوق البالغة 1.3%. في حين لا تزال القراءة السنوية للمؤشر داخل المنطقة الحمراء مسجلة -0.7%. لكن هذا لم يحل دون تصدر المبيعات الألمانية قائمة الأداء الأفضل في عامين كاملين، الأمر الذي عكسته قراءة أكتوبر، والذي سينعكس إيجاباً على ثقة المستهلك الألماني في ظل بدء تحسن أوضاع التوظيف مما يعني أن إنفاق المستهلكين سوف يعاود الانتعاش مجددا. وعلى الرغم من اعتماد ألمانيا في المقام الأول على صادرات التصنيع لتحقيق قدر كبير من التحسن الاقتصادي خلال هذا العام، إلا أنها في أمس الحاجة أيضاً إلى تعافي قطاع الاستهلاك من أجل خلق نوع من الموازنة الاقتصادية ومواصلة مسيرة النمو خلال العام 2011. جدير بالذكر أن الارتفاع الحاد في مبيعات التجزئة لشهر أكتوبر قد جاء في أعقاب أربعة أشهر متتالية من التعثر بما يعني أن المستهلكين سوف يكونوا على استعداد كبير للإنفاق، إلا أن أزمة الدين التي تشهدها معظم بلدان منطقة اليورو قد يحد بشكل أو بأخر من إقبالهم على الإنفاق خصوصاً في موسم الاحتفالات برأس العام الجديد.

وعن جلسة التداول الأمريكية فسيكون هناك حالة من الترقب لتقرير الـتوظيف بالقطاع الخاص وتقرير ISM التصنيعي. حيث تتوقع الأسواق ارتفاع مؤشر الـ ADP بنحو 70 ألف مقابل قراءة الشهر السابق البالغة 43 ألف. في حين من المتوقع أن تسجل قراءة مؤشر ISM تراجع بنحو 56.4 مقابل القراءة السابقة البالغة 56.9. إلا أنه مع القراءة القوية لمؤشرات الولايات الفيدرالية المختلفة فمن المتوقع أن تكون هناك فرصة سانحة أمام مؤشر ISM ليتجاوز التوقعات على الجانب الصاعد مما يعني مزيداً من الزخم لتدفقات المخاطرة وإمكانية ارتفاع الزوج دولار- ين ليتجاوز المستوى 84.00 خلال الساعات القادمة من تداولات اليوم .