ضعف البيانات اليابانية، هل ردة فعل لعمليات التدخل؟

كشفت بيانات التجارة اليابانية الأخيرة أن قوة عملة البلاد بدأت في إثقال كاهل الصادرات بالضغوط، والتي من شأنها التأثير على النمو الاقتصادي بالسلب في الوقت الذي نقترب فيه من نهاية العام. ورغم أن بيانات ميزان التجارة كانت أعلى نسبيًا من توقعات السوق، لتأتي القراءة بنحو 0.59 تريليون ين مقابل توقعات السوق التي كانت تتنبأ بقراءة تصل إلى 0.52، وقد أخفق عنصر الصادرات فعليًا اللحاق بتوقعات السوق، حيث سجلت 15.8% مقابل التوقعات المتنبئة بـ17.9%، لتقل على نحو ملحوظ مقابل ارتفاع شهر يوليو البالغ 23.5%.

وعزت وزارة المالية تباطؤ نمو الصادرات إلى قوة الين خلال الفترة الأخيرة، مشيرة إلى أن ذلك يمثل العامل الرئيس لذلك الأمر. ويعد سعر صرف زوج (الدولار/ ين) خلال شهر أغسطس أقل تمامًا بنسبة 9.1% عن قراءة العام السابق، حيث بلغ متوسط الأسعار 86.37 مقابل 94.97.

زاتسمت عمليات التداول على زوج (الدولار/ ين) بالحذر البالغ خلال الفترة الآسيوية وبداية الفترة الأوربية، حيث ظل الزوج محصورًا داخل نطاق ضيق من 20 نقطة بين المستويين 84.40/84.20. وتوخى المتداولون الحذر بشأن أن يقدم بنك اليابان على المزيد من جهود التدخل حال اقتراب الزوج إلى المستوى 84.00، وذلك مع استمرار المسؤولون في الدفاع عن الزوج من أي عمليات هبوط أخرى. ومن المحتمل أن تزيد صعوبة مهمتهم هذا الأسبوع، إذا ما أخفقت البيانات في إظهار أي ارتفاع في أنشطة العمل، وإذا ما تداعت عوائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات مجددًا تجاه المستوى 2.50%. وصب تدخل بنك اليابان في أسواق العملة في صالح أغراض أخرى بالنسبة لتدفقات العملة اليابانية، وذلك مع اقتراب قطاع الأعمال إلى منتصف العام المالي.

وتلقي محاولة التدخل الثانية يوم الجمعة الماضي، والتي سرعان ما أخفقت مع عودة الأسعار من جديد إلى مستوياتها المنخفضة السابقة، بدائرة الضوء على مدى عرضة هذه الاستراتيجية للخطر قدمًا. ومع استنفاذ عنصر المفاجأة، سيواجه المسؤولون اليابانيون حاليًا سوقًا أكثر جرأة في تكهناته، والذي من المحتمل أن تنتابها حالة من الارتياح مع كل محاولة فاشلة لتعزيز سعر الصرف، ومن ثم ستضاعف جهودها لدفع الزوج إلى المستوى النفسي الرئيس 80.00 على المدى القريب. ومن المحتمل فعليًا أن يُسرع المسؤولون اليابانيون الخطى لتحقيق هذا، وهو أكثر ما يخشونه، على اعتبار إخفاقهم في الحفاظ على زوج (الدولار/ ين) فوق المستوى 83.50، الأمر الذي شجع المضاربون على بيع الزوج بثقة، وهو ما زاد من إمكانية اتجاه الزوج فوق المستوى 80.00 على مدار الأسابيع المقبلة.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image