قصة التسهيل النقدي مع الدولار والإسترليني وسيناريو قد لا يصدق

هبط الدولار الأمريكي مقابل مظم العملات الرئيسة هذا الصباح على الرغم من التكهنات التي أشارت إلى أن الحديث عن زيادة الفيدرالي لبرامج التسهيل النقدي بدأت تتلاشى وفقًا لتقرير نشرته وولستريت جورنال اليوم مما أدى إلى تهدئة تجنب المخاطرة الذي أطاح بعملات العائد المرتفع لصالح الذهب على مدار يوم التداول بالأمس. ومما لا شك فيه أنه كان من الطبيعي أن تؤدي الاخبار عن مخطط أقل خطورة لزيادة التسهيل النقدي من شأنه أن يعمل على ارتفاع الدولار الامريكي، إلا أن الأمر لم يسير وفقًا لهذا السيناريو حيث توافرت القناعة لدى المتداولين في سوق العملات بأن زيادة التسهيل النقدي مهما كان حجمها متناهي الصغر ومهما كانت الطريقة التي ستطبق وفقًا، فسوف تؤثر سلبًا على الدولار الأمريكي. "فمع توافر هذا الكم الهائل من السندات التي من المقرر أن يشتريها الفيدرالي، سوف تحدث لا محالة أزمة كبيرة غير مضمونة العواقب للدولارالأمريكي". ومن المتوقع أن يتم التصويت على قانون العملات من جانب البرلمان الصيني يوم غدٍ مما يسمح بوضع تعريفة محددة للرسوم المفروضة على السلع والبضائع الصينية.


في غضون ذلك، هبطت ثقة المستهلك الأمريكي في سبتمبر إلى أدنى المستويات في سبعة أشهر حيث يظهرالأمريكيون في الوقت الراهن توجهًا واضحًا يتسم بالتشاؤم الشديد حيال ما يجري في الأسواق. هبط مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي الصادر عن كونفرنسبورد اليوم إلى ، أي أقل من التوقعات التي أشارت إلى إمكانية الارتفاع وأدنى من القراءة السابقة التي سجلت 53.2 وفقًا للبيانات الصادرة عن المجموعة البحثية الخاصة بنيويورك "كونفرنسبورد". وكانت التوقعات تشير قبيل الإصدار بقليل إلى هبوط القراءة إلى 52.1 فقط.


جدير بالذكر أن توقعات ارتفاع معدل البطالة في الولايات المتحدة إلى 9% على مدار العام 2011، والذي يشير إلى فترة طويلة يعاني فيها دخل المواطن الأمريكي من التوقف تمامًا عن النمو، كانت هي السبب الذي جعل الأمريكيين في حالة إحجام عن لإنفاق الذي يمثل 70% من الناتج المحلي الإجمالي. هذا ونرى أن التقرير الصادر بخصوص ثقة المستهلك يؤيد النظرة التشاؤمية للفيدرالي التي تضمنت أن التعافي الاقتصادي لا زال ضعيفًا للغاية في الوقت الراهن وأن هذا الوضع من الممكن أن يستمر على مدار الأشهر المقبلة.


"يبدو أن المستهلكين في الولايات المتحدة لا زالوا في حالة من التشاؤم حيال مستقبل الاقتصاد بالبلاد وأن لديهم حالة من القلق الشديد حيال مستقبليات قطاع التوظيف وأوضاع سوق العمل الأمريكية" كانت هذه الكلمات لدايفيد سلون، كبير الاقتصاديين في وكالة 4Cast الأمريكية بنيويورك. وأضاف أن "إنفاق الستهلك يعاني من أزمة كبيرة وتباطؤ شديد في النمو حيث يواجه المستهلكون عاصفة قوية من التشاؤم والقلق حياال مستقبليات الأوضاع الاقتصادية."
وأشارت التقديرات التي نتجت عن المسح الذي أجرته بلومبيرج بمشاركة 75 من المحللين إلى أن قراءة متوسط المؤشر تتراوح ما بين 48 و 55 في سبتمبر. وتجدر الإشارة إلى أن قراءة متوسط المؤشر ارتفعت إلى 53.7 منذ نهاية الركود الماضي.


