انعكاس محتمل في مسار شهية المخاطرة في سوق العملات

عاد المتداولون في سوق العملات إلى بيع الدولار من جديد حيث تحولت العقود الآجلة للأسهم الامريكية إلى الجهة الإيجابية لتسجل ارتفاعات قياسية. وربما يفتقر أعضاء مجلس الفيدرالي في الوقت الراهن إلى الثقة اللازمة في مدى فاعلية الدفعة الثانية من التسهيل النقدي فقد تحول الاهتمام في سوق العملات بنهاية اليوم الجاري إلى ما أسفرت عنه إجراءات التسهيل النقدي الإضافية من إلقاء المزيد من الضوء على الحالة التمويلية للدولار الأمريكي التي أصيبت بشلل تام مما أدى إى فقد الدولار الأمريكي لجاذبيته لدى المستثمرين.


وبالانتقال إلى الحالة التي عليها اتجاهات المخاطرة وما أسفرت عنه من آثار وقعت على كاهل الدولار الأمريكي، قامت الصين بتوجيه ضربة من العيار الثقيل لشهية المخاطرة عندما أعلنت السلطات المالية الصينية أنها سوف تتصدى بقوة لمضاربات الاموال الساخنة التي تتدفق إلى الاقتصاد الصيني. كما أعربت مصادر حكومية صينية عن تخوفها إزاء تراجع عائدات الدولار الأمريكي نظرًا لأن انخفاض العائد على الساتثمارات الامريكية يدفع المستثمرين إلى المضاربة برؤوس الأموال في أسواق الاقتصادات الناشئة. نتيجةً لذلك، بدأت الصين في التخطيط لبذل جهود فعالة في سبيل ضبط عمليات شراء السندات الحكومية الأجنبية. كما أعرب البنك المركزي الصيني عن قلقه إزاء التضخم الذي من الممكن أن يكون قد حفز البنك المركزي لرفع الفائدة. كانت هذه التصريحات بمثابة تأكيد على أن البنك المركزي للصين الشعبية يقترب من رفع جديد لمعدل الفائدة. ومن المتعارف عليه أن رقفع الفائدة الصينية يعتبر من أهم العوامل التي تعتبر سلبية لشهية المخاطرة في أسواق المال لأنها إشارة واضحة إلى التقييد النقدي في الوقت الذي تعتمد فيه الكثير من الدول حول العالم على الصين في تقدم النمو الاقتصادي.


وعلى صعيد البيانات، تراجعت ثقة الشركات الاسترالية في سبتمبر مع تراجع مماثل لقراءة مؤشر مراقبي الاقتصاد في اليابان، والذي يقيس ثقة سائقي سيارات الأجرة وعمال الضيافة في المطاعم اليابانية. من جهةٍ أخرى، سجل ميزان التجارة البريطاني هبوطًا أقل حدة من الشهر السابق مع تسجيل الفارق بين عائدات السندات الحكومية البرتغالية ونظيراتها الألمانية المعيارية لمستويات مرتفعة قياسية جديدة اليوم في حين حققت مزايدة السندات الحكومية اليونانية ارتفاعًا كبيرًا في معدل الطلب على الرغم من ارتفاع العائد على هذه السندات.


كان الخبر الجيد الوحيد اليوم هو التحسن الطفيف الذي حققته ثقة المشروعات الصغيرة في الولايات المتحدة بالإضافة إلى ارتفاع مماثل في أسعار المنازل الكندية. ارتفعت ثقة الأعمال في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوياتها في خمسة أشهر مما يعكس حالة من ارتداد المبيعات إيجابيًا. وفي حالة إظهار موسم تسوق العطلات قدرًا كبيرًا من القوة، من الممكن أن نرى دعمًا قويًا للدولار الأمريكي حيث يجد الفيدرالي متنفسًا يساعده على تفادي ممارسة المزيد من الضغوط على الدولار. وفيما يتعلق بأسعار المنازل الكندية، ارتفعت الأسعار ارتفاعًا طفيفًا إلى 0.2% في سبتمبر مقابل القراءة السابقة التي سجلت 0.1%.


ومن المؤكد أن حالة المؤشرين الأمريكيين، مخزونات الجملة والتفاؤل الاقتصادي قد عكسا حالة من الهشاشة التي يعانيها التعافي الأمريكي مما ينعكس بدوره على شهية المخاطرة ورفع الدولار الأمريكي إلى حدٍ ما.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image