الدولار الاسترالي صاحب الأداء الأفضل، والاسترليني يتأثر بالتقارير المتدهورة

حركة السعر :

• الزوج (دولار- ين): يتراجع إلى المستوى 85.50 إلا أنه لا يزال يشهد تداول مستقر.

• الزوج ( دولار استرالي - دولار أمريكي): يلقى موجة شرائية كبيرة على خلفية تصريحات ستيفنز المبالغ فيها، وارتفاع نحو المستوى 9450.

• الزوج ( استرليني - دولار): يشهد موجة بيع حادة متراجعاً إلى المستوى 1.5650إثر صدور تقرير الإسكان المحبط .

• الزوج ( يورو - دولار): يتعافي من جديد بالغا المستوى 1.3100.

قاد الدولار الاسترالي مسيرة العملات الأفضل أداءاً في بدء تداولات الإسبوع الجاري وذلك في أعقاب تصريحات غلين ستيفنز محافظ البنك الاحتياطي الاسترالي والتي غلب عليها طابع المبالغة الملحوظة فيما يتعلق بالسياسة النقدية التي ينتهجها البنك، الأمر الذي رفع بدوره توقعات السوق بشأن إمكانية رفع البنك من معدلات الفائدة قبيل نهاية العام الجاري. وبالحديث عن التصريحات الشفهية التي أدلى بها ستيفنز صباح اليوم أمام عدد كبير من رجال الأعمال، فقد صرح ستيفنز " بأنه في حالة عدم تحقق احتمالات التراجع الاقتصادي للبلاد، فإن المهمة التي ستقع على عاتق القائمين على السياسة النقدية خلال الأونة المقبة ستتجسد في إدارة النمو الاقتصادي للبلاد واستيعابه. علاوة على أن هناك جزء كبيراً من تلك المهمة سيرتكز على تغير نمط السياسة النقدية التي تم اتباعها وقت الأزمة " وأضاف ستيفنز: " أنه يتوقع أن يتأتى ذلك من قبل تقارير أرباح الشركات في ظل التوقعات بحدوث مزيداً من الارتفاع في قطاع استثمار الموارد ـ على خلفية الطفرة الكبيرة الحادثة في قطاع التعدين والطاقة منذ أواخر القرن الـ 19.

وبالحديث مجدداً عن معدلات الفائدة فقد رفع المتاجرون من توقعاتهم للفائدة فور حديث ستيفنز بنحو 78%على أن يقوم البنك برفع معدلات الفائدة بنحو 25 نقطة قبيل نهاية العام الجاري لترتفع تلك النسبة مقارنة بالتوقعات التي بلغت نسبتها 68% قبيل حديث ستيفنز. جدير بالذكر أن البنك سوف يعلن يوم الغد نتائج اجتماعه، ومن ثم فمن المرجح استيعاب الأسواق لما ينويه صانعي السياسة النقدية على المدى القريب. وعلى كل، فإن الدولار الاسترالي لا يزال في مقدمة العملات الأفضل أداءاً خلال تداولات اليوم في ضوء ارتفاع توقعات أسواق العملات بشأن حدوث المزيد من التعافي الاقتصادي العالمي. ومن هنا ففي حالة طرق التعافي أبواب الاقتصاد العالمي خلال الربع الأخير من السنة المالية مقارنة بالتباطؤ الحادث في النمو خلال الربع الثالث من السنة المالية فإن الفرصة ستكون سانحة لحدوث تماثل في القيمة المكافئة للدولار الاسترالي مقابل الدولار الأمريكي بالتزامن مع المستثمرين الذي وضعوا رهاناتهم على أن الفارق في عائد الدولار الاسترالي مقابل بقية عملات مجموعة الدول الـ 20 سوف يستمر في التوسع.

