إقبال على عملات المخاطرة، ولكن هل يدوم طويلاً؟
تعليقات السوق:
استمرت حالة التحول التي شهدتها شهية المخاطرة خلال الفترة الآسيوية بالأمس بعد فترة الظهيرة حتى فترة التداول الليلية، وذلك على الرغم من البيانات الأمريكية المحبطة. ومن الأمور الإيجابية التي دفعت بشهية المخاطرة إلى الارتفاع كان الحديث عن بعض مشروعات البنية التحتية الكبرى في الصين غربي الصين، الأمر الذي أدى بدوره إلى ارتفاع بورصة شنغهاي (وهي الأخبار التي تبيّن بعد ذلك أنها قديمة على اعتبار أن بعض هذه المشروعات قيد التنفيذ فعليًا)، هذا إلى جانب أنباء نجاح مزاد السندات الأسبانية والآثار الجيدة التي خلفتها التعليقات المبهجة الصادرة عن البنك الاحتياطي الأسترالي. ونال الجنيه الإسترليني دفعة إضافية بعد صدور مسح غرفة التجارة البريطانية والذي أماط اللثام عن أسرع وتيرة لنمو القطاع الخدمي بالمملكة المتحدة منذ عامين خلال النصف الثاني من العام، حيث تنبأ المسح بنمو يصل إلى 0.6%-0.7% خلال النصف الثاني من العام.
أما الأخبار السيئة فقد جاءت من قراءة مؤشر ISM غير التصنيعي، والذي هبط إلى المستوى 53.8 مقابل القراءة السابقة البالغة 55.4، ليقل بذلك عن توقعات السوق التي كانت تتنبأ بقراءة تصل إلى 55.0. وجاء النباء الأكثر إحباطًا من مكون التوظيف، والذي هوى إلى أدنى من المستوى 50، بعد ارتفاع شهر مايو فوق هذا المستوى الحيادي للمرة الأولى منذ ديسمبر 2007. وكانت هذه الأنباء كفيلة بجذب وول ستريت بعيدًا عن ارتفاعاتها، ومع ذلك أغلقت على ارتفاع بعد ارتدادها في نهاية الجلسة.
واتسمت المفكرة الاقتصادية اليوم بفقر البيانات الاقتصادية عليها أيضًا خلال الفترة الآسيوية، وهذا ما انعكس من النطاقات الضيقة التي شهدناها خلال الفترة. وظهرت بعض الخبار الجيدة من جانب الأسهم خاصة البورصات الآسيوية والتي أعادت بعض ارتفاعات الأمس (حيث هبطت بورصة شنغهاي 0.3% فقط).
ومن المفكرة الاقتصادية، نرى أن أوربا ليس عليها الكثير من البيانات الاقتصادية، إذ من المنتظر صدور القراءة النهائية للناتج المحلي الإجمالي بمنطقة اليورو خلال النصف الأول من العام، بالإضافة إلى طلبات المصانع الألمانية. ومن المتوقع أن نسمع بعض الأنباء حول خطط اختبار الضغط الخاصة بالبنوك الأوربية، حيث من المحتمل أن تصدر لجنة المشرفين البنكية الأوربية المنهجية المستخدمة في تلك الاختبارات. ولا يزال هناك بع النقاشات حول إذا ما كانوا سيصدروا فعليًا أسماء البنوك التي ستخضع لاختبار الضغط (وستتم العملية الانتقائية على حسب الأفضل منها). وبالتأكيد، يواجه المشرعون تحدي إجراء اختبارات واسعة النطاق وعسيرة بالقدر الكافي لحشد تأييد الأسواق بالإضافة ألا تكون هذه الاختبارات شديدة الصرامة بالقدر الذي يؤدي إلى إخفاق البنوك فيها.
ومع قرب قدوم الفترة الأمريكية، نرى أنها تتسم اليوم أيضًا بخلوها من البيانات الاقتصادية سوى مؤشر PMI الصادر عن كلية أيفي لإدارة الأعمال لشهر يونيو. أما بالنسبة لباقي الأسبوع، فستنصرف الأنظار صوب بيانات التوظيف الأسترالية يوم الخميس بالإضافة إلى نتائج اجتماعات بنك إنجلترا والبنك المركزي الأوربي في ذات اليوم. وينتهي الأسبوع بتقرير التوظيف الكندي عن شهر يونيو، لذا يتعين علينا أن نعلم مع نهاية الأسبوع إذا ما كان زوج (الدولار/ كندي) سيرتد من جديد إلى نطاق المستوى 1.0680، أو إذا ما كان المتوسط الحسابي لـ200 يومًا بإمكانه دعم الزوج (الكامن حاليًا عند المستوى 1.0421). ومن اللافت للنظر التقاء علامات التباطؤ القوي الجديدة داخل سوق الإسكان الكندية والتي تبينت من القراءة الضعيفة التي جاءت عليها تصاريح البناء بالأمس مع حائط شراء الدولار الكندي، ومن جديد نرى أن شهية المخاطرة تتسود الموقف حتى اللحظة الراهنة بالنسبة لعملات السلع في الوقت الذي من المحتمل أن تضطر البيانات الاقتصادية إلى الانتظار.