الدولار تحت وطأة الضغوط بعد تعزيز البيانات الآسيوية لشهية المخاطرة

لا يزال الدولار خاضعًا تحت وطأة الضغوط الثقال اليوم، بعد أن تلقت شهية المخاطرة دفعة اليوم نتيجة للبيانات الآسيوية القوية، حيث ارتفع مؤشر PMI التصنيعي الصيني الصادر عن HSBC للشهر الثاني على التوالي ليصل إلى المستوى 52.9، وهي القراءة الأولى التي يصل إليها المؤشر منذ 5 شهور، وهو ما يشير إلى أن الاقتصاد بدأ في استجماع زخمه من جديد. ونُظر إلى تلك البيانات أيضًا على أنها إشارة إلى أن ثمة جولة أخرى من عمليات التحسن التي دامت على مدار شهور عدة قد بدأت من جديد، وذلك بعد أن شدد المسؤولون على التزاماتهم وتعهداتهم بإكمال المشروعات التحفيزية. ومن اليابان، نرى أن مؤشر تانكان التصنيعي سجل ارتفاعًا حادًا من المستوى 1 إلى 8 خلال الربع الثالث من العام مقابل توقعات السوق التي كانت تتنبأ بارتفاع إلى المستوى 7. كما ارتفع المؤشر غير التصنيعي من المستوى -5 إلى 2، مقابل توقعات السوق التي كانت تتنبأ بارتفاع إلى المستوى -2. ومن مؤشر الدولار نرى أنه قد كسر المستوى 79 خلال فترة التداولات الليلية عقب القراءة الضعيفة التي سجلتها ثقة المستهلك، كما استمرت عمليات التداول دون المستوى 79 حتى الآن. ولا يزال زوج (اليورو/ دولار) مرتفعًا بثبات فوق المستوى 1.35، فيما كان في السابق عند المستوى 1.311، وهو ما يعكس أن توقعات السوق بشأن طرح الاحتياطي الفيدرالي المزيد من برامج التحفيزات النقدية مستمرة في السير قدمًا.

ومع قوة اليورو، ثمة تساؤل لا يزال مطروحًا حول إلى متى ستستمر عملة منطقة اليورو في عمليات الارتفاع. وقد وردت الكثير من التقارير الإعلامية التي تحدثت عن احتمالية أن تتجه وكالة موديز إلى خفض التصنيف الائتماني للسندات الأسبانية من AAA هذا الأسبوع، وذلك بعد أن أتمت 3 شهور من عمليات المراجعة لها. وثمة مخاوف من اتجاه موديز فعليًا إلى خفض التصنيف الائتماني للسندات الأسبانية بمقدار درجتين، ومن ثم، يترقب المستثمرون بشغف نتيجة عمليات المراجعة. ويعتري المستثمرون عميق القلق من حدوث أزمة دين أخرى على غرار تلك التي حدثت لليونان، ولكن هذه المرة في أيرلندا والبرتغال، وانعكس هذا القلق فعليًا في عمليات المضاربة الأخيرة في سندات منطقة اليورو.

في غضون ذلك، استمر الجنيه الإسترليني في ضعفه بالأزواج التقاطعية مع ذيوع تكهنات حول طرح بنك إنجلترا مزيدًا من برامج التسهيلات النقدية. وأفاد عضو لجنة السياسة النقدية بالبنك آدم بوسين بالأمس أنه يتعين على البنك قويًا في دعمه وتعزيزه للتعافي الاقتصادي، "كما أنه يتعين مباشرة المزيد من التسهيلات النقدية". وذكر بوسين أن أن التطورات الحالية التي أعقبت الأزمة "متناغمة على نطاق واسع مع تلك النماذج السابقة التي شهدناها في اليابان في فترة التسعينات وفي الولايات المتحدة وأوربا خلال فترة الثلاثينات". وتوقع من جانبه هبوط التضخم بأدنى من المعدل المستهدف خلال عامي 2012/13. واستطرد بوسين في قوله أن برامج التسهيلات النقدية تعد الطريقة المفضلة، وما لم تجد نفعًا، فإنه يتعين التفكير في المزيد من برامج التحفيز المالية وشراء ديون الشركات.

ومن الفترة الأوربية، سجل مؤشر الخدمات بالمملكة المتحدة 0.5% على أساس ربع سنوي، ومن المنتظر صدور قراءة مؤشر KOF الاقتصادي السويسري. ومع حلول الفترة الأمريكية، ستتجه أنظار السوق إلى قراءة مؤشري أسعار المنتجات الصناعية والمواد الخام الكنديين.

على صعيد تداول العملات، نرى أن الدولار الأسترالي استمر في كونه أقوى عملات السلع، حيث اخترق زوج (الأسترالي/ كندي) مستوى المقاومة الرئيس عند 0.9912 هذا الأسبوع، ليصل إلى أعلى مستوى له عند 0.9989 حتى الآن. وفي أي حال، لا تزال التطلعات قصيرة الأجل تشير نحو الصعود طالما ظل مستوى المقاومة عند 0.9791. ومن المتوقع أن يواصل الارتفاع الحالي من المستوى 0.8576- والذي استأنف الاتجاه الصاعد متوسط الأجل من 0.7164- صعوده بارتداد نسبته 61.8% من المستوى 0.7164 إلى 0.8576 من 0.9912 عند 1.0274.

 

""

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image