السوق اليوم : معارضي الأمس هم مؤيدو الغد

السوق اليوم : معارضي الأمس هم مؤيدو الغد

الملخص

تنامي الدعم حول الدولار الأمريكي

العناوين الرئيسية :

الولايات المتحدة الأمريكية / قبيل قمة الثمان :


صرح "جان كلود تريشيه" رئيس البنك المركزي الأوروبي "أود التعليق فقط على أهمية تصريحات الولايات المتحدة الأمريكية حول أن قوة الدولار الأمريكي تكمن في سعر الفائدة الأمريكية. كما أعرب عن ترحيبه لهذا التصريحات بشدة لمدى أهميتها."
من ناحية أخرى، صرح "كريستيان نوير" عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي قائلاً "لا بد من تحقيق قدر أكبر من الاستقرار فيما بين العملات في الأشهر المقبلة. ولا بد أن نتجنب تراكم الإحتياطي النقدي. فنحن بحاجة إلى أليات جديدة لتمويل التجارة الدولية.

صرحت وزيرة الاقتصاد الفرنسية كريستين لاجارد عندما سئلت عن إمكانية مناقشة موضوع عملات الإحتياطي النقدي أثناء قمة مجموعة الثمان : "من المفترض أن نتوصل أثناء القمة إلى استراتيجية أفضل للتنسيق بين سياسات سعر الصرف الأجنبي وهو ما يثير التساؤل حول ميزان أسعار الفائدة والدور الذي تلعبه العملات والذي تغير بفعل الأزمة علاوة على الدور الذي تلعبه الأسواق الناشئة."

علاوة على ذلك، صرح نائب وزير الخارجية الصيني "هي يافي" أن الدولار الأمريكي لا يزال أهم وأكبر عملات الإحتياطي النقدي في الوقت الحالي، ونحن نعتقد أن يستمر هذا الوضع لسنوات أخرى". وأضاف أن الحديث حول الحاجة إلى عملة إحتياطي نقدي جديدة لم يخرج عن نطاق النقاش الأكاديمي. وقال أن المسئولية تقع على عاتق الولايات المتحدة للحفاظ على استقرار الدولار الأمريكي.
هذا وصرح الرئيس الروسي "ديمتري ميديفيديف" أن "نظام الدولار الأمريكي أو النظام القائم على الدولار الأمريكي واليورو أثبت وجود بعض الخلل في كل منهما. ولكنني اتفهم أنه في الوقت الحالي لا يوجد بديل للدولار أو اليورو. ولكن لا بد من وجود عملات متعددة للإحتياطي النقدي. لذلك علينا أن نبحث الحاجة إلى خلق عملات إحتياطي نقدي محلية."

اليابان :

صرح "ماساكي شيراكاوا" محافظ بنك اليابان "فيما يتعلق بالأوضاع المالية في اليابان، نلاحظ تحسن الأجواء المحيطة بإمكانية إصدار سندات شركات." وأضاف أن العديد من الشركات تواجه قيود متعددة في التمويل والإقراض لدى البنوك، على الرغم من وجود مؤشرات بانتهاء مرحلة التدهور.

المملكة المتحدة :

نقلت صحيفة التايمز عن رئيس الوزراء البريطاني "جوردون براون" قوله لزعماء العالم "إذا لم نتخذ الخطوات اللازمة من أجل دعم الاقتصاد العالمي واستقرار النمو، سوف نواجه أزمة حتمية في البطالة على مدار الأعوام القادمة." هذا وصرح اللورد "ماندلسون" لصحيفة التايمز "علينا أن ندرك مدى الحاجة إلى الوصول إلى حالة من الرضا الكامل كما أننا بحاجة إلى بعض الهدوء. فإذا واصلنا السير على نفس السياسة المتبعة في اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة الأزمة، فسوف نتمكن من دعم قوة الاقتصاد الأوروبي."

من ناحية أخرى، نقلت صحيفة صانداي تايمز أن لجنة السياسة النقدية ببنك أنجلترا قد تقرر رفع تلكفة برنامج التسهيل النقدي بحوالي 25 مليار إسترليني. ولكن هناك بعض الشكوك حول ما إذا كانت سوف تتخذ قرارات أكثر من ذلك."

قال المستشار "أليستار دارلينج" وزير المالية البريطاني "أعتقد أن الأزمة الحالية سوف تؤثر بشكل كبير على الموازنة." وعلى الرغم من أنه أكد على ازدياد سرعة الإنفاق الحكومي من أجل تحفيز الاقتصاد، إلا أنه أوضح أنه سوف ينكمش في المستقبل. ولكنه لم يدلي بأية تفاصيل أخرى. هذا ونقلت صحيفة صانداي تايمز أن هناك خطط سرية ونهائية لخفض الإنفاق الحكومي بنسبة 20%، وهو ما يثير قلق الساسة من الفشل في مواجهة عجز الموازنة. وأضافت الصحيفة أن ملفات هذه الخطط سوف يتم تسليمها لمجلس الوزراء في اليوم التالي للانتخابات العامة بغض النظر عن الحزب الفائز.

هذا ونقلت الصحيفة أيضاً أن بعض الوزراء حذروا رئيس الورزاء أنهم على استعداد لمغادرة مناصبهم إذا لم يقوم بإقالة الوزراء الذين يتهمونهم بأنهم يشجعوه على التصريح بمعلومات مضللة فيما يتعلق بالموازنة. ونقلت الصحيفة عن مصدر بالحكومة قوله أن "حساسية الموقف التي تحيط بانتخابات العمال تعكس مدى غياب التكتيك البديل لتمثيل حزب المحافظين، حيث أنهم قرروا مقاطعة الانتخابات.

