حالة من الاستقرار والهدوء في سوق العملات قبيل ظهور نتيجة ثقة المستهلك

كان هبوط مؤشر نيكاي للبورصة اليابانية بواقع 160 نقطة هو المحرك الأساسي لتفاقم تجنب المخاطرة أثناء تداولات الفترة الأسيوية ليلة أمس، على الرغم من ذلك، تمكن الإسترليني واليورو من إحداث قدر معقول من الاستقرار في حركة السعر في أوائل التعاملات الأوروبية حيث كان المستثمرون في حالة من الترقب لنتائج اجتماع وزراء مالية دول الاتحاد الأوروبي في إسبانيا بينما أثبتت البيانات الأوروبية اليوم دعمًا لتعافي اقتصاد المنطقة. في نفس الوقت، تضرر الإٍسترليني من الأنباء التي ترددت عن تقدم الحزب الديمقراطي الليبرالي بالمملكة المتحدة في إطار نتائج استطلاعات الرأي التي تناولت الانتخابات العامة في أعقاب المناظرة التليفزيونية التي أجريت بين أكبر ثلاث مرشحين في الانتخابات العامة.

 

كما يُعَد الظهور المفاجئ لكليج على الساحة السياسية وفي خضم الحملات الانتخابية مفاجأة كبيرة على الصعيد السياسي قلبت كل الموازين وغيرت كل الحسابات وأربكت الجميع مخلفة وراءها قدرًا كبيرًا من التعقيد الذي أضحت تتسم به الانتخابات العامة مما يجعل التنبؤ بالنتائج من الأمور التي تكبد العناء كل من يحاول التوصل إليها. كما أظهر استطلاع الرأي الذي أُجري بمعرفة اليوجوف أن الحزب الديمقراطي الليبرالي من الممكن أن يحصل على 22% من الأصوات في الانتخابات القادمة بينما تقتصر الأصوات التي من الممكن أن يحصدها حزبي العمال والمحافظين على 6.00% من إجمالي الاصوات البريطانية. تشير النتائج المشار إليها أن إمكانية الوصول إلى حالة البرلمان المعلق أصبحت واضحة وقريبة جدًا من التحقق على الرغم من أن الانتخابات لا زال أمام انعقادها أسابيع قليلة مع إمكانية حدوث تغيرات سريعة في نماذج التصويت.

 

كما علق الإسترليني بين شقي الرحى اليوم حيث اجتمعت عليه مؤثرات سلبية وإيجابية في نفس الوقت حيث تفاقمت مخاوف الوصول إلى برلمان معلق في أعقاب المناظرة التليفزيونية التي أُجريت بالأمس والتي أسفرت عن نتائج مفاجأة للغاية سبقت الإشارة إليها أعلاه بينما تشير البيانات الاقتصادية أن المملكة المتحدة بدأت في اللحاق بركب التعافي. وعلى الرغم من المخاوف السياسية المتزايدة، نرى أن الغلبة سوف تكون للبيانات الاقتصادية في نهاية الأمر فقد رأينا على مدار الأسابيع القليلة الماضية أن الاتجاه العام للعملة كان يتأثر بقوة بالمخاوف السياسية، إلا أنه سرعان ما كان يتخلص من هذا التأثر بمجرد ظهور بيانات إيجابية. ومع خلو المفكرة الاقتصادية اليوم من أحداث الإسترليني، يخضع تداول الإسترليني لاتجاهات شهية المخاطرة حتى نهاية اليوم الجاري، ولكن في حالة مجيء بيانات الأسبوع القادم للمملكة المتحدة على رأسها إعانات البطالة ومبيعات التجزئة إيجابية، من الممكن أن نرى (الإسترليني / دولار) يخوض تحديًا جديدًا مع مستوى 1.5500 على الرغم من الضبابية السياسية.


وعلى صعيد البيانات الاقتصادية، كانت هناك حالة من الهدوء باستثناء مؤشر أسعار المستهلك لمنطقة اليورو الذي جاء أقل من التوقعات مسجلًا 1.4% مقابل التوقعات التي سجلت 1.5%، مع ذلك يُعَد اكثر بكثير من 0.9% المسجلة في فبراير. على الرغم من تحسن القراءة، نرى أنها لا زالت تحت هدف التضخم المحدد من جانب البنك المركزي بـ 2% مما يشير إلى أن هبوط اليورو عمل على توليد بعض الضغوط التضخمية في المنطقة. كما نجح اليورو الضعيف في دعم ميزان التجارة في المنطقة ليحقق فائضًا بواقع 2.6 مليار يورو مقابل العجز المسجل بالقراءة السابقة بـ 0.2 مليار يورو. وكما قلنا قبل ذلك، أن شعف اليورو يعمل على دفع الصادرات وتعزيزها وأن صادرات منطقة اليورو تعتبر هي المحرك الأول للنمو مما يشير إلى إمكانية ارتفاع قراءة الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة في حالة استمرار اليورو عند نفس المستويات المنخفضة. وتتضمن المفكرة الاقتصادية اليوم مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي الصادر عن جامعة ميتشيجان وبدايات الإسكان وتصاريح البناء. ومن المتوقع أن ترتفع ثقة المستهلك، إلا أنه من الصعب أن نحدد إلى مجى يصل هذا الارتفاع؟ في محاولة للإجابة على هذا السؤال نقول أنه في حالة اقتراب قراءة مؤشر ثقة المستهلك الصادر عن جامعة ميتشيجان من مستوى 77 مقابل التوقعات التي تشيرإلى 75، من المنتظر في هذه الحالة ان ترتفع تدفقات المخاطرة مما قد ينتج عنه اتجاه (الدولار / ين) إلى مستوى 93.00 في أعقاب المعاناة من ضغط تجنب المخاطرة على مدار معظم ساعات الفترة الأسيوية.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image