انعكاس تدفقات المخاطرة بالأمس، متى يعود الدولار للساحة من جديد؟ (تعليق السوق)

انتهى يوم أمس الذي بدأ على تجنب المخاطرة، أي شراء الدولار والين، على نحو معاكس، حيث شهدت أسواق الأسهم بعض الضعف ولكنها أنهت اليوم على نتائج مختلطه و إلى حد ما في الجانب الإيجابي. هذا وقد كان الحافز وراء الانعكاس هو ظهور بيانات مؤشر ISM التصنيعي بأفضل من المتوقع، حيث سجلت 47.0 مقابل التوقعات بـ 46.0، وكذلك يسبب تصريحات موديز والتي تضع الوضع الائتماني للبرازيل تحت المراجعة مع احتمال رفع التصنيف الائتماني لتلك الدولة، وجدير بالذكر أن وكالة فيتش قد خفضت التصنيف الائتماني لكاليفورنيا إلى BBB . علاوة على ذلك، نجا مؤشر S&P 500 ليوم آخر من اختراق المتوسط الحسابي لـ 200 يوم مع ارتفاعه من 886.60 ليغلق عند 898.72.

ومن النقاط الجيدة لبيانات مؤشر ISM هو ارتفاع مكون التوظيف بالمؤشر 4.4 نقطة ليصل إلى 43.4، وهو ما يعد مفاجأة إذا أخذنا في الاعتبار بيانات الوظائف المتوافرة بالقطاع غير الزراعي الصادرة يوم الخميس الماضي. أما عن المكونات الأخرى بالمؤشر والتي شهدت تحسن فهى نشاط الأعمال حيث ارتفع 7.4 نقطة ليصل إلى 49.8، وكذلك الطلبات الجديدة التي ارتفعت بنحو 4.2 نقطة لتصل إلى 48.6 و صعدت طلبات التصدير بنحو 7.5 نقطة إلى 54.5 لأول مرة فوق مستوى الـ 50 منذ سبتمبر، في حين استقرت بيانات الانتاج، أما عن المؤشرات المتعلقة بالأسعار فقد ظهرت متأرجحة.


هذا وقد ساهمت أيضا التطورات الإيجابية في أسواق السندات في تغيير المعنويات. حيث قام الفيدرالي بشراء سندات خزانة تقدر بـ 7 مليار دولار اليوم، في حين سار مزاد السندات المحمية من التضخم (TIPS ) على نحو جيد، مما يمهد الطريق نحو تحسن المعنويات قبيل المزاد المزمع انعقاده بنهاية الأسبوع.

ومع ضعف التحيز لتدفقات تجنب المخاطرة، تراجع الدولار عن بعض المكاسب التي حققها مسبقا، ويمكن القول بأنه تراجع إلى المستويات التي حققها في الفترة الأسيوية خاصة مقابل اليورو و الدولار الأسترالي. أما عن الجنية الإسترليني فقد أدى على نحو جيد،على الرغم من تأثره بالأنباء السيئة في عطلة الأسبوع و ضعف المعنويات. وعلى الرغم من الانعطاف الذي حدث بشهية المخاطرة إلا أن قطاع السلع لا يزال يعاني من الضعف. حيث ظلت أسعار النفط عند أدنى مستوي منذ 6 أسابيع، في حين يتأرجح الذهب حول مستوى 925.


وفي الوقت ذاته، أظهرت مسودة مذكرة اجتماع مجموعة الثمان ( على الرغم من عدم بدء الاجتماع بعد !) التركيز على التجارة الدولية و السياسات المضادة للسياسات الحمائية مع الجدال حول وضع الدولار كعملة احتياطي نقدي، والتأثير السلبي لتلك الأحاديث على وضع الدولار.

اليوم تسلطت الأضواء في الفترة الأسيوية على اجتماع بنك الاحتياطي الأسترالي مع قرار البنك بالإبقاء على سعر الفائدة دون تغيير، ولكن تشير معدلات التضخم إلى احتمال خفض المزيد من سعر الفائدة. ومع ذلك أشارت تصريحات البنك إلى أن الصين تتسم بالقوة، كما أن الظروف الاقتصادية بأستراليا لم تكن ضعيفة كما كان متوقعا في الشهور الماضية، كما تلاشت التطلعات بتدهور الاقتصاد الأسترالي. وأعترف البنك بارتفاع طفيف في معدلات الرهن العقاري، مشيرا إلى أنها مازلت عن أدنى المستويات تاريخيا ". هذا وقد كان رد الفعل المتوقع من قبل الأسترالي سريعا للغاية حيث انخفض ما يقرب من 20 نقطة ولكنه لايزال عند مستويات 0.79 ، ومن المحتمل أن تتسع مكاسب الأسترالي نحو 0.80 إذا لم تندفع من جديد تدفقات تجنب المخاطرة بمرور اليوم.

علاوة على ذلك، انصب الاهتمام على الفرنك السويسري خلال الأيام الحالية في أعقاب تدخل البنك الوطني السويسري في سعر صرف الفرنك في 24 يونيو. كما نلاحظ المزيد من الانخفاض للفرنك السويسري في ظل تردد الأحاديث عن مزيد من التدخل من قبل البنك. ومع ذلك، انخفضت الأزواج التقاطعية للفرنك السويسري، ويقف زوج (اليورو/ فرنك سويسري ) الآن عند ارتداد فيبوناتشي بنسبة 61.8% للارتفاع الحاد من 1.5010 حتى 1.5380. ويثار هنا التساؤل، هل سيقوم البنك بالتحرك ردا على هذا المستوى ولو حتى بتصريحات شفهية ؟ فسنظل نترقب ماذا سيحدث ؟.

وعلى صعيد آخر، تخلو المفكرة الاقتصادية اليوم من الأحداث الأمريكية، في حين من المقرر صدور بيانات تصاريح البناء بكندا و مؤشر PMI الصادر عن مدرسة ايفي للأعمال. واليوم من المحتمل أن تكون تحركات وول استريت هى القائدة لحركة السعر بأسواق العملات اليوم.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image