ضعف الإسترليني وثبات باقي الأسواق المالية

انتاب الأسواق حالة من الثبات اليوم في الوقت الذي أطلت علينا الفترة الآسيوية بحزمة من البيانات الصينية، ومنها نرى أن مؤشري أسعار المستهلكين وأسعار المنتجين اتسما بالقوة على أساس سنوي بواقع 3.6%، و4.3% على التوالي. في حين تباطأت قراءة الناتج المحلي الإجمالي بالبلاد على نحو طفيف لتصل في النهاية إلى 9.6%، إلا أنها فاقت توقعات السوق بنحو 9.5%. وبصورة عامة، بررت تلك البيانات رفع الصين لفائدتها البنكية على غير المتوقع طليعة هذا الأسبوع. وكانت ردة فعل أسواق الأسهم الآسيوية لتلك البيانات ضعيفة، وانتابها حالة من التذتبذب. وخفض الدولار كثيرًا من عمليات ارتفاعه خلال الليل مع عودة شهية المخاطرة، إلا أنه ظل فوق مستواه الهابط الأخير مقابل أغلب العملات الرئيسة باستثناء الين. وكما أشرنا آنفًا، فإننا لا زلنا على قناعة بأن الدولار الأمريكي تنتابه حركة عرضية/ تصحيحية، وليس في حالة استئناف لاتجاهه الهابط. وبناء عليه، فإننا نتوقع بقاء الدولار فوق مستواه الهابط الأخير مقابل أغلب العملات الرئيسة لفترة من الوقت (باستثناء الين). في غضون ذلك، ثمة ضعف ملحوظ بالنسبة للجنيه الإسترليني مع بداية الفترة الأوربية، حيث اخترق زوج (اليورو/ إسترليني) مستواه المرتفع الأخير.

واتسم الين الياباني بالقوة اليوم على نحو طفيف، وذلك بعد أن صرح يوشيتو سينجوكو- كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني- بأن المستوى 82 لا يعد خطًا دفاعيًا بالنسبة لزوج (الدولار/ ين). وتابع في حديثه بأن وزير المالية الياباني "سيراقب أسواق العملة" وسيتخذ بدوره "التدابير الحاسمة على النحو الملائم في التوقيت الملائم". وتأتي هذه التصريحات على النقيض مما أوضحه وزير المالية عن المستوى 82 الشهر السابق. وعلى الجانب الآخر، أعلن وزير المالية يوشيهيكو نودا اليوم أن اجتماعات مجموعة العشرين المزمع عقدها في كوريا الجنوبية ستعزز من مرونة أسعار الصرف "لاسيما بالنسبة للأسواق الناشئة". وأفاد نودا أن ثمة "سوء تفاهم" من الصين وكوريا الجنوبية إزاء التصريحات التي جاءت على لسان اليابان حول العملات. واستطرد نودا بأنه لم يكن يقصد تمييز أو تحديد كوريا الجنوبية، في حين أنه كان يأمل من الصين أن تحدث "تقدمًا كبيرًا" في زيادة مرونة أسعار صرف اليوان.

ومن المفكرة الاقتصادية، نرى أن قراءة مبيعات التجزئة بالمملكة المتحدة وقد هبطت بواقع -0.2% على أساس شهري، فيما كانت توقعات السوق تتنبأ بارتفاعها بنحو 0.2% خلال شهر سبتمبر. وقلت موافقات الرهن العقارية بالمملكة المتحدة عن القراءة السابقة، لتأتي بواقع 44 ألفًا مقابل القراءة المراجعة للشهر السابق البالغة 47 ألفًا. ومن الفترة الأمريكية، من المتوقع انصراف الأنظار إلى قراءات إعانات البطالة الأمريكية الأسبوعية، والمؤشرات الرائدة، ومؤشر فيلادلفيا التصنيعي.

ومن مؤشر الدولار، نرى أن الهبوط الحاد للمؤشر خلال فترة الليل قد سحب معه مؤشر ماكد على مدار أربع ساعات إلى أدنى من خط الإشارة، وهو ما يشير إلى أن القمة المؤقتة قد تكونت عند المستوى 78.36. وقد تحول تحيز المدى اليومي نحو الحيادية، ومن الممكن أن نشهد هبوطًا عميقًا. من ناحية أخرى، وكما أشرنا من قبل، يتعين تكون قاع قصير الأجل عند المستوى 76.15 في حالة التقارب الهابط على مؤشر ماكد لأربع ساعات. وبناء عليه، من المتوقع أن يتم احتواء التراجع الحالي من المستوى 78.36 فوق المستوى 76.15، وسيؤدي ذلك إلى إحداث ارتفاع آخر، ليستمر في طريقه محدثًا حركة تصحيحية بارتداد نسبته 38.2% من 83.56 إلى 76.15 عند 78.98 فما فوق.

 

 

""

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image