هل فقدت المعادن النفيسة بريقها مع عودة الدولار؟

تعليقات السوق:
شهدت سوق العملات خلال فترة التداول الليلية حالة من التذبذب، انتهت بارتفاع الدولار على نطاق واسع، فقد اندفع زوج (اليورو/ دولار) من جديد إلى أدنى من المستوى 1.40 خلال فترة التداول الأوربية، مدعومة بنتائج مزادات سندات منطقة الاتحاد النقدي الأوربي وتحليق الذهب عاليًا مسجلاً ارتفاعات قياسية جديدة. من ناحية أخرى، حقق الدولار عودة دراماتيكية خلال النصف الثاني من اليوم، وذلك مع ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية وعمليات الهبوط التي سجلتها وول ستريت.

ومن جديد، أطلت علينا البيانات البريطانية على نحو محبط، إذ جاءت بيانات الميزان التجاري على نحو أسوأ من توقعات السوق بمقدار -8228 مليون إسترليني مقابل 8000 مليون إسترليني، وتأتي هذه القراءة في أعقاب القراءة الضعيفة أيضًا التي سجلها مؤشر RICS لأسعار المنازل سابقًا، وذلك رغم أن بيانات الإنتاج الصناعي الأفضل نسبيًا والتي جاءت بواقع 3.8% على أساس سنوي مقابل توقعات السوق التي كانت تتنبأ بقراءة تصل إلى 3.6%، عملت على التغطية على بيانات الإسكان الضعيفة. ونتيجة لذلك، كان الجنيه الإسترليني العملة الرئيسة الأضعف أداءً خلال فترة التداول الليلية. ومن جامبه، ساعد ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية زوج (الدولار/ ين) على قفزته مرتدًا، مقتربًا من المستوى 82.00. وقد تكبدت المعادن النفيسة قدرًا من الخسائر مع نهاية الفترة، حيث تكبد الذهب خسائرًا نجمت عن التصريحات التي جاءت على لسان كارني محافظ بنك كندا لتي استبعد فيها أن يكون للذهب دورًا في النظام النقدي، في حين هبطت الفضة أيضًا لعوامل أخرى.

ومن البيانات الأمريكية، نرى أنه قد تحسنت بيانات ثقة المشروعات الصغرى، لتصل إلى المستوى 91.7 مقابل القراءة السابقة البالغة 89.0، في حين ارتفع مؤشر IBD/TIPP للثقة الاقتصادية إلى المستوى 46.7 مقابل القراءة السابقة البالغة 46.4، رغم أنها جاءت أدنى قليلاً من توقعات السوق التي كانت تتنبأ بقراءة تصل إلى 47.0. وقد سجلت مخزونات مبيعات الجملة ارتفاعًا أيضًا بواقع 1.5% مقابل القراءة المراجعة بواقع 1.2%. وشهدت وول ستريت فترة تداول سيئة للغاية، حيث هبط مؤشر DJIA بنسبة 0.53%، وهبط مؤشر ستاندرد آند بورز بواقع -0.81%، كما هبط مؤشر ناسداك بنسبة -0.66%.

ومن الفترة الآسيوية اليوم، انصرفت الأنظار إلى مؤشر بيانات الميزان التجاري الصيني، وقد جاءت الصادارت في ضوء توقعات السوق إلى حد كبير، إذ ارتفعت بواقع 22.9% على أساس سنوي مقابل توقعات السوق التي كانت تتنبأ بقراءة تصل إلى 23%، في حين سجلت الورادات قراءة محبطة دون توقعات السوق، ومع ذلك، فقد ظلت على ارتفاعها مقابل قراءة شهر سبتمبر البالغة 24.1% لتصل في النهاية 25.3% على أساس سنوي. ولم تطرأ أدنى ردة فعل فورية عقب ظهور تلك البيانات، إلا أن مجموعة من الشائعات المتداولة أضرت بشهية المخاطرة. ومن تلك الشائعات، كان ما تواردته الأسواق بأن قراءة الغد ستكون أعلى من توقعات السوق بواقع 4.5% مقابل التوقعات بـ4.0%، وهي الشائعة التي اتسمت بنوع من الغرابة، وتزامنت تلك الشائعة مع تعليقات مستشار البنك المركزي الصيني شيا بين، والتي أورد فيها أنه يتعين على الصين تغيير موقفها النقدي خلال العام المقبل لتصبح "مقتصدة"، وأن تعمد إلى تعديل معدلات الفائدة لديها على نحو زمني للتماشي مع التضخم. وركزت الشائعة التالية على رفع متطلبات معدل الاحتياطي النقدي بمقدار 50 نقطة أساسية بالنسبة لبعض البنوك، على أن تسري فعاليات هذا القرار بدءًا من 15 من شهر نوفمبر الجاري، وهي الإشاعة التي تأكدت لاحقًا، وذلك في جهد لكبح جماح عمليات الإقراض المفرطة.

ومن البيانات الأخرى، استمرت السوق العقارية الصينية في إظهار نوع من الهبوط، وذلك دون أن تتسبب في إحداث قدر كبير من الاهتياج، حيث ارتفعت أسعار المنازل بواقع 8.6% خلال شهر أكتوبر مقابل العام السابق، ولتقل بذلك عن قراءة أكتوبر من العام السابق، ومتباطأة عن قراءة الشهر السابق البالغة 8.9%. وسجل الدولار الأسترالي هبوطًا طفيفًا، إلا أنه ظل متمسكًا بالمستوى 1.00، وقد هبطت ثقة المستهلك بواقع 5.3% على أساس شهري، ويرجع اللوم في ذلك إلى مفاجأة الاحتياطي الأسترالي لنا برفع معدلات الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، والارتفاع اللاحق لمعدلات الفائدة على الرهون العقارية.

ومع اقتراب الفترة الأمريكية اليوم، فمن المنتظر أن نرى بيانات ميزان التجارة الأمريكي والكندي بالإضافة إلى بيانات إعانات البطالة الأمريكية الأسبوعية وأسعار الورادات الأمريكية.

 

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image