اليورو يناضل للعثور على موطئ قدم بعد أنباء اليونان

على الرغم من توارد الأنباء المتعلقة بخطة الإنقاذ اليونانية، أخفق اليورو في العثور على موطئ قدم له لاختبار المستويات المرتفعة، وذلك بعد إخفاق ردة الفعل الارتجاعية المتجهة صوب الصعود مع بداية يوم الأمس. ومن جانبها، مارست البيانات الاقتصادية الأمريكية القوية ضغوطًا على السندات الأمريكية مؤدية بها نحو الهبوط، وكانت العوائد المرتفعة سندًا لارتفاع الدولار، لتؤدي بزوج (اليورو/ دولار) إلى الهبوط إلى أدنى من المستوى 1.32. ومن البيانات الاقتصادية الأمريكية القوية الصادرة بالأمس، نرى منها أن مؤشر الدخل الشخصي سجل ارتفاعًا بواقع 0.3% على أساس شهري، وارتفاع الإنفاق الشخصي بنحو 0.6% على أساس شهري (وكلاهما جاء وفقًا لتوقعات السوق التي كانت تتنبأ بمثل هذا الارتفاع)، فيما ارتفع مؤشر ISM التصنيعي إلى المستوى 60.4، لتمثل القراءة الارتفاع الأعلى لها منذ قرابة 6 سنوات، ليقترن ذلك مع سرعة النمو في النشاط الاقتصادي الإجمالي، والقراءة القوية لمكون التوظيف وهو ما يبشر بالخير بالنسبة لقراءة مؤشر التوظيف بالقطاع غير الزراعي الأمريكي. هذا، وفاق مؤشر إنفاق قطاع البناء الأمريكي أيضًا التوقعات ليرتفع بنحو 0.2% مقابل توقعات السوق التي كانت تتنبأ بهبوط يصل إلى 0.5%.

على صعيد الأسهم، سجلت وول ستريت ارتفاعًا على خلفية البيانات الاقتصادية القوية. وبالنسبة للعملات، ارتفع الدولار الأمريكي مقابل أغلب العملات الرئيسة، في حين كان زوج (الدولار/ ين) أكثر المنتفعين. وحازت عملات السلع على بعض الدعم أيضًا، إلا أن الدولار الأسترالي كان الوحيد الذي جرت علميات التداول عليه بحذر قبل صدور البيانات المتعلقة بنتائج اجتماع البنك الاحتياطي الأسترالي. وتراجع الدولار الكندي قليلاً متأثرًا بتراجع أسعار النفط عن مستواها المرتفع بواقع 87 دولارًا.

ومع استمرار إغلاق الأسواق في طوكيو بسبب عطلتها، اتسمت الفترة الآسيوية بهدوء تداولاتها، وظلت ثابتة على هدوئها حتى جاء حدث البنك الاحتياطي الأسترالي برفع معدل الفائدة البنكي الخاص به، ليمثل الحدث الأهم خلال هذه الفترة. وأعادت أسواق شنغهاي للأسهم افتتاحها على انخفاض بعد عطلة نهاية الأسبوع الطويلة ورفع معدلات الاحتياطي النقدي للبنوك، حيث طالها الهبوط بنسبة 1.7%، ثم هبطت بعد ذلك إلى أدنى مستوى لها منذ 7 شهور، وتحديدًا فوق المستوى 2800 (أو -2.1%)، إلا أنها ارتد منذ فترة وجيزة، لتهبط بنحو 0.5% فقط. ولم تكن قراءة مؤشر PMI التصنيعي الصيني الصادرة عن HSBC مبهجة للغاية، حيث هبطت إلى المستوى 55.4 مقابل القراءة السابقة البالغة 57.0. من ناحية أخرى، اتسمت ردة فعل السوق بالهدوء البالغ، لتستمر عمليات التداول داخل نطاقات ضيقة للغاية.

ومن الشأن الأسترالي، نرى أن البنك الاحتياطي الأسترالي رفع من معدل الفائدة الخاص به بمقدار 25 نقطة أساس، ليصل بمعدل الفائدة الرسمي للبنوك إلى المستوى 4.5%، لتأتي هذه الخطوة وفقًا لتوقعات السوق التي كانت تتنبأ بمثل هذه الخطوة من قبل البنك. وفي بيانه المصاحب للإعلان عن رفع معدل الفائدة، أبقى البنك المركزي على تفاؤله حيال الاقتصاد، مع احتمالية أن يتجاوز نمو الإنتاج المعدلات التي كان عليها العام الماضي. ومع ذلك، لم تكن النبرة التي خرج بها البيان الصحافي شديدة المغالاة كما كان متوقعًا، لم يتم فيها ذكر أي أزمات تتعلق بالإسكان أو أي أزمات أخرى. وهبط الدولار الأسترالي عقب البيان الصحافي، وذلك عقب ارتفاعه 20 نقطة فقط.

ومن الفترة الأوربية، هبطت مبيعات التجزئة الألمانية بواقع -2.4%، فيما سجل مؤشر PMI التصنيعي بالمملكة المتحدة ارتفاعًا إلى المستوى 58.0. وهبطت مؤشر أسعار المنتجين بمنطقة اليورو بواقع 0.6%. ومن الفترة الأمريكية، من المنتظر صدور مؤشري طلبات المصانع ومبيعات المنازل المعلقة.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image