السوق اليوم : برهة للتفكير في مستقبل الذهب

الملخص:

أسعار الذهب تلعب دور المؤشر الرائد لنفسية السوق خلال أكثر من عقد . فهل يحمل الأداء الضعيف التي شهدته مؤخراً بين طياته رسالة ما للمستثمرين ؟

النقاط الأساسية :

استراليا : بنك الاحتياطي الفيدرالي يبقي على معدل الفائدة كما هي دون تغيير عند 3% في أعقاب اجتماعه الشهري ، وقد غلين ستيفنزمحافظ البنك الاحتياط الاسترالي : " إن مجلس الإدارة الحالي يرى أن توقعات التضخم قد تسمح بإتاحة المزيد من فرص التخفيف النقدي أمام البنك، إذا آلت الحاجة إلى ذلك ". و مع ذلك فلم يخل بيان محافظ البنك من وجود النبرة المتفائلة بشأن الاقتصاد العالمي و خصوصاً في الصين ، حيث نوه على أن معدل الاقتصاد المحلي لم يكن متدهوراً كما كان متوقعاً خلال الأشهر القليلة الماضية .

مجموعة الثمان : صرح أحد المسئولين الكندين أنه سيدورهناك بعض النقاش حول قضية عملات الاحتياط خلال القمة . لكن في الوقت الحالي ، وعلى الرغم من أن موضوع العملة حتى الآن ليس هو المسألة الأساسية على الساحة الاقتصادية إلا أنه من المقرر مناقشته من جديد ، فالقضية الأساسية هي كيف سنتعامل مع الأزمة الاقتصادية الحالية . لكن ليس لدى هذا المسئول ما يصرح به حول توقعاته بشأن احتياطي العملات .

المملكة المتحدة : جاء المسح الخاص بالغرفة التجارية البريطانية على أساس ربع سنوي و هو مسح لأكثر من 5600 شركة ليكشف عن استمرار تراجع كلاً من المبيعات و الطلبات على السلع في الأشهر الثلاث الماضية و حتى يونيو ، وذلك على الرغم من تباطؤ وتيرة التراجع الاقتصادي بشكل أكبر من المسح ربع السنوي الذي أُجرى في بداية إبريل الماضي . هذا و قد صرح ديفيد كيرن المستشار الاقتصادي بمؤسسة BBC أن القراءة تسير على خطى الاقتصاد الذي تقلص بالفعل بواقع 0.10% في الربع الثاني من السنة المالية .

الولايات المتحدة الأمريكية : صرحت لورا أندريا تايسون ، عضو اللجنة الاستشارية للرئيس باراك أوباما حول معالجة الأزمة الاقتصادية قائلة : " ينبغي علينا التخطيط بشكل طارئ القيام بجولة ثانية من الخطط التحفيزية و أضافت أنها شخصياً قد شعرببنتائج الجولة التحفيزية الأولي و التيي جاءت نتائجها أقل بشكل طفيف مما كانت توده .

أما عن مؤسسة فيتش فقد خفضت من تصنيفها لسندات كاليفورنيا طويلة الأجل لتصل إلى المستوى BBB، كما وضعت لورا في الاعتبار الإشارة إلى كلاً من : ميزانية البلاد و كذلك أزمة تراجع العائدات. هذا و قد أبقت مؤسسة التصنيف على مراقبة الديون و التي قد تشهد مزيداً من التراجع .

فرنسا : صرحت صحيفة الفاينينشيال تايمز أن مؤسسة سوسيتيه جينرال المصرفية من المقرر أن تُعد تقريراً عن خسائره و التي تم تقديرها بنحو 1.3 مليار يورو من تكلفتها الائتمانية عندما تصدر نتائج تقاريرها للربع الثاني من السنة المالية خلال الشهر المقبل ، و ذلك على الرغم من النتائج القوية لشركات المؤسسة و انتشار فروعها المصرفية الاستثمارية .

التعليق :

نظراً لاهتمامنا الكبير بأخبار الذهب ، فقد سلطنا الضوء اليوم على عدد من الأحداث القريبة الصلة بين أداء المعادن خلال معظم هذا العقد و مرحلة ما بعد العام 2001 و التي أدت إلى الاتجاه نحو سياسة نقدية توافقية في كلاً من الولايات المتحدة الأمريكية و اليابان ( تزامناً مع سياسات العملة في الصين و اليابان و الولايات المتحدة الأمريكية ، و بشكل أو بأخر ، فإن تلك السياسات ليست مصممة لتشجيع انتعاش العملة ).فعلى سبيل المثال ، نجد أن التوقف الملحوظ للذهب قد جاء فيما بين العامين 2001 و 2008 حيث بدأ في الارتفاع في مايو للعام 2006 في ظل معدل الفائدة المستهدف للبنك الفيدرالي و هو 5% و أكثر ( جاء ذلك بعد شهرين فقط من انتهاء بنك اليابان من برنامج التسهيل النقدي الخاص به ) .في الوقت نفسه ، استأنف الاتجاه الصاعد للذهب ارتفاعه في سبتمبر العام 2007 تزامناً مع بدء البنك الفيدرالي الأمريكي سيانوريو خفض معدل الفائدة . و بالمثل ، شهد كلاً من أكتوبر و نوفمبر على التوالي الأحداث المأساوية نفسها للعام الماضي 2008 لتكون ردة فعل منطقية على انهيار الأساس الذي كان قد اتخذ مكانة عالمية .

