هل تهدأ اضطرابات الأسواق عقب صدور بيانات التوظيف الأمريكية ؟

لا تزال الأسواق تسلك اتجاها عرضياً خلال تداولات اليوم الجمعة في ظل ترقب المستثمرين لبيانات التوظيف في القطاع غير الزراعي الأمريكي. حيث من المتوقع أن تسفر البيانات عن ارتفاع بنحو 5 ألاف في سوق التوظيف الأمريكي في سبتمبر، في حين من المتوقع أن يسجل معدل البطالة ارتفاعاً بنحو 9.7%. ليتزامن ذلك مع المؤشرات الرائدة لبيانات التوظيف الأمريكية والتي تشهد اضطراباً ملحوظاً. حيث تراجع مكون التوظيف في مؤشر الـ ISM التصنيعي بقدر حاد بلغ56.5 مقابل 60.3 ، ليسجل مكون التوظيف في المؤشر أسوأ قراءة له منذ مارس حيث سجل أنذاك 55.1. بينما ارتفع مكون التوظيف في مؤشر ISM الخدمي بنحو 50.2 مقابل 48.2. وعلى الرغم من ارتفاع مكون التوظيف في كلا المؤشرين إلا أن الأمر كان على النقيض تماما في القطاع التصنيعي. من ناحية أخرى، سجل التوظيف في القطاع الخاص الأمريكي تقلصاً بنحو -39 ألف مقابل التوقعات البالغة -20 ألف. كما أعلنت مؤسسة كونفرانس بودر عن تراجع ثقة المستهلك الأمريكي بنحو 48.5 في سبتمبر ليسجل المؤشر بذلك أسوأ قراءة له منذ فبراير من العام الجاري، مما يشير إلى أن معدل البطالة سوف يبدأ في الارتفاع من جديد. لكن لا يزال موضوع الساعة وهو هل ستكون الجولة الجديدة من برامج التسهيل النقدي التي سيقوم الفيدرالي الأمريكي بإدخالها في حيز التنفيذ كبيرة أم متواضعة؟ أم أن الأمر سيقتصر فقط على شاكلة الوضع المتردي الذي قد تكون عليه سوق العمل الأمريكي؟.

وعلى صعيد البيانات الاقتصادية التي صدرت اليوم الجمعة فكانت كالتالي، تقرير الحساب الجاري الياباني والذي سجل تقلصاً في الفائض بنحو 1.18 تريليون ين ياباني في أغسطس. علاوة على انخفاض مؤشر مراقبي الثقة الاقتصادية الياباني أيضاً بنحو 41.2. في حين انخفض معدل البطالة السويسري بنحو 3.7% في سبتمبر. هذا وستكون هناك حالة من الترقب من قبل المستثمرين للتقارير الكندية التي ستثدر تباعا اليوم الجمعة حيث بيانات التوظيف الكندية. من المتوقع أن يسجل سوق العمل الكندي ارتفاعاً بنحو 10 ألاف في سبتمبر. من المتوقع أيضاً أن يسجل معدل البطالة انخفاضاً بنحو 8.0%. وعن بدايات الإسكان الكندية فمن المتوقع أن تشهد انخفاضا طفيفاً بنحو 179.5 ألف في سبتمبر. وبالتالي فإن تلك البيانات سيكون لها صدى كبير في تحديد ما إذا سيكون باستطاعة الزوج دولار أمريكي - دولار كندي كسر مستوى تكافؤ القدرة الشرائية أم على النقيض.

ومن جانبه فقد أعرب " يوشيهيكو نودا" وزير المالية الياباني قبيل انعقاد اجتماع مجموعة الدول العظمي الـ 7 عن أن تدخل اليابان في سعر الصرف والذي حدث في الـ 15 من سبتمبر كان يهدف إلى وقف التحركات العنيفة والمضطربة التي شهدتها الأسواق في تلك الأونة. وأضاف " نودا" أن الإجراءات التي تقوم بها الصين فيما يتعلق بالتدخل في سعر صرف اليوان ستكون موضوع الاجتماع. ولا يزال " نودا" يتعهد بأنه سيراقب تحركات السوق عن كثب " وقد يعاود البنك تدخله من جديد في حالة أن اقتضت الضرورة إلى ذلك. لكننا نتوقع ألا يقوم بنك اليابان بأى تدخلات في الوقت الراهن تزامناً مع انعقاد اجتماع مجموعة الدول العظمى الـ 7 و من بعده اجتماع مجموعة العشرين.

التحليل الفني لمؤشر الدولار

شهد مؤشر الدولار تعافياً طفيفاً خلال تداولات اليوم الجمعة عقب انزلاقه إلى المستوى 76.92. حيث ارتد المؤشر من جديد لكنه يشهد الأن تحركات عرضية . إلا أن توقعات انخفاض المؤشر لا تزال قائمة طالما أن التداول على المؤشر يتم في القناة الهابطة دون المتوسط الحسابي لـ 55 يوم ( وهو الأن عند المستوى 78.34). من المتوقع أيضاً أن يستأنف المؤشر تراجعه عاجلاً وليس أجلا نحو مستوى الدعم الأساسي 75.90 أو ما دون ذلك ( بارتداد فيبوناتشي نسبته 100% لموجة من 88.70 إلى 80.08 ومن 83.56 إلى 74.94. حيث أن كسر المؤشر للمتوسط الحسابي لـ 55 يوم سيشير إلى تكون القاع على المدى القصير مما قد يمهد الطريق للمؤشر لأن يشهد ارتداد قوي من جديد.