التعليق

إن أحد ملامح أسواق العملات خلال الـ 6 أشهر الماضية هى انخفاض حدة الانتقاد الموجه إلى البنك الوطني السويسري فيما يتعلق بقراره بشأن التدخل في قيمة الفرنك السويسري للحيلولة دون ارتفاع الفرنك السويسري. وعلى الرغم من أن هناك أسباب عديدة دفعت البنك للقيام بذلك - إذا أخذنا في الاعتبار حجم الاقتراض بالفرنك السويسري بغرب أوروبا، وكذلك التعرض مشاكل بنوك شرق أوروبا - إلا أن هذا التصرف يعد إشارة إلى النظرة الأبعد لتفكير المسؤولين. حيث تشير على وجه الخصوص إلى تزايد الاهتمام والتركيز على استقرار أسواق العملات.

وهناك دليل آخر ظهر بخصوص هذا الشأن في عطلة الأسبوع من خلال أحاديث رجال السياسة قبيل اجتماع مجموعة الثمان هذا الأسبوع في إيطاليا. فعلى الرغم من الحقيقة القائلة بالاستقرار النسبي للدولار الأمريكي خلال الأسابيع الأخيرة، إلا أن العديد من المسؤولين الأوروبيين في صالح ضمان استقرار سوق العملات خلال الأشهر المقبلة. وبشكل واضح، صرح " تريشيه " رئيس البنك المركزي الأوروبي قائلاً " من المهم للغاية القول بأن السلطات الأمريكية ترى أن قوة الدولار الأمريكي في مصلحة الولايات المتحدة. وبالمثل، قال " نوير" عضو البنك المركزي الأوروبي " يجب أن نضمن حدوث استقرار بين العملات خلال الأشهر المقبلة ".

كما يجب أن نتجنب تراكم احتياطي العملات. كما أضاف قائلاً " على الرغم من أن تصريحات كل من تريشيه و نوير لا يمكنها أن تشير إلى تدخل صريح من قبل البنك، إلا أنها تشير إلى أن البنك المركزي الأوروبي متيقظ للمستويات الحالية لزوج (اليورو/ دولار)، وكذلك حريص بشأن القوى المهيمنة على حركته والتي دفعت به إلى المستويات الحالية ( مايقرب من 18% فوق المتوسط طويل الأجل ). علاوة على ذلك، لم تكن تصريحات كريستيان لاجارد سوى تأكيد على تلك النقطة.

وجدير بالذكر أن " يافي " نائب وزير الخارجية الصيني قد صرح الأسبوع الماضي قائلاً " نأمل في أن تحافظ العملات الرئيسية للاحتياطي النقدي على استقرار أسعار صرفها. بالإضافة إلى ذلك، استغل " يافي " الفرصة هذا الأسبوع من أجل التأكيد على أن الدولار لايزال العملة الأكثر أهمية وعملة الاحتياطي النقدي الرئيسية، ومن المحتمل أن يستمر هذا الأمر لعدة سنوات مقبلة. وعلى نحو مفاجيء، أكد على أن مسؤولية استقرار سعر صرف الدولار تقع على عاتق الولايات المتحدة الأمريكية.
وعلى الرغم من احتمال إبداء روسيا بعض الاستياء، إلا أن الدولار تلقى دعم من تصريح الرئيس " مديفيديف " الذي يرى بأن نظام الدولار أو النظام القائم على الدولار و اليورو قد أظهر ضعفه، إلا أنه يدرك أن في الوقت الحالي لا يوجد بديل للدولار الأمريكي أو اليورو.

ومن السابق ذكره نستطيع استنتاج الأتي : أولا يبدو أن هناك إجماع بين الأعداد المتزايدة من الإدارة بأن من الأفضل تجنب انخفاض الدولار دون المستويات الحالية. وسنظل ننتظر ما إذا كانت تدعم الولايات المتحدة هذا الرأي أم لا. ومع ذلك، فإذا أخذنا في الاعتبار تصريحات " لاري سومرس " من أكبر المخططين لسياسة " قوة الدولار " في إدراة كلينتون، وكذلك تصريحات جيثنر قبل زيارته إلى بكين، فلا شك في احتمال قيامهم بذلك. ثانيا، إن الحل الأمثل لتلك المعضلة على الأجل الطويل هو رفع وتيرة تحرير العملة. إذا كان تراكم الاحتياطي أحد القوى الدافعة التي تسببت فيما يحدث اليوم، لذلك فسيكون من الأفضل على المدى القريب التخلي عن سياسات تراكم الاحتياطيات.

ومن هنا يثار التساؤل الأتي " ماذا يعني السابق بالنسبة لأسواق العملات على المدى القريب؟ ، وبشكل واضح، يشير السابق إلى احتمال تلاشي المناقشات حول الحاجة إلى عملة احتياطي نقدي جديدة إذا أخذنا في الاعتبار التأثير السلبي لتلك الأحاديث على الدولار الأمريكي. ثانيا، من المحتمل ألا نندهش عند سماع تصريحات قوية في صالح الدولار الأمريكي من قبل الإدارة الأمريكية خلال الأسابيع المقبلة.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image