فالإقبال على الذهب هذا العام جاء ليتزامن مع ما شهدناه في الماضي و في التطبيقات الدرامية لبرامج التخفيف النقدي و التي انتهجتها عدد كبير من الأسواق الرئيسية. جاء ذلك تزامناً مع برامج الإنفاق المالية ،و التي تبدو منطقية بالنسبة لنا حيث أن الذهب قد يعاود الارتفاع من جديد ، و هذا ما حدث بالفعل. حيث شهد الذهب تراجعا بواقع 680 دولار للأونصة في أكتوبر الماضي، إلا أن السعر عاود ارتفاعه من جديد في الأونة الأخيرة مسجلاً مستوى تداول يتجاوزالـ 900 دولار أمريكي. و من هنا لابد و أن ننوه على أمر ما و هو ، أنه على الرغم من أن حركة السعر خلال الأشهر الماضية قد جاءت لتتوقف مانحة إيانا فرصة للتفكير في مستقبل الذهب . إلا انه لا يزال مستبعداً أن يتجاوز الذهب مستوى الـ 1000 دولار للأونصة .إلا أن الذهب لا يزال يواجه صعوبات في الحفاظ على المكاسب التي جناها . و بالفعل ، ففي الوقت الحاضر يبدو أن هناك فرصة سانحة أمام الذهب ليعاود تراجعه إلى مستويات إبريل الماضي و التي شهدت تراجعاً بواقع 875 دولاراً للأونصة .

و عن الأمور التي تثير العديد من التساؤلات في الوقت الراهن ، فهى أن حركة الذهب قد جاءت تزامناً مع عائدات الأوراق المالية للحكومة الأمريكية و التي تراجعت بشكل حاد . فمنذ العاشر من يونيو الماضي و قد شهدت عائدات سندات الخزانة الأمريكية ذات العشر سنوات تراجعاً بواقع 3.53% مقابل 3.95 % في حين تراجعت عائدات سندات الخزانة ذات الخمس سنوات مسجلة 2.4% مقابل 2.92% . أما عن تحركات عائدات الخزانة ذات العامين فقد انتهجت خطى التراجع نفسه ، حيث تعثرت بواقع 0.94% مقابل 1.36% . فأخر مرة تراجعت فيها عائدات سندات الخزانة بهذه الوتيرة كانت في نوفمبر و ديسمبر للعام الماضي . و قد شهدت الفترة نفسها تراجعاً سريعاً مشابه لتراجع عائدات السندات حيث انخفضت أسعار النفط ( على الرغم من الارتفاع الذي شهدته خلال الأسابيع الماضية ) حيث تراجع مؤشر نايمكس للنفط الخام بواقع 11% من أعلى ارتفاع له في حين من المتوقع أن يشهد مؤشر ستاندرد أند بورز للعقود الآجلة تراجعاً في محاولة لعكس اتجاه التحسن الذي سيطر على الربع الثاني من السنة المالية .

و على الرغم من الخلاف الجاري حول أن هذه التحركات تُعد أقل من صافي ناتج " عمليات البيع التي حدثت في مايو لتختفي بعذ ذلك " ، فهذا التزامن يفتح إمكانية أن تكون هناك نظرة قاتمة أخرى للعالم ربما قد يكون حان وقتها الآن في الظهور. و سواء أكانت هذه النظرة مُبرره أم لا فهى لا تزال صاحبة اليد العليا حتى الآن . و مع ذلك ، فالبنظر إلى أحداث الصيفين الماضيين فنحن نشك في أن المستثمرين قد لا يكونوا على أهبة الاستعداد لمعرفة ذلك .

لكن بما قد يفيدنا هذا في توقعات سوق العملات ؟ بالنظر إلى الأحداث الاقتصادية للعام الماضي، نجد أنها تبدو منطقية لافتراض أن أثرها المباشر على المستثمرين قد تزايد بشكل غير مؤكد ، مما سيؤدي إلى البحث عن الملاذ الآمن من أسواق سندات الخزانة الأمريكية ( و قد بدأ هذا في الحدوث بالفعل) يأتي ذلك تزامناً مع اعتبار أن الدولار الأمريكي قد يعيد جنى المزيد من الأرباح و ذلك لكونه عملة ملاذ آمن أيضاً. و بالنظر لمدى ضعف سعر الذهب و الذي بدأ في التراجع بالفعل ، فمن هذا المنطلق ، قد بدأنا أن نفكر في أن هذا قد يجعل الدولار يشهد بعضاً من الانتعاش .

 

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image