سيناريو جديد لليورو مع الأسواق

ارتفع اليورو في بدء تداولات الإسبوع الجاري عقب ما أعلنت عنه أيرلندا حول موافقتها على أن يقوم كل من الاتحاد الأوروبي وصندق الدولي بدعمها مالياً. جدير بالذكر أن هذا التمويل سوف يتأتى من خلال ألية الاستقرار المالي الأوروبي بالتنسيق مع مرفق الاستقرار المالي الأوروبي، حيث إمكانية استكمال خطة الدعم هذه من خلال القروض الثنائية التي سيتم التفاوض عليها من قبل الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي. ومن جانبها فقد أشارت كل من المملكة المتحدة والسويد على استعدادها لتمديد القروض الثنائية.

ومن جانبها فقد وافقت أيرلندا على أن تخفض من موازنتها بنحو 6 مليارات يورو خلال العام 2011 وسوف يصل هذا الخفض إلى 15 مليار يورو بحلول العام 2014 تزامناً مع استهداف الحكومة الايرلندية خفض عجز الموازنة المالية للبلاد بنحو 3% بحلول العام 2014. وفي تناقض واضح مع التكهنات التي ظهرت في وقت مبكر من تداولات اليوم فإن أيرلندا لم تتنازل عن الإبقاء على ضرائب مؤسسات الأعمال لتظل عند ادنى مستوى لها بنسبة تصل إلى 12.5%.

وفيما يتعلق بالبيان الصادر عن مجموعة اليورو فقد نوه أيضاً على أن " برنامج الدعم سوف يشتمل على تمويل لرؤوس الأموال المستقبلية المحتملة التي يحتاجها القطاع المصرفي. وبناء على التدابير المتخذة من قبل الحكومة الأيرلندية لتحديد الثغرات التي يشهدها القطاع البنكي، نجد أن هناك مجموعة من التدابير الشاملة ـ سوف تتضمن تخفيض الديون وإعادة هيكلة القطاع البنكي مما سيسهم بدوره في التأكيد على أن القطاع المصرفي يؤدي دوره بكفاءة مما سينعكس إيجاباً على الاقتصاد".

وعلى الرغم من أن إجمالي قيمة الدعم التي سيتم تقديمها لدعم أيرلندا لم تتحدد بعد. إلا أن وكالة رويترز قد قدرت بأن حزمة الدعم المالي سوف تتراوح ما بين 60 إلى 120 مليار يورو وهى أدنى قليلاً من تلك التي تم دعم اليونان بها. وفي حالة الاتفاق على حزمة الدعم هذه فإن السلطات الأيرلندية ستكون قد وجدت مخرجاً من اثنين من مشكلاتها العضال واللتان تشكلان خطرا محدقاً باقتصاد البلاد. أول تلك المخارج؛ أن أيرلندا سوف يكون في مقدرتها استيعاب المزيد من التمويل بحلول منتصف العام المقبل دون الالتزام بدفع أى غرامات تصل فائدتها إلى 8% أو أكثر في رأس مال الأسواق. وثانيها أن البنوك الأيرلندية والتي كانت عرضة بقدر كبير إلى استنفاذ ودائعها سوف تستقبل المزيد من تدفقات رؤوس الأموال التي سوف تعيد ثقة المستثمر من جديد كما أنها ستسمح للقطاع المصرفي بإصلاح قوائم الميزانية خاصته على المدى المتوسط.

وبالحديث عن ردة الفعل الأولية لسوق العملات على ما تردد من أنباء فقد شهد الزوج يورو- دولار دعماً هائلاً ليقفز الزوج إلى المستوى 1.3750 في وقت مبكر من تداولات أسيا على خلفية اشتعال شهية المخاطرة من جديد نتيجة ثقة المستثمرين في مقدرة الاتحاد النقدي على انتشال بلد أخر من بلدان منطقة اليورو من هوة أزمة الدين. لكن لا يزال سابق لأوانه التأكيد على أن المشاعر الأيجابية قد تستمر للساعات المتبقية من تداولات اليوم. جدير بالذكر أن الزوج يورو- دولار قد شهد قفزة مماثلة للارتفاع الحالي في أعقاب الإعلان عن خطة إنقاذ اليونان إلا أنه سرعان ما فقد قوته الدافعة نتيجة ما تردد من تساؤلات من قبل المستثمرين حيال قابلية تطبيق خطة الإنقاذ تلك. وبصرف النظر عن تقديرات الأسواق للأنباء التي نوهنا عنها فمن المتوقع أن يختبر الزوج يورو - دولار بعض مستويات المقاومة الفنية عند المنطقة 1.3750 - 1.3800 عقب الدعم الذي شهده الزوج مؤخراً.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image