الاقتصاد الأمريكي وسوق العمل يسيران في الاتجاه الصحيح رغم تدهور بيانات الـ NFP

دفعت القراءة الأخيرة لبيانات الوظائف المتوافرة في القطاع غير الزراعي الأمريكي بمعدل البطالة الأمريكية إلى 9.5% حيث أشارت هذه البيانات إلى أن ما 647 ألف أمريكي فقدوا وظائفهم في يونيو الماضي. ومع أن معدل فقد الوظائف في الولايات المتحدة جاء أقل من توقعات السوق، إلا أن إجمالي الوظائف المفقودة بالبلاد أضحى يمثل رقماً يثير الرعب حيال مستقبل سوق العمل الأمريكي. كانت الاستجابة المباشرة لسوق العملات أن ارتفع الدولار استناداً إلى المخاوف حيال احتمال تفاقم معدل فقد الوظائف و عودته إلى سابق عهده من الارتفاع. و على الرغم من التحسن الهائل في بيانات التوظيف في مايو الماضي، حقق معدل فقد الوظائف ارتفاعاً هائلاً، خاصةً في ضوء الأعداد الهائلة من العمالة التي قامت جي. إم وكريزلر بتسريحها مؤخرا. علاوة على تفاقم الوضع بالنسبة لفقد الوظائف في القطاع الخاص والقطاعات غير الزراعية، فقدت الحكومة 52 ألف وظيفة في يونيو مما يشير إلى أن عدد الوظائف الملغاة في القطاعات غير الزراعية سجل 415 ألف فقط. بناءً على ما سبق نجد أن أكثر ما يثير القلق بهذا الصدد هو توقف نمو متوسط الكسب لساعة العمل و الانخفاض الملحوظ في عدد ساعات العمل الأسبوعية و هو ما يرجح أن الشركات مستمرة في خفض عدد ساعات العمل و الأجور..


جدير بالذكر أن الزيادة الهائلة في معدل فقد الوظائف في الشهر الماضي لا تعني حتما ًالعودة إلى الاتجاه الهابط العنيف الذي تعرض له اقتصاد الولايات المتحدة في 2008. في نفس الوقت و بناءً على مقتضيات الوضع الحالي للاقتصاد العالمي، لا يمكن أن نجد بيننا من يعتقد أن طريق العودة إلى النمو الإيجابي مفروش بالورود. ففي الثمانينات و قبل أن يتحول فقد الوظائف إلى خلق فرص عمل جديدة، كان هناك العديد من نوبات الهبوط لمعدل فقد الوظائف في محاولات من جانب سوق العمل بالتعافي. كما شهد عقد الثمانينات تحركات في سوق العمل الأمريكي كالذي كان يقدم خطوتين ويتراجع خطوة وهو الوضع قريب الشبه بما يحدث في الوقت الراهن على صعيد الوظائف المتوافرة في القطاع غير الزراعي الأمريكي. يدفعنا ذلك إلى القول بأن قطاع التوظيف الأمريكي عاد إلى سابق عهده في الثمانينات حيث توقف تقدم االقطاع إلى حدٍ ما في هذه الوقت الحالي.


وعن أهم ما يذكرنا به الهبوط الحاد في الوظائف المتوفراة في القطاع غير الزراعي الأمريكي الذي أسفرت عنه البيانات الأمريكية اليوم أن القراءة الحالية لازالت أفضل من قراءة يناير 2009 التي سجلت 741 ألف وظيفة فقدها اقتصاد الولايات المتحدة علاوة على استمرار القراءة تحت مستوى الـ 500 ألف وهو ما يشيرإلى أن سوق العمالة والاقتصاد الأمريكي لازالا يسيران في الاتجاه الصحيح. بناءً على ما سبق و على الرغم من ممارسة الدولار للمزيد من الهبوط، لا زال هناك احتمال قوي لعكس اتجاه العملة إلى الصعود مرة أخرى..


و فيما يتعلق بالأثر المباشرلبيانات الوظائف االمتوافرة في القطاع غير الزراعي الأمريكي على (اليورو / دولار) و الذي تمثل في الهبوط المستمر منذ صدور البيانات و حتى الآن، فمن المتوقع ألا يستمر حتى نهاية يوم التداول الحالي . يؤيد ذلك أنه على مدار المرات الستة التي جاءت فيها بيانات الوظائف المتوافرة في القطاع غير الزراعي الأمريكي مخيبة للآمال، لم يدم الأثر السلبي المباشر لها على (اليورو / دولار) طويلاً و لا نتوقع أن هناك ما يمنع أن يتكرر ذلك هذه المرة مما يدعم التوقعات بارتفاع اليورو مرة ثانية وهو الأمر الذي يتوقف على ما يشير إليه التقرير الذي من المقرر صدوره في وقت لاحق من اليوم من جانب المركزي الأوروبي وفقاً لما قاله الرئيس تريشيه اليوم في إطار المؤتمر الصحفي للبنك المركزي حيث أعلن الرئيس أنه سوف يتناول برنامج شراء السندات..

 

 

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image