اليد العليا للصين في ارتفاع اليورو لكن اليورو نفسه لم يستطع الإبقاء على مكاسبه

سجل الزوج يورو - دولار ارتفاعاً ملحوظاً في وقت مبكر من تداولات أسيا اليوم الاثنين وذلك في أعقاب التصريحات التي أدلى بها " وين جياباو" رئيس الوزراء الصيني خلال عطلة نهاية الإسبوع فيما يتعلق بدعم الصين لليورو من خلال زيادة الاحتياطي الخاص بها من العملة الموحدة. وقد صرح " وين" في زيارته الأخيرة إلى اليونان " أن الصين لن تخفضها مما لديها من احتياطي من السندات الأوروبية " وأضاف " أن الصين سوف تقوم بشراء السندات الحكومية اليونانية بمجرد عقد اليونان مناقصة لبيع سنداتها".

ليقفز اليورو مسجلاً أعلى مستوى له في سبعة أشهر مخترقاً مستوى المقاومة النفسي 1.3800 إلا أن العملة لم تتمكن من الإبقاء على ما أحرزته من تقدم لتعاود التراجع في بدء التداولات الأوروبية حيث الانخفاض في شهية المخاطرة. جدير بالذكر أن الزوج يورو - دولار قد شهد ارتفاعا حاداً خلال الإسبوع الماضي بالغاً مستوى المقاومة 1.3800 إلا أنه أزعن للتراجع نتيجة موقف الثيران ( مشتري اليورو) الذي انسحبوا عقب ما جنوه من أرباح.

وبالحديث عن الصين فإن لديها مخفظة هائلة تحتوى على 2.5 تريليون دولار من احتياطيها من العملات الأجنبية إلا أنها لا تزال تتطلع إلى ما هو أبعد من السندات المالية الأمريكية في ظل ما لديها من أفكار استثمارية ضخمة لما تمتلكه من حساب رأس مالي. ومن جانبه فقد كشف " وين" في تصريحاته التي أدلى بها صبيحة اليوم النقاب عن تسهيلات مالية تصل إلى 5 مليارات دولار من أجل دعم شركات الشحن البحري اليونانية من أجل شراء السفن الصينية. ولا يخامر أيا منا الشك بأن لهذه الإجراءات دوافع دبلوماسية بالإضافة إلى تلك الدوافع المالية، لكن الأمر يعكس أيضاً مدى التحول في سياسة الاستثمار الصيني بعيداً عن الاستثمارات في الأصول حيث تسعى الصين في الوقت الحالي لأن تكون استثماراتها ملموسة أكثر.

وتزامناً مع مفكرة اقتصادية هادئة اليوم الاثنين، فمن المرجح أن يرتكز التداول على الزوج يورو - دولار على الحسابات و التحليلات الفنية أكثر من الأساسية. حيث يتم التداول على الزوج في الوقت الراهن عند المستوى 1.3800 إلا أن هناك توقعات بإمكانية تراجع الزوج إلى المستوى 1.3600في حالة أن اشتدت رغبة المستثمرين في جني الأرباح طوال اليوم. لكن في حالة أن واصلت حالة القلق التي تنتاب السوق حاليا فيما يتعلق بإمكانية مواصلة البنك الفيدرالي سياسة التسهيل النقدي ازديادها فإن ثيران اليورو ( المشترين) سيظلون ممسكون بزمام الأمور مما قد يحول دون تراجع العملة في الوقت الراهن.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image