اليورو يعود إلى نقطة البداية من جديد

تعليقات السوق:

انقسمت ليلة البارحة إلى شقين، امتاز الشق الأول بردة الفعل الأولية في أوربا لتوارد الأنباء المتعلقة بحزمة الاستقرار المالية البالغ قيمتها 750 مليار يورو، والتي دفعت باليورو عاليًا إلى المستوى 1.3095، ليقف بقليل قبل حواجز عقود الخيارات عند المستوى 1.31، أما الشق الثاني من اليوم، فقد شهد عمليات بيع شديدة حتى انتهى الحال بالنسبة لليورو عند المستويات التي أغلقت عليها الفترة الأمريكية يوم الجمعة تعاملاتها يوم الجمعة الماضية. وهنا يلوح لنا تساؤل، ما هي دوافع عمليات البيع المفرطة؟ جاءت هذه الدوافع نتيجة للتعليقات الصادرة عن بيلكا من صندوق النقد الدولي، والتي قال فيها أنه لا يجب معاملة هذه الحزمة على أنها حل بعيد الأجل، بالإضافة كشف تريشيه عن أن قرار البنك المركزي الأوربي بشراء السندات الحكومية لم يكن بالإجماع، علاوة على تنويه وكالة التصنيف الائتماني موديز بأنه من المحتمل أن يتم خفض التصنيف الائتماني لسندات اليونان إلى مستوى الجانك (أو السندات الخردة).

هذا، وقد استجابت أسواق السندات والأسهم على نحو إيجابي قليلاً لأنباء حزمة الاستقرار المالية، حيث تقلص فارق السعر بين السندات الأوربية بعضها البعض، في حين ارتفعت أسواق الأسهم الأوربية بنسبة 5% وهو ما توافق تقريبًا مع وول ستريت.

واتسم المشهد بالمملكة المتحدة بالتذبذب أيضًا، حيث أبقى بنك إنجلترا على معدلات الفائدة البنكية الخاصة به عند 0.5%، بالإضافة إلى تمديد العمل ببرنامج شراء الأصول البالغ قيمته 200 مليار إسترليني. وارتفع الجنيه الإسترليني على نحو طفيف مقابل فوق المستوى 1.50 مقابل الدولار الأمريكي. من ناحية أخرى، كانت الأنباء القائلة بأن الديمقراطيين الأحرار يجرون محادثات رسمية مع حزب العمال (في حين كانت هناك أنباء سابقة عن اتفاق "وشيك" مع حزب المحافظين) بالإضافة إلى إشارة براون أنه بصدد الاستقالة لتسهيل التوصل إلى اتفاق كافية للعودة بزوج (الإسترليني/ دولار) من حيث أتى مرة أخرى. ومن المملكة المتحدة أيضًا، نرى أن مؤشر RICS لميزان أسعار المنازل قد أظهر ارتفاعه الأول منذ 5 شهور، حيث ساعد دفء الطقس على زيادة طلبات الراغبين في شراء المنازل الجديدة.

واتسمت الفترة الآسيوية اليوم بثبات أكثر، إذ اتجه مستثمرو السوق إلى المخاطرة بالعملات مرتفعة العائد، فيما أخفقت أسواق الأسهم خلال تلك الفترة في مواكبة فورة النشاط التي اتسمت بها الأسواق الأوربية والأمريكية. هذا، وقد شهد زوج (الدولار/ ين) هبوطًا بسيطًا، وذلك عقب أن أذاعت وكالة الأنباء رويترز بأن البنك المركزي الصيني يشير إلى استعداده لرفع اليوان. وجاءت هذه التصريحات على لسان مستشار بنك الصين الشعبي شيا بن، على الرغم من إيضاح النبأ بأن هذه التعليقات كانت تتطلع إلى الوراء، حيث أشارت لتقرير السياسة النقدية للبنك خلال الربع الأول من العام الصادر بالأمس. وأشارت القراءات الصينية اليوم إلى ارتفاع مبيعات التجزئة لتتجاوز توقعات السوق على نحو طفيف، في حين هبط الإنتاج الصناعي على نحو طفيف، فيما طرأ ارتفاع طفيف على مؤشر أسعار المستهلكين.

تجدر الإشارة إلى أن تقرير الموازنة العامة الأسترالية للعام 2010-2011 سيصدر في وقت لاحق مساء اليوم، ومن المحتمل أن يذكر رئيس الوزراء الأسترالي رود الشعب الأسترالي اليوم بتحسن تطلعات النمو في البلاد بغض النظر عن عمليات عجز الموازنة الضخمة التي شهدوها في نواحي أخرى.