هل يتجه الإسترليني صوب المستوى 1.5500 في ظل البيانات الاقتصادية الحالية؟

الحركة السعرية:
• زوج (الدولار/ ين): لا يزال مستقرًا فوق المستوى 93.00 خلال عمليات تداول تتسم بالهدوء.
• زوج (الأسترالي/ دولار): متجه إلى المستوى 0.9335 مع تحسن تدفقات المخاطرة عقب تقرير أرباح شركة آبل.
• زوج (الإسترليني/ دولار): يرتد إلى المستوى 1.5400 مع هبوط إعانات البطالة بشدة.
• زوج (اليورو/ دولار): يتداعى إلى المستوى 1.3450، في الوقت الذي تتطلع فيه الأسواق إلى مفاوضات صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوربي.

تلقى الجنيه الإسترليني دفعة قوية بعد ظهور بيانات سوق التي العمل التي جاءت على نحو أفضل من توقعات السوق. ومع ذلك، واصل اليورو صراعه على خلفية المخاوف المتعلقة بأزمة الدين اليوناني، وشقت العملات طريقها بجهد عصيب داخل نطاقات ضيقة نسبيًا في منتصف الأسبوع خلال فترة التداول الآسيوية والأوربية. ومع خلو المفكرة الاقتصادية من أي بيانات تتعلق بمنطقة اليورو اليوم، سينصب جل تركيز المتداولين على المحادثات المقبلة بين صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوربي حول اليونان، والتي تم تأجيلها من يوم الاثنين الماضي نتيجة للسحابة البركانية النابعة من أيرلندا. واستمر التداول على عوائد السندات اليونانية بأعلى مستوى لها منذ عدة أعوام، وهو ما يشير إلى أن الأسواق لا تزال ترى خطورة كبيرة من سندات الحكومة اليونانية.

وكما أشرنا آنفًا: "ولطالما أوضحنا وجوب أن يكون حل أزمة التمويل اليونانية قابلاً للتطبيق اقتصاديًا، أكثر من كونه ملائمًا سياسيًا فقط. ومع معارضة الجهتين المانحتين والمتمثلتين في الاتحاد الأوربي وصندوق النقد الدولي تقديم رؤوس أموال منخفضة التكلفة لليونان، يتمثل الخطر الكامن في السوق في أن أزمة التمويل المالي اليونانية سيتم تأجيلها بدلاً من حلها". وبالتالي، سيستمر اليورو في تلقي الدعم من جانب واحد يتمثل في البيانات الاقتصادية الواردة بأفضل من توقعات السوق، والنابعة بدورها من ارتفاع الصادرات الألمانية، في الوقت الذي يتضرر فيه من الجانب الآخر لمتمثل في المخاوف المستمرة من تداعيات أزمة التمويل اليونانية. ومع خلو المفكرة الاقتصادية من الأحداث الاقتصادية المهمة اليوم، فمن المحتمل أن تظل هذه المفاوضات موضع الاهتمام والتركيز الأكبر. من ناحية أخرى، من الممكن أن تكون بيانات PMI المنتظر صدورها غدًا بالغة الأهمية بالنسبة للتحركات قصيرة الأجل بالنسبة لزوج (اليورو/ دولار)، وإذا ما أخفقت هذه البيانات في اللحاق بتوقعات السوق، فمن شأنها إعادة الزوج إلى المستوى 1.3300، وذلك في ظل تكالب المخاوف السياسية والاقتصادية على الزوج دافعة به إلى الهبوط.

على صعيد آخر من المملكة المتحدة، نرى أن الأنباء السياسية المتعلقة بجبهة حزب العمال مشجعة للغاية، وذلك بعد هبوط التغير في إعانات البطالة بأكثر من توقعات السوق لتصل إلى -32.8 ألفًا مقابل توقعات السوق التي كانت تتنبأ بقراءة تصل إلى -10,000 فقط. وتعد هذه عملية الهبوط الثانية على التوالي بالنسبة للبطالة، والرابع على مدار الشهور الستة الماضية. ومثلت هذه الأنباء مزيدًا من التأكيد على أن الاقتصاد البريطاني بدأ يشهد حالة من الارتداد المستدام في النشاط الاقتصادي على اعتبار الأثر الإيجابي الواضح الذي أحدثته برامج التحفيز المالي بالنسبة للنمو.

إلى ذلك، أوضحت نتائج اجتماعات لجنة السياسة النقدية ببنك إنجلترا تصويت اللجنة بالإجماع على الإبقاء على معدلات الفائدة البنكية ثابتة دون تغير، بالإضافة إلى الإبقاء على المستويات الحالية لبرنامج التسهيل النقدي. وذهب البنك إلى إعادة التأكيد على وجهة النظر القائلة بأن الضغوط التضخمية تعد مؤقتة، وأنها نابعة زيادة أسعار السلع، ومن المحتمل تراجعها في المستقبل القريب. ولا يزال القلق يعتري بنك إنجلترا حتى الوقت الراهن إزاء النمو أكثر من الضغوط السعرية، وذلك في الوقت الذي تحاول فيه المملكة المتحدة التعافي من أسوأ موجة ركود تشهدها البلاد منذ حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية. في سياق متصل، اخترق الجنيه الإسترليني المستوى 1.5400 على خلفية هذه الأنباء، ويبدو حاليًا أنه مستعد للوصول إلى المستوى 1.5500 في حال إذا ما استمرت تدفقات المخاطرة، وإذا ما جاءت بيانات مبيعات التجزئة يوم غد على نحو إيجابي.

ولا تزال المفكرة الاقتصادية خالية من الأحداث والبيانات الاقتصادية الأمريكية التي من شأنها التأثير على مجريات السوق، وبالتالي فمن المحتمل أن تسيطر تدفقات الأسهم على عمليات تداول العملات مجددًا. ورغم استمرار افتراض المخاطرة في الهيمنة على التدفقات، ومن الممكن حدوث ذلك مجددًا في أعقاب تقارير الأرباح التي أعلنتها شركة آبل، والتي فاقت توقعات السوق، إلا أن القلق لا يزال يعترينا حيال حالة المستهلك الأمريكي. وكما أوضحنا في السابق، من الممكن أن يمثل مؤشر إعانات البطالة الأسبوعية الأمريكي والمنتظر صدوره غدًا الخميس الحدث الأهم خلال الأسبوع. وإذا ما أخفقت بياناته توقعات السوق للأسبوع الثالث على التوالي، فمن الممكن أن يبدأ تفاؤل المستثمر في التضاؤل مع تأكيد أسواق العمل على الحالة المزاجية السيئة للمستهلك.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image