اليورو وكثير من الأسئلة التي تبحث لنفسها عن إجابة

ارتفع اليورو مع نهاية الفترة الآسيوية اليوم متأثرًا بالتصريحات المؤازرة التي جاءت على لسان جان كلود تريشيه- رئيس البنك المركزي الأوربي، والذي وصف حزمة الإنقاذ المالي المشتركة ما بين الاتحاد الأوربي وصندوق النقد الدولي والموجهة إلى اليونان تعد "حلا عمليًا". تجدر الإشارة إلى ان تريشيه كان سابقًا من أشد المعارضين والناقدين لاشتراك صندوق النقد الدولي في تقديم خطة إنقاذ مالية لليونان، منوهًا أن التوصل إلى حل أوربي تمامًا لهذه المشكلة هو الأكثر تفضيلاً. من ناحية أخرى، وبعد إصرار ألمانيا على إشراك صندوق النقد الدولي، توصل القادة الأوربيون في نهاية الأمر إلى اتفاقية تقضي بتقديم قروض ثنائية التمويل ما بين الاتحاد الأوربي وصندوق النقد الدولي.

وتتطلب أي مساعدة من إلى اليونان دعمًا إجماعيًا من القادة الأوربيين، وأن تخضع إلى شروط صارمة، وذلك حسبما أفاد خوسيه سقراط- رئيس وزراء البرتغال الذي صدق على الاتفاقية. ولا يزال السؤال المحوري المتعلق بالأزمة اليونانية يبحث لنفسه عن إجابة: هل سيكون بمقدور اليونان خفض تكاليف خدمة الائتمان لديها؟

ورغم كل هذه الأحداث، أصر المسؤولون اليونانيون على أنهم لم يكونوا يتطلعون إلى تمويلات إنقاذ مالية، موضحين أنه رغم الصعوبات التي يواجهونها هذه الأيام، إلا أن بمقدور اليونان جمع التمويلات من أسواق رأس المال. وبدلاً من ذلك تذمرت السلطات المالية اليونانية بشدة من أنه برفع قيمة سندات الخزانة الألمانية بمقدار 300 نقطة أساس، فإن تكلفة رأس المال الخاصة بهم تعتبر محرمة عليهم. وعلى اعتبار قيام اليونان بتضحيات سياسية هائلة باتخاذها تدابير تقشف بالغة القسوة، فإنهم لم ترغب في إضاعة موازنتها المالية على خدمة الائتمان.

ورغم تنويه سقراط بأن معدلات الفائدة على القروض المستقبلية بالنسبة لليونان ستكون "معتدلة وغير تراكمية"، إلا أن مغزى الكلام ليس واضح جل الوضوح. وبهذا الائتلاف القوي المكون من دول الاتحاد الأوربي الـ27، وصندوق النقد الدولي، إلى جانب الشرط الذي يتطلب الحصول على الموافقة بالإجماع، تشبه هذه الخطة الأخيرة بنية الأمم المتحدة مع احتمالية درجة الفعالية ذاتها.

ومن جانبها، اتسمت سوق الفوركس بحالة من الشك حيال حل خطة الإنقاذ المالي، حيث ارتفع زوج (اليورو/ دولار) إلى المستوى 1.3350 مقابل المستوى الأدنى الذي وصل إليه الزوج بالأمس عند 1.3265. من ناحية أخرى، إذا ما أخفقت تفاصيل خطة الإنقاذ- المنتظر صدورها في وقت لاحق من اليوم- في إقناع المتداولين بان اليونان ستلمس حالة من الارتياح الملموس من وطأة العبء التمويلي الملقى على عاتقها، فمن الممكن أن يستأنف الزوج هبوطه سريعًا ليصل إلى المستوى 1.3000.

 

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image