ومن جانبه فقد جاء الارتفاع الأخير في شهية المخاطرة ليعزز بدوره من تغير حركة سعر الزوج ( يورو - دولار) والذي شهد موجة بيع حادة في بدء افتتاح تداولات أسيا عقب تأجج التخوفات حيال الحالة السيئة التي بلغتها أيرلندا. حيث صدور تقرير قبيل عطلة نهاية الإسبوع مفاده أن البنك المركزي الأوروبي سوف يضطر إلى دعم إيرلندا في سوق السندات عقب ارتفاع حجم التخوفات من أن القطاع المالي للبلاد سوف يواجه المزيد من التدهور علاوة على إمكانية حدوث انخفاض حاد في بعض سندات البنوك. إلا أن الزوج قد عاود الارتفاع من جديد إلى المستوى 1.3100 خلال تداولات أوروبا في ضوء الموجة الشرائية التي شهدها الزوج صباح اليوم من قبل صائدي الصفقات من الشرق الأوسط، لكننا لا نزال حذرين من حدوث مزيد من التعافي للزوج الذي قد يقابله تجدد لاندلاع التخوفات حيال أزمة جديدة لتراجع التصنيف الائتمان في بلدان منطقة اليورو. حيث أنه من المتوقع أن تشهد مناقصات كل من البرتغال وإيطاليا واليونان وإسبانيا حالة من الاضطراب وبالتالي ففي حالة أن حدث فتوراً في الطلب على السندات الحكومية لتلك البلاد مقارنة بالمناقصات التي تم انعقادها خلال الفترة السابقة، فإن الزوج ( يورو - دولار) سوف يشهد موجة بيع جديدة لينخفض إلى المستوى 1.3000.

وعلى صعيد البيانات الاقتصادية البريطانية التي وردت صبيحة اليوم الاثنين، فقد جاءت على نحو متدهور للغاية حيث سجل مؤشر أسعار المنازل الصادر عن مؤسسة الرايتموف تراجع بنحو -1.1% على أساس شهري مقابل قراءة الشهر البالغة -1.7% ، في حين تراجعت موافقات الرهن العقاري مسجلة 45 ألف مقابل التوقعات البالغة 46 ألف. علاوة على ذلك ، سجل مؤشر المعروض النقدي M4 تقلصاً بنحو -0.2% مقابل التوقعات البالغة 0.2% مما يشير إلى أن وتيرة الانتعاش الاقتصادي سوف تظل هشة. وبالتالي فإن تلك الأنباء تأتي لتلحق بركب البيانات الاقتصادية الأخرى التي صدرت خلال الأسابيع القليلة الماضية كتقرير الـ PMI لتدفع جميعها بالاسترليني إلى التراجع. ومع ذلك فنحن نعتقد أن التدهور الطارئ على العملة ما هو إلا أحد تداعيات قراءة مؤشر الـ PMI التي صدرت في وقت مبكر من الشهر الجاري. أما عن الزوج استرليني - دولار فقد تراجع إلى المستوى 1.5600 مما يعني احتمالية حدوث المزيد من التراجع خلال ساعات التداول المقبلة.

أما عن المفكرة الاقتصادية الأمريكية لهذا اليوم فلا تحوي طياتها الكثير من البيانات الاقتصادية مقتصرة فقط على مؤشر NAHB لسوق الإسكان بينما ستصدر يوم الغد نتائج اجتماع لجنة الاحتياطي الفيدرالي . لكن لا يمكننا أن ننكرحالة من القلق التي تشهدها الأسواق على حد سواء وذلك في ظل تأجج مخاطر الديون السيادية في أوروبا بالإضافة إلى التخوفات من تمديد البنك الفيدرالي الأمريكي لبرامج التسهيل النقدي، الأمر الذي لن يكون خياراً في المستقبل القريب، وبالتالي فقد يطرأ على الدولار الأمريكي بعض التعافي خلال تداولات الإسبوع الجاري خصوصاً في حالة عودة موجة الإحجام عن المخاطرة.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image