تقرير منتصف اليوم: الدولار يتعثر من جديد عقب تصريحات برنانك

واصلت موجة البيع التي شهدها الدولار مؤخراً مسيرتها اليوم الجمعة خلال جلسة التداول الأمريكية وذلك في أعقاب تصريحات برنانك حول إمكانية تمديده للتدابير التحفيزية التي اتبعها البنك وقت الأزمة من أجل دعم الاقتصاد الأمريكي. حيث نوه برنانك على أن " المعدلات الحالية للتضخم" واقتراب معدل الفائدة إلى الصفر قد يكون أمراً مناسباً للتصدي للانكماش. ومن جانبه فقد حذر برنانك من " أن المستويات المرتفعة للبطالة قد تستمر لبعض الوقت "، " كما أنه لا يزال من الصعب تقرير الكم المناسب لتمديد برامج شراء الأصول لعرضه على الرأى العام". ونظراً لأن الفيدرالي ليس لديه خبرة كبيرة في تطبيق السياسات النقدية غير التوافقية فيتوجب عليه اتخاذ التكاليف والتدابير في عين الاعتبار للحكم على مدى وكيفية استخدامها. هذا وقد سجل الدولار الأمريكي انخفاضا جديداً مقابل اليورو عقب تصريحات برنانك لتنجح محاولاته في تجاوز المستوى 1.40. كما ارتفع الذهب ليصل إلى المستوى 1390 دولار للأوقية.

وعلى صعيد البيانات الأمريكية التي صدرت اليوم الجمعة ، فلم تسجل قراءة مؤشر أسعار المستهلكين جديداً لتستقر عند المستوى 1.1% على أساس سنوي في سبتمبر مقابل التوقعات البالغة 1.2%. أما عن المؤشر بقيمته الأساسية قفد سجل ارتفاعاً بنحو 0.8% على أساس سنوي. كما سجلت مبيعات التجزئة الأمريكية ارتفاعاً بنحو 0.4% في سبتمبر، في حين سجل المؤشر باستثناء مبيعات السيارات ارتفاع بنحو 0.4%. أيضاً قفز مؤشر نيويورك التصنيعي متجاوزاً تقديرات المحللين الاقتصادين بنحو 15.73 في أكتوبر.

وعلى الجانب البريطاني صرحت " ريتشيل لوماكس" نائبة محافظ بنك انجلترا بأن تمديد البنك برامجه التحفيزية سوف يدفع بأسعار الأصول إلى الارتفاع، إلا أنها قد أعربت عن تشككاتها حيال فعالية تحفيز الطلب المحلي. حيث تفضل أن ترى المزيد من البيانات الاقتصادية و تفاصيل الإنفاق الحكومي قبيل أن تدلي بدعمها لتمديد التدابير التحفيزية من قبل البنك. في نفس الوقت ظهر صوت أخر معارض لريتشيل ، حيث أعربت " دي اني خوليوس" أن الوقت الراهن هو الأنسب على الإطلاق لسحب تدابير التحفيز التي اتخذت وقت الأزمة.

ومن جانبه فقد صرح وزير التجارة الصيني أن الصين سوف تستأنف دعمها لليوان، حيث ترى الصين أن اليوان لن يكون كبش فداء للتراجع الذي يشهده الاقتصاد الأمريكي وما يعانيه من مشكلات البطالة. أيضاً صرح " ياو" أنه من غير المعقول أن تنتقد اليابان الصين بشأن قيمة اليوان بغض النظر عن الفائض التجاري الذي تشهده الصين. كما نوه "ياو" على أن اليابان قد علقت فائضاتها التجارية مع الصين لمدة ثماني سنوات ما بين العام 2003 و حتى 2010. أما عن اليابان فهى تستخدم في الوقت الراهن قواعد حسابية أخرى أكثر اختلافاً في معاييرها التجارية، ومن جانبها فقد كشفت وزارة المالية عن أن العجز التجاري الياباني قد اختلف كثيراً عما شهدته الصين منذ العام 1997.

أما عن ماكوتو يتسومي، وهو مسئول بارز سابق في سوق العملات، فقد صرح بأن الأسواق قد تأثرت مؤخراً بمواقف الفيدرالي الأمريكي وحالة الترقب لنتائج اجتماع لجنة الاحتياطي الفيدرالي خلال نوفمبر المقبل، و بالتالي فما من ضرورة لحدوث مزيد من التخوفات في ظل التطورات الأخيرة تلك. بمعنى أخر، أنه يتوقع أن ارتفاع الين مقابل الدولار قد يصل إلى نهايته وأن الوضع لن يستمر طويلاً. وفيما يتعلق بالتدخل فقد قال يتسومي أن اليابان قد لا تعاود التدخل في سوق العملات على المدى الطويل.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image