هل بدأ الدولار في النهوض من كبوته أم أن الارتفاع مجرد تغطية بيع مؤقتة؟

تعليقات السوق:
انصرفت جميع الأنظار وجل الانتباه إلى خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بين برنانك يوم الجمعة، وشهدت تداولات الدولار تحركًا في اتجاهيين قبل وعقب عمليات التداول. وفعليًا، لم يحمل لنا الخطاب الجديد على اعتبار عدم طرح برنانك جديدًا في خطابه، وذلك رغم إقراره بأن ثمة حالة تتعلق بأن يتخذ الاحتياطي الفيدرالي المزيد من الإجراءات، وبدوره ألقى بدائرة الضوء على مخاطر وتبعات مثل هذا السبيل. ونوه بأن التضخم كان منخفضًا للغاية، إلا أن الدورة الثانية للتسهيلات النقدية قد تُحدث ارتفاعًا غير مرغوب في توقعات التضخم، وأفاد أيضًا أن الاحتياطي الفيدرالي قد يعدل بيانه للإشارة إلى أن معدل الفائدة التابع للاحتياطي الفيدرالي سيظل منخفضًا لفترة أطول. وصدرت بعد ذلك مزيدًا من التصريحات الحيادية خلال عطلة نهاية الأسبوع التي جاءت على لسان روسينجرن رئيس الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن، وإيفانز رئيس الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو. ومن جانبه، دعى روسينجرين إلى اتخاذ إجراء مبكر وقوي بدلاً من النهج التدريجي المعلن عنه، في حين دافع إيفانز عن فكرة طرح المزيد من البرامج التحفيزية.

وبعد أن شهد الدولار عملية تغطية بيع طفيفة خلال الفترة الآسيوية يوم الجمعة، ظهر بائعي الدولار بكثرة مجددًا بعد بدء الخطاب، ليدفعوا باليورو إلى دورة جديدة من عمليات الارتفاع عند المستوى 1.4150. من ناحية أخرى، أثبتت تلك التحركات أنها قصيرة الأجل، وأدت التصريحات التي أدلى بها برنانك إلى إحداث عمليات جني أرباح، في الوقت الذي عاودت فيه أوامر الوقف الظهور مجددًا حتى إغلاق الفترة تعاملاتها، ليتسم ارتداد الدولار بالدراماتيكية. وساعد هبوط السندات (على اعتبار ارتفاع عوائد السندات الأمريكية) في تلك العملية، ليغلق اليورو تداولاته لال الأسبوع فوق المستوى 1.40، في حين عاود الدولار الأسترالي هبوطه إلى المستوى 0.99.

وألقى خطاب برنانك بظلاله عمومًا على البيانات الأمريكية، إلا أنها جاءت على نحو أفضل من توقعات السوق على نطاق واسع. وسجلت قراءة مؤشر أسعار المستهلكين ارتفاعًا بواقع 0.1% على أساس شهري خلال شهر سبتمبر، ليقل عى نحو طفيف مقابل توقعات السوق التي كانت تتنبأ بارتفاع يصل إلى 0.2%، في حين هبط عن القراءة السابقة البالغة 0.3%. وسجلت قراءة مؤشر أسعار المستهلكين بقيمتها الأساسية أدنى مستوى لها منذ عام 1961 (لينتابها حالة من الثبات على أساس شهري، في حين جاءت بواقع 0.8% على أساس سنوي). وعلى الجانب الإيجابي، ارتفعت مبيعات التجزئة بواقع 0.6%، كما ارتفعت قراءة مؤشر ولاية نيويورك التصنيعي بقوة ليصل إلى 15.73 مقابل القراءة السابقة البالغة 4.14. وقارب مؤشر ثقة المستهلك الصادر عن جامعة ميتشيجان توقعات السوق، ليأتي بنحو 67.9 مقابل 68.9، في حين ارتفعت مخزونات الأعمال بواقع 0.6%.

وفي ظل ظهور تحركات الدولار يوم الجمعة بأنها غير مشجعة على وجه الخصوص بالنسبة لبداية الفترة الآسيوية اليوم، لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً لاستمرار عمليات ارتفاع الدولار على وتيرتها، لتقدح بدورها زناد عمليات الوقف على المعادن النفيسة. ولم يكن هناك الكثير من البيانات التي من شأنها توجيه عمليات التداول، فيما هيمن اقتناص عمليات الوقف على النشاط صباحًا.

وتخلو الفترة الأوربية من عمليات التداول اليوم، في الوقت الذي من المنتظر صدور قراءة مؤشر مشتريات الأجانب من الأوراق المالية الكندي، والإنتاج الصناعي، ومعدل استغلال القدرات، وصافي مشتريات الأوراق المالية طويلة الأجل.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image