اليورو يستهدف جنى الأرباح – و لكن هل سيبقى البنك الأوروبي على سياسته النقدية الحالية ؟

حركة السعر :

• الزوج ( دولار- ين) : يتراجع نحو المستوى 84.00 في ظل تداولات هادئة.

• الزوج ( دولار استرالي- دولار أمريكي): يقترب من المستوى 0.9100 عقب موجة بيع حادة ليصل إلى المستوى 0.9050 .

• الزوج ( استرليني - دولار): و ارتكاز عند المستوى 1.5400 في ظل تدهور أسعار المنازل.

• الزوج ( يورو- دولار): يستقر عند المستوى 1.2800 على خلفية البيانات الفرنسية التي جاءت إيجابية على نحو مفاجئ علاوة على ارتفاع القراءة المراجعة لمؤشر الناتج المحلي الإجمالي.

شهدت جلسة التداول الأسيوية ليلة الأمس حالة من الهدوء تزامناً مع الأداء السيء للاسترليني مقارنة بمنافسيه من عملات المخاطرة الأخرى نتيجة تدهور بيانات الإسكان بالمملكة المتحدة والتي أثرت بدورها على العملة. حيث كشف المسح التي أجرته مؤسسة ناشينوايد عن التراجع الحاد في أسعار المنازل بالمملكة المتحدة بواقع -0.9% مقابل التوقعات البالغة -0.3%، أيضاً خالفت قراءة مؤشر PMI للبناء التوقعات مسجلة 52.1 مقابل تقديرات المحللين الاقتصاديين المسجلة 53.5.

ليسجل مؤشر البناء بالمملكة المتحدة أدنى قراءة له منذ إبريل حينما تمكن المؤشر من الارتفاع فوق المستوى 50 بما يشير إلى أن قطاع الإسكان في المملكة المتحدة قد يشهد بعض الانكماش من جديد. ومما ينذر بأن النمو المستقبلي للبلاد قد يسير بوتيرة أكثر تباطئاً، حيث لا يمكننا أن ننكر حقيقة أن الانتعاش في قطاع الإسكان يصب بدوره في بوتقة ارتفاع قراءة الناتج المحلي الإجمالي للبلاد خلال الربع الثاني من السنة المالية. وقد حذرت أحد أكبر شركات بيع العقارات في المملكة المتحدة من أن أى ارتفاع في معدلات الفائدة البريطانية قد يتسبب في التدهور الحاد في قطاع الإسكان البريطاني ومن ثم فقاعة جديدة من الحبس العقاري.

أما نحن فلا نزال نتوقع أن يظل الاقتصاد البريطاني عرضة للمزيد من مخاطر انخفاض أسعار المنازل وتدهور أسواق رأس المال والتي تقترن بتطبيق التدابير التقشفية ونحن على مدخل الربع الثالث من السنة المالية. هذا ومن المزمع صدور تقرير PMI الخدمي للمملكة المتحدة والذي سيبشهد حالة من الترقب من قبل العديد من المتاجرين . وبالتالي ففي حالة أن خالفت قراءة المؤشر التوقعات على الجانب الهابط كما حدث في قطاع البناء والتصنيع ، فإن ذلك قد يضع مزيداً من الضغوط على كاهل الاسترليني على خلفية خفض السوق من توقعات النمو المستقبلي للمملكة المتحدة. لكن لا يزال الاسترليني يشهد حالة من الاستقرار حتى وقتنا الراهن، مستفيداً من ارتفاع شهية المخاطرة إلا أن أداء العملة لا يزال متدهوراُ تزامناً مع الارتفاع الأخير الذي يشهده الزوج ( يورو- استرليني) والذي تجاوز المستوى 0.8300 في وقت مبكر من التداولات الأوروبية.

و على صعيد البيانات الاقتصادية الأوروبية التي صدرت اليوم الخميس فقد شهدت قراءة الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو تحسناً مسجلة 1% و ذلك وفقاً للتوقعات،علاوة على ارتفاع إنفاق المستهلك بأسرع وتيره لها منذ الربع الثالث من العام 2007. حيث تمت مراجعة بيانات الربع الأول لترتفع مسجلة 0.8% مقابل التقديرات الأولية البالغة 0.6% مما دفع المعدل السنوي للمؤشر إلى الارتفاع بنحو 1.9% مقابل 1.7%. جاء ذلك النمو نتيجة ارتفاع الصادرات بنحو 0.1% بالإضافة إلى ارتفاع الطلب المحلي. وبالتالي فإن البيانات تشير إلى أن النمو خلال النصف الثاني من العام 2010قد يظل جيداً نسبياً على الرغم من التباطؤ الواضح في الطلب من الولايات المتحدة الأمريكية .

و من جانبه سجل مؤشر الناتج المحلي الإجمالي السويسري ارتفاعاً حاداً بنحو 0.9% مقابل التوقعات البالغة 0.8% تزامناً مع مبيعات التجزئة التي ارتفعت على نحو ملموس بنسبة بلغت 4.8% مقابل التوقعات البالغة 2.3%. و بالتالي فإن تلك البيانات الاقتصادية تنم على أنه على الرغم من الارتفاع المباغت في الفرنك السويسري إلا أن الاقتصاد السويسري يستأنف أدائه الجيد ومن ثم فإن تدخل البنك الوطني السويسري في سوق العملات قد بات غير مرجح على الرغم من استمرار انخفاض الزوج ( يورو- فرنك) .

فالتحسن الحاد والمفاجي الذي تشهده معظم المؤشرات الأوروبية يرفع بدوره من كم التساؤلات حيال ما إذا كان البنك المركزي الأوروبي سيستأنف سياسته النقدية الحالية التي بدأها من العام 2008 أم أنه سينتهج سياسة التشديد النقدي. نحن نعتقد ألا يبدأ البنك في خطوات التشديد النقدي في الوقت الراهن. من المتوقع أيضا ًأن يؤكد تريشيه محافظ البنك المركزي الأوروبي على أن يكون هناك حذراً من التفاؤل المفرط في التوقعات الاقتصادية لكن من غير المرجح أن يقدم تريشيه جدول زمني يتم بمقتضاه التراجع عن التدابير النقدية الاستثنائية تلك. لكن إذا أومأ تريشية مجرد إيماءه حول إمكانية تغيير السياسة النقدية للبنك خلال الأونة المقبلة، فإن اليورو قد يشهد موجة شراء حادة مستهدفاً المستوى 1.2900 خلال جلسة التدول الأمريكي في ظل الأسواق التي بدأت في صب تركيزها على المقارنة بين توقعات النمو في اقتصاديات منطقة اليورو و الاقتصاد الأمريكي.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image