لا زال النفور من اليورو مستمرًا

تعليقات السوق:

ما بدأته الفترة الآسيوية اليوم على أنه إقبال على المخاطرة، سرعان ما تحول بعد ذلك إلى ضربة موجعة إلى اليورو. فقد ظل اليورو العملة غير المحببة في ظل المخاوف المستمرة حيال أزمة الدين وتدابير التقشف التي تؤثر بدورها على المشهد الاقتصادي القاتم فعليًا. وظهر قدر كبير من المخاوف في أن يتم استقبال تدابير خفض الإنفاق المقترحة في كل من البرتغال واليونان بقدر أكبر من الاحتجاجات وعمليات الإضراب والتي من شأنها الإضرار بمشهد النمو الاقتصادي الضعيف فعليًا. وبات واضحًا أن اليورو يتأرجح حاليًا فوق المستوى 1.25، في حين أن هذا المستوى سالف الذكر لا يزال سليمًا دون مساس.

ومع هذا كله، لم يكن اليورو العملة الأسوأ أداء بين باقي العملات خلال فترة التداول الليلية، بل كان الجنيه الإسترليني. فقد أظهر الميزان التجاري بالمملكة المتحدة اتساع العجز إلى 7.5 مليار إسترليني مقابل توقعات السوق بأن يصل العجز إلى 6.4 مليارًا، ومقابل القراءة السابقة البالغة 6.3 مليارًا. وذلك رغم ضعف الإسترليني عمومًا. من ناحية أخرى، أخفقت الحكومة الائتلافية في تقديم أي بيان صحافي إيجابي. ومن ثم، استمرت الشكوك المتعلقة بقدرة الحكومة على تنفيذ الإصلاحات المالية الضرورية، وذلك على اعتبار المواقف السياسية المتنوعة لكلا الحزبين. وبناء عليه، هبط الإسترليني بشدة مقابل الدولار الأمريكي والين الياباني.

وعلى صعيد البيانات الأمريكية، جاءت إعانات البطالة الأسبوعية في ضوء توقعات السوق إلى حد كبير، لتسجل 444 ألفًا، مقابل قراءة الأسبوع السابق المراجعة على ارتفاع بمقدار 448 ألفًا، وهي ثالث أدنى قراءة منذ انهيار بنك ليمان برازرز. كما ارتفعت أسعار الواردات بواقع 0.9% على أساس شهري، عقب ارتفاع شهر مارس البالغ 0.5%. ومن البيانات الأخرى، سجلت مبيعات التجزئة النيويزلندية خلال شهر مارس قراءة محبطة، لترتفع بواقع 0.5% على أساس شهري، بأقل كثيرًا من توقعات السوق التي كانت تتنبأ بارتفاع يصل إلى 1.1%. ورغم القراءة الجيدة التي ظهرت بها مبيعات التجزئة بقيمتها الحقيقية، إلا أنها لا تزال دون توقعات السوق. وتشير هذه البيانات إلا أن الاقتصاد النيوزيلندي لا يسير بكامل قوته، وذلك على اعتبار بطء نمو الأجور، والتطلعات الاقتصادية المشكوك فيها، والتي تجعل الأسر أشد حذرًا. ومن المحتمل ألا يشهد الاجتماع المقبل للبنك الاحتيايطي النيوزيلندي رفعًا لمعدلات الفائدة كما كانت توقعات السوق تتحدث قبل فترة قليلة.

وعقب أسبوع اتسمت جميع تداولاته وتعاملاته بالتذبذب، كانت الفترة الآسيوية اليوم هادئة مرة أخرى، وذلك مع عدم وجود بيانات اقتصادية مهمة من شأنها تغيير اتجاه دفة الثقة لدى المستثمرين، وانعكست حركة عرضية على تعاملات الأسواق، خاصة بعدما تلاشت الثقة الإيجابية للأسواق سريعًا بالأمس.

وتعد المفكرة الاقتصادية فقيرة من البيانات الأوربية اليوم، ويتعين علينا الانتظار حتى بداية الفترة الأمريكية، لتطل علينا بمجموعة من البيانات الاقتصادية، إذ من المنتظر صدور بيانات مبيعات التجزئة، والإنتاج الصناعي، ومعدل استغلال القدرات، ومؤشر ميتشيجان لثقة المستهلك، ومخزونات الأعمال الأمريكية.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image