الين في داومة التدخلات والإسترليني يواجه خطر الهبوط لنهاية الأسبوع

تدخل مسئولو النقد اليابانيين في سعر صرف الين الياباني للمرة الأولى في ست سنوات مما أدى إلى إصابة المتداولين في السوق بحالة من الشلل المؤقت عند ارتفاع زوج (الدولار / ين)بواقع 250 نقطة أثناء التعاملات الأوروبية هذا الصباح. وكانت لدى الأسواق قناعة بأن انتخابات الأمس التي فاز بها الحزب الديمقراطي الياباني الممثل في نوتو كان أزالت خطر التدخل المباشر في سعر الصرف من جانب صانعي السياسات النقدية بالبلاد حيث كان معظم المتداولين في سوق العملات يرون أن كان أقل تطرفًا من منافسه إيشيرو أوزاوا فيما يتعلق بالسياسة النقدية مما أدى في هذا اليوم إلى ظهور الكثير من عمليات البيع المكثف للـ (الدولار / ين) حيث ارتفعت شهية المخاطرة في السوق إلى الحد الأقصى. على الرغم من ذلك، وصل الزوج إلى أقل المستويات في 15 يومًا عند 83.00 مما أجبر السلطات النقدية اليابانية إلى التدخل في سعر الصرف الخاص بالعملة واتخاذ إجراء فوري من أجل التصدي لارتفاع الين وحماية قطاع الصادرات الحساس تجاه ارتفاع الين.


وعلى الرغم من أن اليابانيين أقدموا على تحرك أحادي الجانب، إلا أنهم لم يتلقوا أي انتقادات من جانب نظراءهم من أعضاء مجموعة السبعة. ومن المرجح أن هذا الهدوء يحمل بين طياته موافقةً ضمنيةً بين المسئولين الأوروبيين والأمريكيين تشير إلى حالة من التعاطف مع اليابان في أزمتها الراهنة. ومن الجدير بالذكر أن الارتفاع الأخير للين الياباني نتج عن وصول شهية المخاطرة إلى أقصاها بغض النظر عن القوة الأساسية الناتجة عن البيانات الاقتصادية الإيجابية ولا نتوقع أن يكون هناك ثمة اعتراض من جانب دول مجموعة السبعةعلى الدورة الحالية من التدخل في سعر صرف الين حيث تستهدف هذه الدورة تحجيم ارتفاع الين مفضلين بذلك هذا التحرك عن الحد من ارتفاع (الدولار / ين).


وعلى الرغم من أن تحرك وزارة المالية اليابانية يبدو في ظاهره استسلام دون الدخول في معركة من أساسه في حين من الواضح أن السلطات النقدية اليابانية سوف تسعى بكل الطرق إلى دعم موقفها الذي أدى إلى التدخل المشار إليه أعلاه وذلك لكسب التأييد فيما تقدم عليه هذه السلطات من تدخلات مستقبلية على مدار الأسابيع القليلة القادمة لضمان استمرار ارتفاعلا (الدولار / ين) فوق مستوى 85.00. وكما أشرنا إلى ذلك من قبل، لا تزال هناك ثمة مخاوف حيال إمكانية أن تكون التدخلت القادمة في سعر صرف الين غير ذات جدوى على الإطلاق كما هو الحال في تدخلات البنك المركزي في سويسرا في سعر صرف الفرنك وذلك في حالة استمرار تدهور البيانات الأمريكية.


مع ذلك وعلى الجانب الآخر من الشكوك التي لا زالت تحيط بالموقف، نعتقد أنه من الممكن أن يكون التدخل في سعر صرف الين الياباني مفيدًا للغاية في حالة تحسن البيانات الأمريكية. ففي حالة إظهار البيانات الأمريكية لأرقام مطمئنة فيما يتعلق ببيانات التوظيف الأمريكية مما سيعمل بدوره على ارتفاع عائدات سندات الخزانة الأمريكية ومن ثًمَ (الدولار / ين) مما يتوقع أن ينتج عنه ارتفاعًا على نطاق واسع للزوج قد يساعده على تجاوز مستوى 86.00 مع احتمالات الدخول في حركة عرضية حتى نهاية الأسبوع الحالي.


في غضون ذلك، جاءت إعانات البطالة البريطانية دون التوقعات حيث وصلت إلى 2.3 ألف مقابل التوقعات التي أشارت إلى 4.0-. في نفس الوقت، وصل متوسط الكسب إلى 1.5% مقابل توقعات أشارت إلى إمكانية الارتفاع إلى 1.6%. بصفة عامة، تؤكد هذه البيانات على أن التباطوء لا زال يلازم اقتصاد المملكة المتحدة مما ينعكس سلبًا على الإسترليني. ومن الجدير بالذكر أن التدهور في سوق الإسكان مع هبوط مؤشرات PMI للمملكة المتحدة بالإضافة إلى البيانات السلبية اتي ظهرت اليوم في قطاع التوظيف سوف يعمل في مجمله على التصدي لعجلة النمو مما يؤدي إلى توقفها في الربع الرابع من 2010 ويعمل أيضًا على تمديد بنك إنجلترا لبرنامج التسهيل النقدي مرةً أخرى. وتجدر الإشارة إلى استجابة الإسترليني لهذه البيانات كانت سلبية، إلا أنها كانت محدودة في نفس الوقت حيث هبط الجنيه الإسترليني تحت مستوى 1.5500 بعد ظهور هذه الإصدارات. ومن المتوقع أن يستكر الإسترليني في الهبوط على مدار الأيام القليلة المتبقية من هذا الأسبوع.


وعلى صعيد الفترة الأمريكية، ننتظر مؤشر نيويورك التصنيعي، بيانات الإنتاج الصناعي واستغلل القدرات. وتشير التوقعات في مجملها إلى إمكانية ارتفاع طفيف في مؤشر نيويورك التصنيعي واستغلال القدرات. وفي حالة تحقق هذه الإمكانية، فسوف تتوافر أدلة إضافية على أن الاقتصاد الأمريكي لا زال يتقدم نحو النمو مما يوفر بدوره دعمًا لارتفاعلا (الدولار / ين).


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image