كما ارتفعت أسعار المنازل في 20 مدينة بالولايات المتحدة ، إلا أن هذا الارتفاع اتسم بكثير من التباطؤ والمحدودية في يوليو الماضي مقارنة بقراءة نفس الشهر من العام الماضي مما يعكس هبوطًا في مبيعات المنازل في أعقاب نهاية برنامج الإعفاء الضريبي الممنوح لمشتريي المنازل للمرة الأولى. كانت النتيجة أن هبط مؤشر S&P/Case-Shille لأسعار المنازل الأمريكية بواقع 3.2% مقابل قراءة يوليو 2009، وهو ما يشير إلى أقل قراءة سنوية لللمؤشر منذ مارس الماضي وفقًا للقراءة الصادرة عن مؤسسة S&P/Case-Shille في نيويورك.


يدل ما سبق على أن سوق الإٍكان الأمريكي يعاني في الوقت الراهن من تراجع حاد حيث هبطت أسعار المنازل بواقع 0.13% في يوليو مما دفع القراءة السنوية لأسعار المنازل وفقًا للمؤشر الصادر اليوم إلى التراجع بواقع 3.2% مقارنة بقراءة نفس الشهر من العام الماضي، وهو على الأرجح ما نتج عن وقف العمل بالإعفاء الضريبي الممنوح لمشتريي المنازل لأول مرة مما جعل يوليو من أصعب الأوقات على سوق الإسكان.


هل هناك المزيد من التسهيل النقدي في الطريق إلى المملكة المتحدة؟


ارتفع الإسترليني من جديد بواقع 90 نقطة من مستوى الدعم الذي تلقته العملة في منطقة 1.5720/30 حيث بدأ الدولار في الهبوط مقابل جميع العملات الرئيسة. هذا ولم يجذب هذا الارتفاع المتداولين إلى اتخاذ مواقف شراء للإسترليني مرجحين أن هناك إمكانية لمعاودة (الإسترليني / دولار) الهبوط مرة ثانية. ويبدو أن هناك حالة من القلق حيال التحركات المستقبلية للإسترليني متأثرين في ذلك بتصريحات بوسن، عضو لجنة السياسة النقدية ببنك إنجلترا، التي أشار فيها إلى إمكانية اللجوء إلى المزيد من التسهيل النقدي. من جهةٍ أخرى، ظهرت وجهات نظر متباينة ومختلفة تمامًا عن بعضها البعض بين أعضاء لجنة السياسة النقدية ببنك إنجلترا حيث رأى العضو سينتانس أنه لا حاجة للاستمرار في تطبيق سياسة نقدية فضفاضة بينما ذهب بوسن إلى وجهة نظر مختلفة تمامًا لم يكتف بإطارها بمجرد التصريح بضرورة اللجوء إلى التسهيل النقدي في صورة شراء السندات الحكومية، بل تجاوز ذلك إلى القول بأهمية شراء البنك المركزي لسندات الشركات. ظل هبوط الإسترليني هو الظاهرة السائدة في سوق العملات حتى حدث هبويط أعنف للدولار الأمريكي في أعقاب ظهور البيانات السلبية على رأسها التراجع الحاد في ثقة المستهلك الأمريكي مما أدى إلى توافر فرصة ذهبية أمام الإسترليني والتي استغلتها العملة بالفعل لمعاودة الارتفاع بواقع 90 نقطة. وترجح وجهات النظرالمتضاربة التي ظهرت داخل لجن السياسة النقدية ببنك إنجلترا أن البنك المركزي لن يعلن عن أي زيادة للتسهيل النقدي الأسبوع القادم.


على النقيض من الوضع السلبي الذي يعانيه الاقتصاد البريطاني والأمريكي ، صرحت ميركيل، المستشار الألماني بأن الاقتصاد في المانيا يسير على الجانب الإيجابي وأنه من المتوقع أن يهبط معدل البطالة في البلاد إلى أقل من ثلاثة ملايين حالة، وهي التصريحات المؤثرة للغاية التي من الممكن أن تنعكس إيجابيًا على اليورو، والتي قد تعززها توقعت النمو التي من المقرر أن تصدر عن الحكومة الألمانيةفي 21 أكتوبر.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image