اليورو وحالة من التضرر رغم طرق ثقة المستهلك الألماني أبواب المستويات المرتفعة

وقف اليورو محاصرًا بين مجموعتين من البيانات المتضاربة مع بداية الفترة الأوربية، إذ سجلت قراءة ثقة المستهلك الألماني أعلى مستوى لها منذ 3 أعوام، في الوقت الذي أخفقت فيه بيانات الإنفاق الاستهلاكي الفرنسي في اللحاق بتوقعات السوق بفارق كبير. وارتفع مؤشر Gfk الألماني للمناخ الاستهلاكي ليصل إلى المستوى 9.4 مقابل توقعات السوق التي كانت تتنبأ بـ4.3، فيما روجعت قراءة الشهر السابق على ارتفاع، لتصل في النهاية إلى 4.3 مقابل التقديرات الأولية البالغة 4.1. وقفز مكون التوقعات الاقتصادية إلى المستوى 53.5 مقابل قراءة أغسطس البالغة 46.4.

ورددت قراءة ثقة المستهلك الألماني أصداء قراءة مؤشر IFO الأسبوع الماضي، والتي سجلت قراءة أفضل كثيرًا من توقعات السوق، وهو ما يشير إلى أن نشاط الأعمال في أكبر اقتصادات منطقة اليورو لا يزال نشطًا حتى الوقت الحالي. وتعكس هذه البيانات حتى الآن الأوضاع الأفضل حالاً لسوق العمل، إلا أنه من الجدير أن نلاحظ إذا ما كان سيسفر مثل هذا التغير عن ارتفاع الإنفاق الاستهلاكي على مدار الشهور القليلة المقبلة. وعُرف عن المستهلك الألماني خلال فترة التعافي أنه إمساكه عن الإنفاق، ومن جانبنا فإننا نتشكك في تغير مثل هذا السلوك على نحو ملحوظ حتى مع تحسن ثقة المستهلك.

في غضون ذلك، لم تكن البيانات الواردة من فرنسا إيجابية على الإطلاق، حيث هبط الإنفاق الاستهلاكي الفرنسي لشهر أغسطس بواقع -1.6% مقابل توقعات السوق بهبوط يصل إلى -0.1% فقط. ونبعت تلك الخسارة بصورة رئيسة لهبوط مبيعات التجزئة من 4.2% لتصل إلى 2%، فيما ظل الإنفاق على السيارات ثابتًا بصورة رئيسة.

وكان لهذه البيانات الفرنسية السيئة عظيم الأثر على زوج (اليورو/ دولار)، حيث سرعان ما تداعى الزوج بأكثر من 30 نقطة في أعقاب صدور هذه البيانات، ليهبط الزوج إلى المستوى 1.3400 مع بداية الفترة الأوربية. ومن الفترة الآسيوية، نرى أن اليورو كان قد ارتفع على خلفية ما أوردته مقالة نشرتها صحيفة وول ستريت جورنال بأن المرحلة الثانية لبرامج التسهيلات النقدية التابع للاحتياطي الفيدرالي ستكون ذات مدى دائم، لتزيد المخاوف من ضعف الدولار. من ناحية أخرى، تجددت المخاوف المتعلقة بالخسائر الممكنة بالقطاع المالي بمنطقة اليورو، الأمر الذي سرعان ما أثر على الأرباح التي تحققت خلال الفترة الآسيوية، حيث يقدر بعض المحللين الاقتصاديين أن إمكانية تأثر البنوك الألمانية والبريطانية بالدين الأيرلندي المعدوم قد تصل إلى 150 مليار دولار من الخسائر. ومن المنتظر استمرار حرب الشد والجذب بين مخاوف الدين السيادي بمنطقة اليورو ومبادرات التسهيل النقدي بالولايات المتحدة في التأثير على زوج (اليورو/ دولار) وتوجيه عمليات التداول عليه، ولكن مع افتتاح الفترة الأوربية اليوم، نرى أن العنصر الأول كان الأكثر هيمنة على التدفقات.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image